لو كانت تجمعات الأمطار وتحولها إلى بحيرات متفرقة ودخولها على بيوت الناس وإتلافها لممتلكاتهم قد حصلت في منطقة قديمة المنشأ تعود تصريفاتها المائية لأربعة عقود زمنية مثلاً، لكان النقد أيضاً سيتزايد بالسؤال «ماذا فعلنا» لحل هذه المشكلة؟! فما بالكم بمنطقة جديدة بمساكنها ومرافقها وشوارعها «تغرق» وتصل مياه الأمطار إلى داخل البيوت؟!

تكررت المشاهد السابقة لما قبل سنوات، ووصلت مجدداً لإنزال زوارق صغيرة وألواح «الكاياك» بمجاديفها، وتداول الناس عشرات الفيديوهات والصور والتي تكشف أن هناك مناطقَ لم توضع لها حلول، فتكدس الأمطار نسخة مطابقة لما حصل سابقا، وأن هناك مناطق جديدة تضررت بشدة، ما يعني أن «التخطيط» لها، و«تنفيذها» لم يكن بطريقة تضمن سلامة الناس وأملاكهم.

التحرك المسؤول لرئيس الحكومة الأمير سلمان كعادته حفظه الله، كان إيجابياً، ويشكر سموه أنه وجه بشكل صريح لمعالجة الخلل ووضع الحلول الحاسمة، وبحسب تصريح النائب محمود البحراني فإن سموه وجه إلى «معالجة الخلل» في مشروع اللوزي الذي كان أهاليه أكثر المتضررين وذلك بما يضمن «عدم تكرار» الموقف والضرر، وكذلك توجيه سموه بحصر وتعويض المتضررين.

الشكر والتقدير موصولان أيضاً للسيدة التي نزلت مع الأهالي وخاضت في المياه ونقلت معاناتهم وما تعرضوا له بشكل واضح مما أدى لتحرك المسؤولين وصدور التوجيهات من أعلى قمة الهرم الحكومي، السيدة زينب الدرازي عضو المجلس البلدي ممثلة الدائرة الثانية عشرة، ودون انتقاص لكل عضو بلدي أو نائب قام بدوره المطلوب منه خلال هذه الظروف العصيبة التي مر بها بعض الأهالي.

هنا نتمنى من الجهات المسؤولة التحرك بسرعة وجدية بحسب توجيهات رئيس الحكومة، ولا تكون تحركات لتأتي بحلول وقتية وآنية فقط، وهو ما كان يحصل سابقا بشواهد ما نراه من مشاهد تتكرر كل عام، رغم أن إنصاف الجهود يفرض علينا القول بأن هناك عملاً ومساعي لوضع علاجات وتصحيح أمور، لكن للأسف تكرار نفس المعاناة في نفس المنطقة أو حتى غيرها سيلقي باللائمة على الجهات المسؤولة، بالتالي الحلول يجب أن تنهي كل جوانب المشكلة، وهي عملية تستدعي جهودا كبيرة، والأهم تستدعي «تخطيطاً» صحيحاً وعلمياً للمناطق ويتم بمسؤولية ودراية نابعة عن خبرة، فهذه أرواح وممتلكات بشر.

يفترض بأن نرى فرحة المواطن بسقوط المطر كرحمة من السماء، لا رؤية خوفه وقلقه بأن تنقلب «الرحمة» عليه وتغرق منزله وأملاكه! حتى الحكومة ستستمر في صرف التعويضات كل عام لأن المشكلة تتكرر ولا ينتهي وقوعها.

لذلك ربط الأمير سلمان إيجاد الحلول والمعالجات بـ«عدم التكرار»، إذ حسم الأمور هو حماية للناس وممتلكاتهم وحفظ لأموال الدولة من صرفها كتعويضات لخلل لا يجب أن يحصل.

ورغم وجود أوجه قصور، إلا أن تقدير الجهود واجب لكل جهة سعت وبذلت جهوداً للتعامل مع ما حصل بما يخفف الأضرار عن الناس، من وزارات وجهات أمنية وإنسانية وشخصيات تمثل المجتمع وصولاً إلى أفراد المجتمع أنفسهم.