تجلت الشراكة المجتمعية لأهل البحرين، في أسمى صورها، خلال قصة البحث عن الطفل المفقود عبدالله أحمد جمال، البالغ من العمر 5 سنوات، في منطقة الرفاع الشرقي، والذي عرف إعلامياً باسم «طفل الرفاع»، حيث تضافرت جهود وزارة الداخلية، وفزعة أهل البحرين الطيبين، وبينهم بطبيعة الحال، الجيران والأصدقاء وأسرة الطفل، في متابعة تطورات عملية الاختفاء، والبحث عنه على مدار نحو 12 ساعة كاملة، خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد كانت الألسنة تلهج بالدعوات إلى الله عز وجل، مع تضافر الجهود في البحث والتقصي والتحري، حيث كانت هناك تحديات أبرزها أن الطفل من ذوي الهمم وربما لا يعرف كيف يعبر عن ما يشعر به، لكن بفضل الله، ثم بجهود وفزعة أهل البحرين، عاد الطفل إلى أسرته سالماً معافى، وهو ما تحقق في نهاية الأمر، حيث اختلطت مشاعر الفرح بالدموع، بعدما خرج مواطنون ومقيمون للبحث عن الطفل، حيث مثلت لحظة العثور عليه مشهد مهيب دل على مدى ترابط وتلاحم وتكاتف أهل البحرين في السراء والضراء، وفي الأفراح والأتراح.

ولقد كانت لتوجيهات معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بالغ الأثر في المضي قدماً في تعزيز الشراكة المجتمعية البناءة مع كافة فئات المجتمع وفعالياته، حيث تكللت تلك الجهود والنجاحات الأمنية في العثور على الطفل المفقود في أسرع وقت.

ولا يمكن تجاهل الدور الإيجابي والإنساني لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم توظيفها بشكل فعال وملحوظ ومؤثر، وبالتالي مثلت صورة أخرى لمدى استغلالها أروع استغلال في الترابط المجتمعي، بين الجميع، من أجل تلك الحالة الإنسانية.

هذا التآلف والتكامل والترابط المجتمعي ليس غريباً على أهل البحرين، ولن تكون الشراكة المجتمعية المحترفة في واقعة الطفل عبدالله هي آخر المطاف، بل على العكس، دائماً ما يفزع أهل البحرين لتلك الحالات الإنسانية كنتيجة منطقية لمعدنهم الطيب وأصلهم العريق في نشر معاني الخير والسلام، وهو ما يشهد به القاصي والداني، ويردد الجميع بلا استثناء، في صوت واحد «كفو.. يا أهل البحرين».