من اليوم أو غد ولربما من بداية الأسبوع، ولكن يفضّل من بداية الشهر، وحبّذا لو تطابقت بداية الشهر مع أول يوم في الأسبوع كي يصبح اليوم والتاريخ منسجمين متوافقين؛ سوف أحسم أمري وآخذ قراري بأن أصفّي قلبي وأفتح عقلي لكافة أنواع الاختلاف التي يمكن أن أن أصادفها من أي كائن بشري في يومي.

من الناحية النظرية، أنا على استعداد أن أتقبّل الطرف الآخر بكل مفرداته سواء من الناحية الاجتماعية، والإنسانية، والدينية، والعقائدية، والفكرية، وأسلوب الحياة ونمط المعيشة. وفي المقابل عليه أن يتقبلني كما أنا بكل إيجابياتي باعتبار أنني لا يمكن من خلال نظارتي أن أرى عيوبي التي هي أساساً غير موجودة من وجهة نظري الأفلاطونية. إلا أن الواقع مغاير تماماً لعالم الأمنيات الذي ننسجه في خيالنا وأفكارنا الوردية.

فعلياً، أوافق مع كل ما من شأنه أن يوطد العلاقات الإنسانية بين الجميع إلى أن أصل إلى مرحلة أن أجامل وأُرقّع بما يتعارض ويتنافى مع عقيدتي الإسلامية، وما تحمله من رسائل سماوية سواء بالنهي، أو الترغيب أو التحبيب. فعلى سبيل المثال لا الحصر أنا لا أتقبل بشدة أن أقف باسطة اليدين وأصفق على تسويق كل ما يتعلق «بالعلم ذو الألوان السبعة» وتبعياته فقط كي أضمن لنفسي صفة أنني إنسانة متسامحة، وأتجنب نعتي بإنسانة رجعية في حال أنني خالفت الترويج لهذا المبدأ وغيره من المبادئ المشابهة والتي ما أنزل الله بها من سلطان.

لذا صدق من قال: «الزايد عن حدّه ينقلب ضده» أن تكون إنساناً متسامحاً لا يعني أن تكون متساهلاً متغافلاً ومتنهياً عن الإشارة إلى ما هو حق وما هو صواب ولو بالكلام على أضعف وجه، وإنما أن تكون إنساناً منصفاً عادلاً لديك القدرة على أن تفرق بين الحق والباطل وهذا لا ينفي عنك صفة «الاحترام» سواء لنفسك أو الآخرين. وفي الختام سؤال صريح لك: هل تتقبل كل من يختلف عنك وتؤيده وتناصره في السر والعلن؟