في نهاية هذا العام سنشهد انتخابات لمجلس نواب جديد، ما يعني أننا سنعيش كالعادة خلال الشهور الثلاثة أو الأربعة القادمة موسم «سيول غزيرة» من المقترحات النيابية، أغلبها سيكون في إطار «تسجيل المواقف» و«الدعاية الانتخابية المسبقة»، كونها مقترحات «حالمة» يعرف أصحابها استحالة تحققها، خاصة في الظروف الاقتصادية الحالية.
أتمنى ألا يتحسس السادة النواب من هذا الكلام؛ إذ نحن نتحدث عن واقع يعيشه الناس كل أربعة أعوام، واقع يفرض بأن الفصل التشريعي ينقسم إلى ثلاثة أقسام في الغالب، يتفاوت فيها حجم العمل النيابي الفعلي، ما بين أولاً محاولة تحقيق الوعود الانتخابية، ثم الهدوء الذي خلاله تختفي غالبية هذه الوعود، ثم التصعيد بشأن الميزانية لتمرر سلاماً سلاماً، مع شبه انقراض التفاعل مع تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية، ثم بدء إطلاق عشرات بل مئات المقترحات التي يعرف أصحابها صعوبة تحققها خاصة في الدور الرابع والأخير، لكنها تطلق بأسلوب «ضربة أعمى» لو «اصطادت» تفاعل بعض الناخبين سيكون مكسباً.
هناك بعض النواب حضورهم دائم خلال السنوات الأربع من ناحية التفاعل والمقترحات والتواصل مع الناس، والأهم نقل نبض الناس، وهذا حق يقال، إذ بالمتابعة الدائمة ستجدون أن هناك عدداً من النواب يشكرون على ثبات مواقفهم وعلى تمثلهم بإيصال صوت الناس.
في جانب آخر هناك مواقف للبعض تناقض الوعود الانتخابية، هناك مواقف نيابية باتت حكومية أكثر من الحكومة، هناك مواقف لا تمثل الناس ولا تحظى بقبولهم ورغم ذلك أصحابها يتمسكون بها ويبررون لها، وهناك مواقف تختلف من الدور الأول إلى الدور الرابع، وهذا ما يمنح الناس الحق في وصف للأسف كل مقترح يقدم الآن بأنه «مقترح دعائي انتخابي» لأنه يأتي «في الوقت الضائع».
كل هذه الأمور بتداعياتها وتراكماتها هي ما تجعل الناس يعلنون مواقفهم بشأن نوابهم، وبعض الناس يقرر موقفه من الانتخابات والمشاركة فيها بناء على تجربته مع ناخبيه، وسط دعوات دائمة بالتعلم مما سبق، وأن على الناس اختيار من يمثلهم بشكل صادق وشفاف وواضح، رغم أن هذه المسألة أيضاً غير مضمونة، فكم من مرشح خرج على الناس بوعود وأخلاق وتواصل رفيع، ومن بعد الوصول والجلوس على الكرسي تغيرت أرقام هواتف وتغير أسلوب التعاطي وتحول التواضع إلى علو وكبر، وبات بينه وبين ناخبيه بروتوكولات ورسميات ومدراء مكاتب ومواعيد ووصول مستحيل؟! إلا من رحم ربي طبعاً، فلو خليت خربت، لكن للأسف شر البعض يعم والخير يخص والناس تنسى للثابتين مواقفهم، وهذا الكلام يفهمه بعض النواب الذين مازالوا يحاولون الثبات على إيصال صوت الناس بأمانة.
لذلك فإن كثيراً من المقترحات لم تلقَ تفاعلاً إيجابياً من الناس، بل لاقت تندراً، وبعض الناس رأوا فيها استهزاء بعقولهم، وهو أسلوب غير مقبول من بعض النواب الممثلين للشعب، ولن أزيد هنا بأي أمثلة، فقط سأسأل عن مقترح «إسقاط القروض» والذي لم يصدقه عاقل، خاصة وأنه جاء «في الوقت الضائع» جداً.
{{ article.visit_count }}
أتمنى ألا يتحسس السادة النواب من هذا الكلام؛ إذ نحن نتحدث عن واقع يعيشه الناس كل أربعة أعوام، واقع يفرض بأن الفصل التشريعي ينقسم إلى ثلاثة أقسام في الغالب، يتفاوت فيها حجم العمل النيابي الفعلي، ما بين أولاً محاولة تحقيق الوعود الانتخابية، ثم الهدوء الذي خلاله تختفي غالبية هذه الوعود، ثم التصعيد بشأن الميزانية لتمرر سلاماً سلاماً، مع شبه انقراض التفاعل مع تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية، ثم بدء إطلاق عشرات بل مئات المقترحات التي يعرف أصحابها صعوبة تحققها خاصة في الدور الرابع والأخير، لكنها تطلق بأسلوب «ضربة أعمى» لو «اصطادت» تفاعل بعض الناخبين سيكون مكسباً.
هناك بعض النواب حضورهم دائم خلال السنوات الأربع من ناحية التفاعل والمقترحات والتواصل مع الناس، والأهم نقل نبض الناس، وهذا حق يقال، إذ بالمتابعة الدائمة ستجدون أن هناك عدداً من النواب يشكرون على ثبات مواقفهم وعلى تمثلهم بإيصال صوت الناس.
في جانب آخر هناك مواقف للبعض تناقض الوعود الانتخابية، هناك مواقف نيابية باتت حكومية أكثر من الحكومة، هناك مواقف لا تمثل الناس ولا تحظى بقبولهم ورغم ذلك أصحابها يتمسكون بها ويبررون لها، وهناك مواقف تختلف من الدور الأول إلى الدور الرابع، وهذا ما يمنح الناس الحق في وصف للأسف كل مقترح يقدم الآن بأنه «مقترح دعائي انتخابي» لأنه يأتي «في الوقت الضائع».
كل هذه الأمور بتداعياتها وتراكماتها هي ما تجعل الناس يعلنون مواقفهم بشأن نوابهم، وبعض الناس يقرر موقفه من الانتخابات والمشاركة فيها بناء على تجربته مع ناخبيه، وسط دعوات دائمة بالتعلم مما سبق، وأن على الناس اختيار من يمثلهم بشكل صادق وشفاف وواضح، رغم أن هذه المسألة أيضاً غير مضمونة، فكم من مرشح خرج على الناس بوعود وأخلاق وتواصل رفيع، ومن بعد الوصول والجلوس على الكرسي تغيرت أرقام هواتف وتغير أسلوب التعاطي وتحول التواضع إلى علو وكبر، وبات بينه وبين ناخبيه بروتوكولات ورسميات ومدراء مكاتب ومواعيد ووصول مستحيل؟! إلا من رحم ربي طبعاً، فلو خليت خربت، لكن للأسف شر البعض يعم والخير يخص والناس تنسى للثابتين مواقفهم، وهذا الكلام يفهمه بعض النواب الذين مازالوا يحاولون الثبات على إيصال صوت الناس بأمانة.
لذلك فإن كثيراً من المقترحات لم تلقَ تفاعلاً إيجابياً من الناس، بل لاقت تندراً، وبعض الناس رأوا فيها استهزاء بعقولهم، وهو أسلوب غير مقبول من بعض النواب الممثلين للشعب، ولن أزيد هنا بأي أمثلة، فقط سأسأل عن مقترح «إسقاط القروض» والذي لم يصدقه عاقل، خاصة وأنه جاء «في الوقت الضائع» جداً.