عندما نحلل المواقف الدولية في الأحداث التي تجري في منطقة الشرق الأوسط، نجد أن أهم ملف هو الملف النووي الإيراني والاتفاق الذي تنوي الولايات المتحدة الأمريكية أن تعقده مع طهران وإعادته بعد انسحابها منه بولاية دونالد ترامب، غير أن إيران لديها وجهة نظر مختلفة قد لا يفهمها الكثير من المتتبعين للشأن الدولي.
فالنقطة الأولى التي يراها الجانب الإيراني هو أن إعادة هيكلة الاتفاق النووي الجديد (5+1) هو بمثابة نظام عقوبات جديد يحرم طهران من تفوقها العسكري في صناعة القنبلة النووية الأمر الذي يجعل بقاء نظام الملالي في المنطقة أمراً دائماً، وهذا الهدف الأول الذي تسعى إليه طهران في مفاوضات فيينا وهو عدم التخلي عن برنامجها النووي، وقد يكون هذا الأمر تتفهمه المنطقة جيداً لعدم وجود ضمانات بانسحاب آخر أمريكي من الاتفاق.
أما النقطة الثانية وهي لا تختلف عن الأولى، بأن إيران دولة تحكمها عقيدة مريضة أسستها بشكل علني عام 1979 منذ الثورة الخمينية، وأن المساس بتلك العقيدة وتوسعها في الشرق الأوسط وهز أركانها بمثابة ضربة ليس لإيران بل لعقيدتها من الأساس، وهذا ما يفكر ويدور في بال طهران وفي أروقة الغرف المغلقة، وهذه النقطة المركزية التي تفضي بأن طهران ستقوم بأي تصعيد مقابل استمرار تلك العقيدة المبنية على طاعة الولاية الخمينية.
فيما يتعلق بالنقطة الثالثة والأخيرة والتي ترتكز عليها طهران في الفترة الحالية، هي مقايضة الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وقد يغفل عنها الكثيرون، حيث ان العالم في الفترة الحالية يعاني نقص في بإمداد الطاقة كالنفط والغاز الطبيعي، وبالتالي هي ستتفاوض على سد هذا النقص واللعب في هذا الجانب في تزويد الدول اللاعبة من أجل خفض أسعار النفط من خلال إغراق السوق بالنفط الإيراني وهي ورقة قد تستغلها بشكل واضح في صناعة التنازلات.
خلاصة الموضوع، هذه الثلاث نقاط التي طرحتها لن يتناولها الإعلام العربي بهذه الصورة لأنها نقاط القوة التي يرتكز عليها النظام الإيراني في مفاوضته مع أمريكا، فهي تقول للعالم أما أن تكون نووية أو أن تكون نووية! لا خيار آخر يمكن التفاوض معه، وبالتالي الحسابات يجب أن تكون على هذا الجانب وأن التصعيد العسكري مهما كان سيكلف كثيراً لأن طهران لن ترى سوى نفسها وعقيدتها، والمنطقة تنتظر اللاعب الرئيس وهي المملكة العربية السعودية أن تضع الورقة الرابحة لإنهاء ذلك الحلم الإيراني.
{{ article.visit_count }}
فالنقطة الأولى التي يراها الجانب الإيراني هو أن إعادة هيكلة الاتفاق النووي الجديد (5+1) هو بمثابة نظام عقوبات جديد يحرم طهران من تفوقها العسكري في صناعة القنبلة النووية الأمر الذي يجعل بقاء نظام الملالي في المنطقة أمراً دائماً، وهذا الهدف الأول الذي تسعى إليه طهران في مفاوضات فيينا وهو عدم التخلي عن برنامجها النووي، وقد يكون هذا الأمر تتفهمه المنطقة جيداً لعدم وجود ضمانات بانسحاب آخر أمريكي من الاتفاق.
أما النقطة الثانية وهي لا تختلف عن الأولى، بأن إيران دولة تحكمها عقيدة مريضة أسستها بشكل علني عام 1979 منذ الثورة الخمينية، وأن المساس بتلك العقيدة وتوسعها في الشرق الأوسط وهز أركانها بمثابة ضربة ليس لإيران بل لعقيدتها من الأساس، وهذا ما يفكر ويدور في بال طهران وفي أروقة الغرف المغلقة، وهذه النقطة المركزية التي تفضي بأن طهران ستقوم بأي تصعيد مقابل استمرار تلك العقيدة المبنية على طاعة الولاية الخمينية.
فيما يتعلق بالنقطة الثالثة والأخيرة والتي ترتكز عليها طهران في الفترة الحالية، هي مقايضة الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وقد يغفل عنها الكثيرون، حيث ان العالم في الفترة الحالية يعاني نقص في بإمداد الطاقة كالنفط والغاز الطبيعي، وبالتالي هي ستتفاوض على سد هذا النقص واللعب في هذا الجانب في تزويد الدول اللاعبة من أجل خفض أسعار النفط من خلال إغراق السوق بالنفط الإيراني وهي ورقة قد تستغلها بشكل واضح في صناعة التنازلات.
خلاصة الموضوع، هذه الثلاث نقاط التي طرحتها لن يتناولها الإعلام العربي بهذه الصورة لأنها نقاط القوة التي يرتكز عليها النظام الإيراني في مفاوضته مع أمريكا، فهي تقول للعالم أما أن تكون نووية أو أن تكون نووية! لا خيار آخر يمكن التفاوض معه، وبالتالي الحسابات يجب أن تكون على هذا الجانب وأن التصعيد العسكري مهما كان سيكلف كثيراً لأن طهران لن ترى سوى نفسها وعقيدتها، والمنطقة تنتظر اللاعب الرئيس وهي المملكة العربية السعودية أن تضع الورقة الرابحة لإنهاء ذلك الحلم الإيراني.