كان الله في عون كل ولي أمر يحاول أن يحمي أبناءه من الغزو الفكري والأخلاقي الذي باتت أدواته ووسائله في تزايد وتنوع لا يمكن السيطرة عليه، إذ يتضح جلياً بأننا سنعيش وضعاً فيه انفلات بلا حدود وتأثيره سيكون من خلال نتائج تؤثر على سلوكيات وقيم النشء الجديد، هذا إن لم تكن هناك فئات أكبر سناً انجرفت بالفعل وراء موجة تغيير المعتقدات والأخلاقيات.
في الماضي كان أولياء أمورنا يشددون على ذهابنا إلى دور السينما دون مرافقتهم لنا، وكانت رقابتهم صارمة بشأن ما نشاهده في التلفاز، وكل هذا كان نابعاً من تمسك بالموروثات الاجتماعية والأخلاقيات التي ينص عليها ديننا؛ إذ بالنسبة لهم لقطة عابرة هنا، ونظرة خاطئة هناك لمشهد ما قد يؤدي بهذا الطفل الصغير لدخول مسارات تحرفه أو تنسف إرثه الأخلاقي.
لكن اليوم ومع التطور التكنولوجي وتنوع منصات نشر المحتوى وسهولة الوصول إليه حتى لأطفال صغار في سن الروضة عبر أجهزة «الآيباد» وغيرها، فإن التحدي أصعب بشأن حماية هذا النشء من عمليات الاستهداف الفكري والأخلاقي.
قد يظن البعض بأننا نبالغ حينما نقول بأنها «عمليات استهداف» بينا هي -في نظرتهم- مجرد محتوى وإنتاج إعلامي «اختياري» المتابعة والمشاهدة، وعليه فإن الإنسان حر فيما ينتقيه ويستهويه، وهذا سياق منطقي بالفعل، لكن المشكلة تتمثل في الأهداف الحقيقية الكامنة وراء عمليات الإنتاج هذه، خاصة تلك الموجهة لعالمنا العربي الإسلامي.
قضية الشذوذ مثلاً ليست وليدة اليوم، بل هي ظاهرة قد تكون برزت منذ بدء الخليقة، لكنها وصلت اليوم لمرحلة «الترويج العلني» ولأقل بالبحريني «الدعاية بعين قوية»، إذ للأسف المحتوى الإعلامي الذي ينشر على المنصات الشهيرة سواء أكان محتوى ناطقاً بالإنجليزية أو الفرنسية أو اللاتينية وغيرها، وصل اليوم ليشمل المحتوى العربي، وهو محتوى معروف تماماً يوجه لمن.
هذه القضية التي بات الترويج لها بشكل واسع جداً، يراد لها أن تصبح واقعاً يتعايش معه البشر، بل يراد لها بأن تكون ثقافة «عادية» يتأسس معها الجيل الناشئ بلا حرج. وصلت المسألة للتشريعات والقوانين لبعض البلدان، وتحول الفعل المقزز وغير السوي هذا إلى فعل يُعاقب من ينتقده أو يشمئز منه بالقانون! بل لا يكاد اليوم يخلو محتوى إعلامي أجنبي وحتى بعض المحتوى العربي من إشارة وذكر له وبطريقة إيجابية. المشكلة التي تواجهنا وتواجه الأجيال القادمة تتمثل بترويج مفهوم «الإباحية المطلقة» ولست أعني بها إنتاج المواد الإعلامية الساقطة، بل أعني بها الترويج لفكرة أن كل شيء عادي ويمكن للإنسان أن يعيش بلا قيود أو حدود، بحيث يعتبر العلاقات الشاذة بين نفس الجنس أمراً عادياً، ويعتبر الخيانات في العلاقات الأسرية أمراً عادياً جداً، ويعتبر المخدرات مثل تناول المكسرات، والأخطر حينما يصور له الدين ومعها القيم والأخلاقيات على أنها «تخلف ورجعية» يجب التحرر منها لتكون شخصاً «كوول» ومنفتح العقل «أوبن مايندد». الإباحية المطلقة، هذا هو الخطر القادم الذي سيهدد أجيالنا، كل شيء عادي، لا قيود ولا تحفظات ولا حدود، لا دين ولا أخلاق، وكل شيء مباح مباح، حتى لو كان فعلاً يهتز له عرش الرحمن.
{{ article.visit_count }}
في الماضي كان أولياء أمورنا يشددون على ذهابنا إلى دور السينما دون مرافقتهم لنا، وكانت رقابتهم صارمة بشأن ما نشاهده في التلفاز، وكل هذا كان نابعاً من تمسك بالموروثات الاجتماعية والأخلاقيات التي ينص عليها ديننا؛ إذ بالنسبة لهم لقطة عابرة هنا، ونظرة خاطئة هناك لمشهد ما قد يؤدي بهذا الطفل الصغير لدخول مسارات تحرفه أو تنسف إرثه الأخلاقي.
لكن اليوم ومع التطور التكنولوجي وتنوع منصات نشر المحتوى وسهولة الوصول إليه حتى لأطفال صغار في سن الروضة عبر أجهزة «الآيباد» وغيرها، فإن التحدي أصعب بشأن حماية هذا النشء من عمليات الاستهداف الفكري والأخلاقي.
قد يظن البعض بأننا نبالغ حينما نقول بأنها «عمليات استهداف» بينا هي -في نظرتهم- مجرد محتوى وإنتاج إعلامي «اختياري» المتابعة والمشاهدة، وعليه فإن الإنسان حر فيما ينتقيه ويستهويه، وهذا سياق منطقي بالفعل، لكن المشكلة تتمثل في الأهداف الحقيقية الكامنة وراء عمليات الإنتاج هذه، خاصة تلك الموجهة لعالمنا العربي الإسلامي.
قضية الشذوذ مثلاً ليست وليدة اليوم، بل هي ظاهرة قد تكون برزت منذ بدء الخليقة، لكنها وصلت اليوم لمرحلة «الترويج العلني» ولأقل بالبحريني «الدعاية بعين قوية»، إذ للأسف المحتوى الإعلامي الذي ينشر على المنصات الشهيرة سواء أكان محتوى ناطقاً بالإنجليزية أو الفرنسية أو اللاتينية وغيرها، وصل اليوم ليشمل المحتوى العربي، وهو محتوى معروف تماماً يوجه لمن.
هذه القضية التي بات الترويج لها بشكل واسع جداً، يراد لها أن تصبح واقعاً يتعايش معه البشر، بل يراد لها بأن تكون ثقافة «عادية» يتأسس معها الجيل الناشئ بلا حرج. وصلت المسألة للتشريعات والقوانين لبعض البلدان، وتحول الفعل المقزز وغير السوي هذا إلى فعل يُعاقب من ينتقده أو يشمئز منه بالقانون! بل لا يكاد اليوم يخلو محتوى إعلامي أجنبي وحتى بعض المحتوى العربي من إشارة وذكر له وبطريقة إيجابية. المشكلة التي تواجهنا وتواجه الأجيال القادمة تتمثل بترويج مفهوم «الإباحية المطلقة» ولست أعني بها إنتاج المواد الإعلامية الساقطة، بل أعني بها الترويج لفكرة أن كل شيء عادي ويمكن للإنسان أن يعيش بلا قيود أو حدود، بحيث يعتبر العلاقات الشاذة بين نفس الجنس أمراً عادياً، ويعتبر الخيانات في العلاقات الأسرية أمراً عادياً جداً، ويعتبر المخدرات مثل تناول المكسرات، والأخطر حينما يصور له الدين ومعها القيم والأخلاقيات على أنها «تخلف ورجعية» يجب التحرر منها لتكون شخصاً «كوول» ومنفتح العقل «أوبن مايندد». الإباحية المطلقة، هذا هو الخطر القادم الذي سيهدد أجيالنا، كل شيء عادي، لا قيود ولا تحفظات ولا حدود، لا دين ولا أخلاق، وكل شيء مباح مباح، حتى لو كان فعلاً يهتز له عرش الرحمن.