حديث الساعة حالياً، ما يحصل من اضطراب في العلاقات بين بعض الدول العربية بسبب تصريحات سابقة لبعض من يشغلون مناصب عليا، مما سبب ردود أفعال واسعة واصطفافاً خليجياً موحداً ضد هذه التصريحات غير الرسمية والتي جاءت على خلفية المشاركة في برنامج حواري على إحدى قنوات الأخبار العربية.

أشيد بخفض المصاريف والابتعاد تجارياً عن بعض الدول المنهكة سياسياً واقتصادياً والتي تعاني بشكل مستمر من الانقسامات والاضطرابات الداخلية، حيث حلَّلت مراراً وتكراراً حتى قبل جائحة كورونا (كوفيد19) بأن العالم، قد تشبع بما يسمى بـ«العولمة التجارية» والانفتاح والتبادل التجاري وخلق معسكرات والذي ألحق ضرراً في بعض الأحيان أكثر من قيمة المنافع التجارية.

اليوم، الخليج العربي الغني بمعطيات الدول الكبرى.. لديه اقتصاد قوي ومتين لا يعتمد اعتماداً كلياً على النفط في رؤيته القادمة، وبحكومة تشاورية قوية واستقرار أمني وغذائي فعال، بالإضافة إلى تنمية المواطن أكاديمياً بخبرات عالمية وهو أهم عناصر تقويم بلداننا الخليجية استقراراً ونجاحاً.

لسنا بحاجة إلى الاستثمار خارجاً لا ترفيهياً، ولا تعليماً، ولا لأمننا الغذائي أو الطبي ولا حتى نتحمل عبء امتدادات ومجاملات سياسية قد تكون مكلفة على حسابنا الخاص ولدينا أشقاء في بلدان خليجية مجاورة فيهم كل الصفات المكملة للاستغناء عن بعض الأبعاد الإقليمية.

اليوم، قد يكون من الحكمة التوجه إلى الانغلاق والتركيز على تنمية المواطن لجعله فرداً فعالاً ولحفظ رفاهية الشعب والوطن والمقيمين أيضاً، والتركيز على بناء مرتكزات البلد بدلاً من تصدير خبراتنا للخارج وفقد الكثير من الأدمغة البشرية أو استبدالها بعقول بديلة للمواطن مع حفظ حق من ساهموا في بلادنا من الإخوة العرب والمقيمين سابقاً ولاحقاً وكما يقال المثل «دهننا في مكبتنا».

التوجه بالانغلاق الجزئي لبعض الممارسات التي تحاول منع صرف الدينار خارجاً مسؤولية جماعية، يجب أن تكون جزءاً من ثقافتنا الحالية، فأحدث سبل الرفاهية والترفيه موجودة لدى مملكتنا الغالية، كما أن أفضل الجامعات العالمية ومعاهد التدريب قد تم افتتاحها على مدار الـ 30 عاماً الماضية بجميع التخصصات وأفضل الخبرات والتي تتلاءم مع وضع السوق البحريني، كما نمتلك أفضل المستشفيات الخاصة والتي تنافس القطاع الحكومي بأفضل عروض التقسيط لملاءمة ميزانية المواطنين والمقيمين.. ونمتلك كذلك أفضل أنواع الاستثمارات مردوداً عقارياً وصناعياً وحتى خدمياً، والأسواق المحلية مفتوحة على مصراعيها بدعم حكومي كريم، وبذلك نغلق فصل العولمة وتداعياتها السلبية أفضل بكثير لمستقبل بلداننا وأبنائنا من المواطنين والمقيمين والذين نعتبرهم شريكاً لا يتجزأ من هوية تسامح الوطن.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية