كل أمة ولها أعمال تزاولها لكسب العيش، وهذه الأعمال قد يكون البعض فيه شقاء وحرق دماء وهزال في الأبدان، ومن أجل دوام هذه الأعمال والحرف وإنتاجها الذي يعتمد عليه في كسب الرزق وتوفير القوت، يستعان على أدائها بأهازيج وأنغام محببة للأنفس ويطرب لها القلب، مثل التغني بالوطن وجمال الطبيعة، وذكر الزوجة والأطفال وهناءة العيش معهم، وخاصة إذا طال السفر والتغرب، فتجيش قريحة المعنى شعراً يتغنى بذكرهم بكلمات لها شجن وفيه حنين، وفيه لوعة تارة أخرى، فترى البدوي عندما ينوي السفر إلى مسافات بعيدة قاصداً مضارب قبيلة من القبائل أو مدينة من المدائن للزيارة أو للمتاجرة وكسب الرزق، يحدي قافلة الجمال بنشيد جميل يشنف آذان وأحاسيس الجمال، ما يساعدها على قطع المسافات الطوال، وينسيها عناء ما عليها من أحمال ثقال كلما كان صوت الحادي يتناغم مع وقع أقدامها على الرمال، وينسيها الجوع والعطش.
البحرين ليست ذات فيافٍ وصحارى، هي جزر متناثرة في بحر فيه كنوز وما أغلاها من كنوز! ألا وهو اللؤلؤ، وطلبه يحتاج إلى تعب وشظف عيش وخشونة المفرش وصبر؟
فكما لسفن الصحراء حادٍ، لسفن البحر نهام، هذا الفن الرفيع يستعان به في الخطفة والقرحة، ورفع المرساة «الباورة» من قاع البحر إذا أراد نوخذة السفينة الانتقال من هير إذا شح محاره، إلى هير آخر يأمل فيه الخير المنشود.
فإذا انتهى موسم الغوص ودخل الشتاء يُدفت السفن على مقربة من الساحل. «يدفوها على السيف.. أم الحنايا.. يدفوها على السيف».
ورجال الغوص في أثناء الشتاء يمتهنون عملاً آخر هو قطع الحجر من قاع البحر «وصفائح الفروش»، وجمع الرمل والطين، وهذه مواد البناء الأساسية لأهل الحواضر البحرية في ذلك الزمان.
وبعد صلاة العشاء يرفهون عن أنفسهم في أماكن تسمى الدار، حيث يتسامرون على ضوء السراج، ويرددون أغاني مثل الفجري، وآلات الإيقاع التقليدية، ثم تطورت هذه الآلات وأُضيف إليها العود والكمان والطار والدف وآلات موسيقية أخرى.
اشتهرت دور كثيرة، ففي المحرق دار محمد بن فارس ودار جناع، ودار محمد بن حربان، وفي المنامة دار وجدي وهي أشهرها.
بيت القصيد، أن دار محمد بن حربان للفنون الشعبية التراثية، مازالت محافظة على طابعها الموروث، بالإضافة إلى فنون الطرب الحديثة بقيادة الأستاذ الفنان جاسم محمد حربان الذي أعطاها بُعداً حضارياً جديداً، ومن أجل الاستمرار والمحافظة على الموروث الغنائي وتطويره، تبنى كثير من الشباب الهاوي هذا الفن العريق، فأصبحوا على قدر من التمكن والنجومية، إلا أن هذه الدار، يدور رأس من يبحث عن موقعها في دواعيس المحرق إذا نوى زيارتها، البحريني وغير البحريني، والمقترح وضع لوحات إرشادية على الشارعين المهمين القريبين منها، وهما شارع ولي العهد وشارع البلدية، هذا الاقتراح موجه إلى هيئة الثقافة والآثار والبلدية، والله تعالى الموفق.
البحرين ليست ذات فيافٍ وصحارى، هي جزر متناثرة في بحر فيه كنوز وما أغلاها من كنوز! ألا وهو اللؤلؤ، وطلبه يحتاج إلى تعب وشظف عيش وخشونة المفرش وصبر؟
فكما لسفن الصحراء حادٍ، لسفن البحر نهام، هذا الفن الرفيع يستعان به في الخطفة والقرحة، ورفع المرساة «الباورة» من قاع البحر إذا أراد نوخذة السفينة الانتقال من هير إذا شح محاره، إلى هير آخر يأمل فيه الخير المنشود.
فإذا انتهى موسم الغوص ودخل الشتاء يُدفت السفن على مقربة من الساحل. «يدفوها على السيف.. أم الحنايا.. يدفوها على السيف».
ورجال الغوص في أثناء الشتاء يمتهنون عملاً آخر هو قطع الحجر من قاع البحر «وصفائح الفروش»، وجمع الرمل والطين، وهذه مواد البناء الأساسية لأهل الحواضر البحرية في ذلك الزمان.
وبعد صلاة العشاء يرفهون عن أنفسهم في أماكن تسمى الدار، حيث يتسامرون على ضوء السراج، ويرددون أغاني مثل الفجري، وآلات الإيقاع التقليدية، ثم تطورت هذه الآلات وأُضيف إليها العود والكمان والطار والدف وآلات موسيقية أخرى.
اشتهرت دور كثيرة، ففي المحرق دار محمد بن فارس ودار جناع، ودار محمد بن حربان، وفي المنامة دار وجدي وهي أشهرها.
بيت القصيد، أن دار محمد بن حربان للفنون الشعبية التراثية، مازالت محافظة على طابعها الموروث، بالإضافة إلى فنون الطرب الحديثة بقيادة الأستاذ الفنان جاسم محمد حربان الذي أعطاها بُعداً حضارياً جديداً، ومن أجل الاستمرار والمحافظة على الموروث الغنائي وتطويره، تبنى كثير من الشباب الهاوي هذا الفن العريق، فأصبحوا على قدر من التمكن والنجومية، إلا أن هذه الدار، يدور رأس من يبحث عن موقعها في دواعيس المحرق إذا نوى زيارتها، البحريني وغير البحريني، والمقترح وضع لوحات إرشادية على الشارعين المهمين القريبين منها، وهما شارع ولي العهد وشارع البلدية، هذا الاقتراح موجه إلى هيئة الثقافة والآثار والبلدية، والله تعالى الموفق.