إلى جانب مضامينها الأخوية التي تعزز الامتداد التاريخي للعلاقات البحرينية السعودية، عززت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية مجالات التعاون المختلفة بين المملكتين بما سيعود بالخير الكثير على شعبيهما.

عودتنا المملكة العربية السعودية دائماً بأنها الداعم الأول للبحرين في مجالات التعاون الاقتصادي والتنمية والاستثمار، والاجتماع الذي عقده أولياء عهود المملكتين كشف عن تعزيز التعاون في هذه الجوانب، وخاصة دعم الشقيقة السعودية للجهود الكبيرة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله في جوانب تعزيز المنظومة الاقتصادية الوطنية.

الأمير محمد بن سلمان أكد دعم الشقيقة الكبرى لخطط البحرين التنموية المختلفة، وخاصة برنامج التوازن المالي الذي نترقب كلنا نتائجه، وعليه كان الإعلان الرائع عن زيادة الاستثمار السعودي في البحرين بإضافة مشاريع بقيمة خمسة مليارات دولار، الأمر الذي سيكون ذا مردود إيجابي وفعال على خطة التعافي الاقتصادي.

اليوم في ظل التحديات التي تمر فيها المنطقة، ومع تداعيات جائحة كورونا بات تعافي الاقتصاد وتعزيز موارد الدخل من أهم الأمور التي تتحرك فيها الدول؛ فالخسائر المادية كانت كبيرة جداً، وكانت لها مبرراتها في محاولة الحفاظ على سلامة البشر وكيفية التعامل مع هذه الجائحة التي أثرت على كثير من الأمور.

حالة التعافي التي تمر بها دول المنطقة ومن ضمنها البحرين تستدعي القيام بخطوات أكبر تجاه تعزيز الاقتصاد وجذب رؤوس الأموال وتوسيع رقعة الاستثمارات، وفي زيارة الأمير محمد بن سلمان تم تعزيز جوانب التعاون المختلفة بين المملكتين، وتمت الزيادة عليها من خلال مذكرات التعاون العديدة التي وقعت والمشاريع الجديدة التي نوقشت في اجتماع لجنة التنسيق المشتركة التي يقودها وليا العهدين في المملكتين.

الإعلان السعودي الصريح على لسان الأمير محمد بن سلمان بشأن الدعم المستمر والدائم والعمل جنباً إلى جنب مع البحرين لتعزيز كثير من المجالات الاقتصادية والاستثمارية أمر يدعو للتفاؤل ويوجب الشكر لشقيقتنا الكبرى، إذ الارتباط الثنائي البحريني السعودي في مجالات التعاون الاقتصادي أمر له امتداد طويل جداً ويعود لعقود عديدة ماضية، وهو التعاون المميز دائماً بين المملكتين، وبتعزيزه أكثر اليوم فإننا نخطو معاً في اتجاه البناء والتطوير وتحويل بلداننا إلى مناطق استقطاب تجارية واستثمارية وسياحية تعود عوائدها بالخير بإذن الله على الشعوب.

شكرنا العميق دائماً موصول لشقيقتنا الكبرى التي لا نستغني عنها وعن دعمها ومشاركتها القوية المستمرة للبحرين في كافة مشاريعها وتحركاتها ومواقفها، وما نتطلع إليه في المستقبل هو رؤية ثمار هذا التعاون جلية عبر تحقيق المنافع المشتركة، وما ستعود به بالخير على عجلة الاقتصاد وشعوب المملكتين والمنطقة بشكل عام.