تتابع منطقة الخليج العربي بشكل دقيق المفاوضات التي تجري في فيينا مع النظام الإيراني من أجل توقيع اتفاق نووي جديد، تفادياً لعدم الدخول في منعطفات خطيرة تؤثر على المنطقة مثل الخيار العسكري وهو خيار قد يكون مستبعداً بالفترة الحالية.
طاولة المفاوضات مع طهران امتدت لفترات طويلة ومنها قبل استلام إبراهيم رئيسي الحكم في إيران غير أن الإصرار حول رفع العقوبات مقابل التفاوض على الاتفاق النووي كان متسيد تلك الطاولة، إلى أن الأمور وصلت لمرحلة أشبه بما يطلق عليه مرحلة «القط والفأر» في تلك المفاوضات، حيث تمثل إيران الفأر الماكر والذي يهرب من أن يلتقطه القط رغم قوته.
وتباعاً لذلك أجبرت المنطقة على متابعة الأحداث التي تجري في فيينا من أجل الوصول إلى اتفاق يوقف الطموح الإيراني بامتلاكه السلاح النووي، والذي يوصف بأنه سلاح ردع، وفي المقابل فأن إسرائيل التي تتميز بالقوة العسكرية الضاربة في الشرق الأوسط فإنها تسعى لعدم امتلاك إيران أي مزايا عسكرية نووية مما يعطي الأذن للمنطقة في انتشار الأسلحة النووية.
ولكن التساؤل المهم، إلى أين تتجه المفاوضات؟ بناءً على ما سبق فإن إيران تعلم جيداً بأنها لا تتحمل الخوض في حرب أو ضربات عسكرية قد تودي بالنظام إلى الهاوية، وهي تريد أكبر المكاسب من تلك المفاوضات وعلى رأسها بيع النفط الإيراني وهذا ذكره المسؤولون الإيرانيون أكثر من مرة، وبالتالي من وجهة نظري أن إيران سترضخ في تلك المفاوضات في حال وجدت ضغطاً من الصين وروسيا للوصول إلى اتفاق ملزم، في المقابل هناك معضلة أساسية وهي التنازل عن كل التقدم في البرنامج النووي سيجعل إيران ضعيفة بوجهة نظر الشعب الذي يصور له بأن طهران قوة إقليمية ولاعب أساس بالعالم، وهي قوى معارضة لأمريكا وإسرائيل، فكيف ترضح لهما؟
خلاصة الموضوع، المفاوضات في فيينا هي لعبة مثل القط والفأر، متى ما تعب الفأر سيأكله القط، ومتى ما تعب القط فإن الفأر سيعيش مدة أكثر، وهذا أفضل تشبيه لما يحدث في مفاوضات فيينا، ومنطقة الخليج العربي لا تتحمل أي رصاصات طائشة تستهدف المفاعلات النووية والتي قد تؤدي إلى تسربات قد تدخلنا في مستنقع خطير وحساس.
{{ article.visit_count }}
طاولة المفاوضات مع طهران امتدت لفترات طويلة ومنها قبل استلام إبراهيم رئيسي الحكم في إيران غير أن الإصرار حول رفع العقوبات مقابل التفاوض على الاتفاق النووي كان متسيد تلك الطاولة، إلى أن الأمور وصلت لمرحلة أشبه بما يطلق عليه مرحلة «القط والفأر» في تلك المفاوضات، حيث تمثل إيران الفأر الماكر والذي يهرب من أن يلتقطه القط رغم قوته.
وتباعاً لذلك أجبرت المنطقة على متابعة الأحداث التي تجري في فيينا من أجل الوصول إلى اتفاق يوقف الطموح الإيراني بامتلاكه السلاح النووي، والذي يوصف بأنه سلاح ردع، وفي المقابل فأن إسرائيل التي تتميز بالقوة العسكرية الضاربة في الشرق الأوسط فإنها تسعى لعدم امتلاك إيران أي مزايا عسكرية نووية مما يعطي الأذن للمنطقة في انتشار الأسلحة النووية.
ولكن التساؤل المهم، إلى أين تتجه المفاوضات؟ بناءً على ما سبق فإن إيران تعلم جيداً بأنها لا تتحمل الخوض في حرب أو ضربات عسكرية قد تودي بالنظام إلى الهاوية، وهي تريد أكبر المكاسب من تلك المفاوضات وعلى رأسها بيع النفط الإيراني وهذا ذكره المسؤولون الإيرانيون أكثر من مرة، وبالتالي من وجهة نظري أن إيران سترضخ في تلك المفاوضات في حال وجدت ضغطاً من الصين وروسيا للوصول إلى اتفاق ملزم، في المقابل هناك معضلة أساسية وهي التنازل عن كل التقدم في البرنامج النووي سيجعل إيران ضعيفة بوجهة نظر الشعب الذي يصور له بأن طهران قوة إقليمية ولاعب أساس بالعالم، وهي قوى معارضة لأمريكا وإسرائيل، فكيف ترضح لهما؟
خلاصة الموضوع، المفاوضات في فيينا هي لعبة مثل القط والفأر، متى ما تعب الفأر سيأكله القط، ومتى ما تعب القط فإن الفأر سيعيش مدة أكثر، وهذا أفضل تشبيه لما يحدث في مفاوضات فيينا، ومنطقة الخليج العربي لا تتحمل أي رصاصات طائشة تستهدف المفاعلات النووية والتي قد تؤدي إلى تسربات قد تدخلنا في مستنقع خطير وحساس.