قبل عامين كنت أقود سيارتي في أحد الشوارع السريعة في العاصمة السعودية الرياض. سرعة الشارع حددت بـ120 كيلومتراً في الساعة، ورغم ذلك فوجئت بسائق إحدى السيارات يقود بسرعة جنونية تفوق السرعة المحددة، أخذ يدخل بين المسارات متخطياً السيارات بشكل خطير وبأسلوب لا تشاهده حتى في سباقات الفورمولا واحد.
بسرعة أخذت المسار الأوسط لأفسح له المجال في المسار الأيسر، لأنني إن لم أتحرك أجزم بأنه كان سيصدمني، لكن المفاجأة كانت انعطفت لليمين واختراقه المسار وهو «يطير» بهذه السرعة، إذ ظهرت من العدم ثلاث سيارات مدنية اشتعلت أضواء الشرطة منها وقامت بمحاصرة هذا السائق المتهور وأجبرته على الوقوف. كان مشهداً مذهلاً، وفي وقت ظننت بأن هذا السائق المجنون في سياقته سيمضي في طريقه دون أن يعترضه أحد وبعدما أرعب الجميع، لكن الطريقة التي أوقف بها بعثت الارتياح لدي وأجزم بأن من تواجد على نفس الشارع شعر بذلك.
هذا أسلوب مستخدم في بعض الدول، وأعني به الدوريات المرورية «المتخفية»، وهي سيارات مدنية لا يمكن تمييزها، تسير في الشوارع حالها حال بقية السيارات، لكنها خلال ثوانٍ معدودة تتحول لسيارات شرطة تضبط المخالفين بالأخص الذين يقودون بسرعة جنونية. تذكرت هذه الحادثة بسبب مشاهد رصدتها شخصياً خلال الأيام الماضية على شوارعنا، وتحديداً خلال الأيام الماطرة التي تزيد من نسبة الخطورة على السائقين لسهولة الانزلاق واحتمالية التصادم بسبب سوء المكابح وغيرها من أسباب. أحد المشاهد التي شاهدتها كان أمراً يثير الاستياء بالفعل، إذ سيارة عائلية فيها ربا أسرة مع أطفالهم الصغار، السائق في المسار الأيسر ويسير بسرعة الشارع المحددة، واتخذ المسار لأنه كان واضحاً في مساره بأنه سيأخذ المنعطف الأيسر أمامه، لكن من العدم ظهر سائق شاب متهور يقود بسرعة جنونية التصق بالسيارة العائلية بفارق لا يتعدى المترين وهو يطلق مزمار السيارة ويضيء الأنوار العلوية، والمشكلة أن سائق السيارة العائلية لم يجد مجالاً لديه للتحرك إلى المسار الأيمن لوجود سيارات متتابعة فيه.
كنت أتابع المشهد وأرى الأطفال وهم ينظرون للخلف مرتعبين، وفي نفس الوقت السائق المتهور يقترب أكثر وأكثر ويزيد في التزمير، وهنا لم أفهم، هل يريد هذا المتهور من رب الأسرة أن يطير بالسيارة حتى يتجاوزه؟! تصرف متهور وأرعن وينم عن سوء أخلاق واستهتار وكل صفة دنيئة يمكن وضعها هنا، إذ تخيلوا فقط أن السيارة الأمامية فيها أطفال، وهذا المتهور لا يكترث.
مشاهد أخرى تمر بكم أيضاً لا محالة، سائقان يحولان الشارع إلى حلبة سباق، يدخلان بين المسارات وكأنهما في لعبة «بلاي ستيشن» ولا رادعٍ لهما.
هنا مع احترامي الشديد لكاميرات السرعة سواء تلك التي تومض بـ«الفلاش» أو التي لا تومض، وحتى لدوريات المرور وأعني السيارات الواضحة بألوانها وشعارها، إلا أن مثل هذه النوعية من السائقين المتهورين لا ينفع معهم إلا أسلوب «الدوريات المتخفية»، لا يردعهم إلا سيارات تبرز فجأة لتوقفهم أمام الناس ولتعاقبهم، إذ حياة البشر ليست لعبة لدى هؤلاء المتهورين.
لربما كانت هذه التجربة مطبقة لدينا، ولو كانت كذلك، فأرى من المهم الإعلان عنها والترويج لها بشكل دعائي وقائي ليعرف الناس أن هناك من يحميهم في الشوارع «متخفياً» لردع المتهورين، والأهم أن نرى النتائج بالأرقام وبالحالات.
رغم قانون المرور، ورغم تغليظ العقوبات، مازال لدينا متهورون لا يكترثون بسلامتهم ولا سلامة الآخرين، هؤلاء يمثلون «خطراً» على الطريق وعلى حياة الناس، ويحتاجون لردع قوي وعقوبات أقوى، فما يفعلونه هو مساعي قتل مع سبق الإصرار والترصد.
بسرعة أخذت المسار الأوسط لأفسح له المجال في المسار الأيسر، لأنني إن لم أتحرك أجزم بأنه كان سيصدمني، لكن المفاجأة كانت انعطفت لليمين واختراقه المسار وهو «يطير» بهذه السرعة، إذ ظهرت من العدم ثلاث سيارات مدنية اشتعلت أضواء الشرطة منها وقامت بمحاصرة هذا السائق المتهور وأجبرته على الوقوف. كان مشهداً مذهلاً، وفي وقت ظننت بأن هذا السائق المجنون في سياقته سيمضي في طريقه دون أن يعترضه أحد وبعدما أرعب الجميع، لكن الطريقة التي أوقف بها بعثت الارتياح لدي وأجزم بأن من تواجد على نفس الشارع شعر بذلك.
هذا أسلوب مستخدم في بعض الدول، وأعني به الدوريات المرورية «المتخفية»، وهي سيارات مدنية لا يمكن تمييزها، تسير في الشوارع حالها حال بقية السيارات، لكنها خلال ثوانٍ معدودة تتحول لسيارات شرطة تضبط المخالفين بالأخص الذين يقودون بسرعة جنونية. تذكرت هذه الحادثة بسبب مشاهد رصدتها شخصياً خلال الأيام الماضية على شوارعنا، وتحديداً خلال الأيام الماطرة التي تزيد من نسبة الخطورة على السائقين لسهولة الانزلاق واحتمالية التصادم بسبب سوء المكابح وغيرها من أسباب. أحد المشاهد التي شاهدتها كان أمراً يثير الاستياء بالفعل، إذ سيارة عائلية فيها ربا أسرة مع أطفالهم الصغار، السائق في المسار الأيسر ويسير بسرعة الشارع المحددة، واتخذ المسار لأنه كان واضحاً في مساره بأنه سيأخذ المنعطف الأيسر أمامه، لكن من العدم ظهر سائق شاب متهور يقود بسرعة جنونية التصق بالسيارة العائلية بفارق لا يتعدى المترين وهو يطلق مزمار السيارة ويضيء الأنوار العلوية، والمشكلة أن سائق السيارة العائلية لم يجد مجالاً لديه للتحرك إلى المسار الأيمن لوجود سيارات متتابعة فيه.
كنت أتابع المشهد وأرى الأطفال وهم ينظرون للخلف مرتعبين، وفي نفس الوقت السائق المتهور يقترب أكثر وأكثر ويزيد في التزمير، وهنا لم أفهم، هل يريد هذا المتهور من رب الأسرة أن يطير بالسيارة حتى يتجاوزه؟! تصرف متهور وأرعن وينم عن سوء أخلاق واستهتار وكل صفة دنيئة يمكن وضعها هنا، إذ تخيلوا فقط أن السيارة الأمامية فيها أطفال، وهذا المتهور لا يكترث.
مشاهد أخرى تمر بكم أيضاً لا محالة، سائقان يحولان الشارع إلى حلبة سباق، يدخلان بين المسارات وكأنهما في لعبة «بلاي ستيشن» ولا رادعٍ لهما.
هنا مع احترامي الشديد لكاميرات السرعة سواء تلك التي تومض بـ«الفلاش» أو التي لا تومض، وحتى لدوريات المرور وأعني السيارات الواضحة بألوانها وشعارها، إلا أن مثل هذه النوعية من السائقين المتهورين لا ينفع معهم إلا أسلوب «الدوريات المتخفية»، لا يردعهم إلا سيارات تبرز فجأة لتوقفهم أمام الناس ولتعاقبهم، إذ حياة البشر ليست لعبة لدى هؤلاء المتهورين.
لربما كانت هذه التجربة مطبقة لدينا، ولو كانت كذلك، فأرى من المهم الإعلان عنها والترويج لها بشكل دعائي وقائي ليعرف الناس أن هناك من يحميهم في الشوارع «متخفياً» لردع المتهورين، والأهم أن نرى النتائج بالأرقام وبالحالات.
رغم قانون المرور، ورغم تغليظ العقوبات، مازال لدينا متهورون لا يكترثون بسلامتهم ولا سلامة الآخرين، هؤلاء يمثلون «خطراً» على الطريق وعلى حياة الناس، ويحتاجون لردع قوي وعقوبات أقوى، فما يفعلونه هو مساعي قتل مع سبق الإصرار والترصد.