هنيئاً لنا بهذا الملك الإنسان الذي لا ينسى أبناءه المخلصين، ولا يقبل بأن يمر عطاؤهم دون تقدير وتخليد تذكره وتتناقله الأجيال.

جلالة الملك حمد حفظه الله، قائد أسس لنا ثقافة لا تجدها إلا لدى الكبار الذين يقودون الأمم ويبنون الحضارات ويعززون القيم الإنسانية، ويضربون بها أروع الأمثلة للعالم.

إذ منذ أن أعلن جلالته السابع عشر من ديسمبر يوماً للشهيد البحريني، وقرن هذه المناسبة بذكرى عيد جلوسه، منذ ذاك الوقت بتنا نرى سنوياً درساً ملكياً يرسخ في أذهان البشر مواقف للعرفان والتقدير والامتنان لن ينساها تحديداً أبناء شهداء الوطن وسيبقى معهم للأبد، فحمد بن عيسى بالنسبة لأبناء أبطال البحرين ليس ملكاً فقط، بل هو قائد ووالد وسند وظهر وداعم وقلب حنون.

بتنا نعرف تماما أنه في هذا التاريخ سنجد الملك حمد دائماً في مشهد أبوي إنساني يحتضن أبناء الشهداء، ويحيي ذكرى ذويهم الذين استشهدوا لأجل هذا الوطن، سنجده دائماً يستذكر مناقب هؤلاء الأبطال، ويذكر الجميع بأن واجبنا تجاههم مستمر إلى الأبد، فهم الذين سطروا أروع ملاحم التضحية والفداء لأجل البحرين، وهم الذين ستظل بطولاتهم قصصاً وطنية تروى على امتداد الأجيال.

منذ المناسبة الأولى التي أعلنها جلالته عيداً لشهداء الوطن، ومنذ الطلقات الواحدة والعشرين التي أطلقت يومها في قصر الصافرية تخليداً لهم، وصولاً إلى يوم أمس وكلمات جلالته التي تكتب بماء من الذهب بحق شهداء البحرين، وهذا الوطن يسطر بفضل حمد بن عيسى قصة ملحمية في الوفاء والتقدير لمن وفى لهذا الوطن، ولمن قدم روحه لها بلا تردد، ولمن ترك لأبنائه إرثاً عظيماً يتغنون به إلى يوم الدين، فهؤلاء أبناء الشهداء، أبناء أبطال تدين لهم البحرين، هم أبناء الملك حمد بن عيسى، والدهم وخير من يعوضهم فقد ذويهم.

شكراً لملك الإنسانية، أنت عظيم بأفعالك ومواقفك، حفظ الله حمد بن عيسى وأبقاه ذخراً وسنداً لجميع أبنائه.