قبل أكثر من 15 عاماً أصدرت كتاباً بعنوان "ناصر بن حمد.. قائد بالفطرة"، وتطرق هذا الكتاب لمرحلة مبكرة من حياة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة الشركه القابضه للنفط والغاز، وبعد تخرجه من كلية ساند هيرست وبداية دخوله معترك الحياة العملية والتي أصقلت جوهرته أكثر ليستلهم من والده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، روح القيادة ويسير على أثر أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وكانت مناسبة الكتاب هي حصول سموه على لقب أصغر فارس في العالم عندما رفع علم البحرين في فرنسا، وما أظهره آنذاك من مهارات وبراعة في مجال الفروسية وسباقات القدرة ثم نجاحه في تنظيم سباقات القدرة الدولية واحتضان البحرين لها بعد ذلك.

والمتتبع لمسيرة سموه في العمل الشبابي يجد أنه قد منح الفرصة للمئات من شباب البحرين لأن ينطلق ويبدع من خلال مبادرات لا تعد ولا تحصى، حيث تخرج من تلك المبادرات قيادات نراها اليوم في مواقع كثيرة وكبيرة من مواقع المسؤولية، ولو سألت تلك القيادات الشبابية عن تاريخهم ستجد فيه محطات مرتبطة بعلاقة وثيقة مع سمو الشيخ ناصر بن حمد حفظه الله ورعاه.

وعلى الصعيد الإنساني فنتحدث بكل فخر عن اسم البحرين المرفوع في كافة بقاع العالم، وتواجدها لغوث المحتاجين ودعم المستضعفين، وكل ذلك آتٍ من جهود سمو الشيخ ناصر ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية.

أما على الصعيد الرياضي فلا ينكر أحد النقلة النوعية التي حدثت في رياضة البحرين وبات اسمها اليوم يتردد في كافة الفعاليات الرياضية الكبرى ويضع لاعبوها بصمتهم في الرياضة العالمية والآسيوية بشكل خاص.

ويواصل سمو الشيخ ناصر بن حمد أطروحاته في القيادة حيث دشن مرحلة جديدة في وجهة مغايرة، عندما تولى رئاسة مجلس إدارة الشركة القابضة للنفط والغاز، وبدأنا نسمع عن قرارات ومستجدات شبه يومية، كان آخرها لقاء سموه مع النقابات العمالية لشركات النفط والغاز، والحديث المتفرد بفتح خط تواصل مباشر مع العمال والنقابيين ودون حضور رؤساء الشركات، وهو ما يؤكد النزعة القيادية المتفردة التي يتميز بها ناصر بن حمد.

فالمعتاد عند تولي القيادة أن يطلع القائد على مستجدات العمل عبر المسارات الاعتيادية وهي الإدارات المعنية بقطاعات العمل، إلا أن سموه رأى أن ينزل إلى مستوى جديد من البحث والتحري والتدقيق ومعرفة التفاصيل، وأن يسمع للعامل والموظف وهو أقرب شخص لبيئة العمل دون وسيط أو ناقل. ونتمنى من بعض المسؤولين الحذو حذو هذه الشخصية المرموقة ويتعلمون من حلمه وعلمه وتواضعه.

* قبطان - رئيس تحرير جريدة "ديلي تربيون" الإنجليزية