في مارس 2014 أصدرت الخارجية الأمريكية تقريراً «خاصاً وسرياً» بواقع 48 صفحة بعنوان بـ«التحقيق في السفارة الأمريكية بالمنامة»، ورغم سريته فإن صحيفة «واشنطن بوست» نشرته، وكان معنياً بـ«تقييم» الخارجية لأداء سفيرها لدينا آنذاك توماس كراجيسكي.
أكثر من 20 مقالاً كتبناه وقتها عن ممارسات السفير «لا تمت لمهمته الدبلوماسية بصلة»، بل كانت تصب في اتجاه يوحي بأنه إما «جاسوس» يحاول استقاء معلومات، أو صاحب توجه بـ«تجنيد» أو «تقوية» شوكة عناصر وفئات راديكالية سعت للانقلاب في 2011.
تقرير الخارجية تضمن 57 توصية للعمل المفترض أن يقوم به سفيرهم، ووضع التقرير فريق تدقيق قام بجزء منه في واشنطن «من 2 إلى 23 سبتمبر 2013»، والجزء الأهم في السفارة بالمنامة «من 25 سبتمبر إلى 19 أكتوبر 2013»، وركز على أداء السفير.
سأورد بعض ملاحظات من التقرير هنا، أولها: «السفير فشل في التخطيط ووضع استراتيجيات واضحة أدت لوجود خلل في التركيز على الأداء لدى بعض موظفي السفارة، وتسبب ذلك في وضع أهم الأهداف الأمريكية والمعنية بالاقتصاد والفعاليات الدعائية الاقتصادية على غير هامش الأولوية».
ثانياً: «تقصير السفير في التواصل مع عناصر مهمة في الحكومة، إضافة إلى الصورة الإعلامية الفقيرة مع التقصير في وضع إستراتيجية مؤثرة تسببت في اختلافات ولغط لدى المسؤولين في واشنطن».
ثالثاً: «السفير قصر في مهمته في الجانب الاقتصادي ولم يحاول أن ينشط في الأمور الاقتصادية، ولم يحاول تحقيق استفادة أكبر من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع البحرين».
رابعاً: «السفير عانى من الانتقادات الإعلامية منذ وصوله إلى البحرين، ومحاولته الوصول إلى الإعلام والصحافة لم تنجح، والانتقادات تواصلت بقوة ما دفعه للتقليل من ظهوره الإعلامي».
طبعاً ناهيكم عن علاقاته المشبوهة مع عناصر الوفاق و«تغبقه» معهم في رمضان، وزياراتهم المتبادلة، بما يؤكد أنه كان منفذاً لمخطط كونداليزا رايس «الشرق الأوسط الجديد»، وتابعاً مخلصاً لأجندة هيلاري كلينتون لاستغلال «الربيع العربي».
التذكير بكراجيسكي مهم لتوثيق التاريخ السيئ لبعض الإدارات الأمريكية وأسلوب تعاطيها مع البحرين. وثانياً لبيان أن البحرين خلال رئاسة دونالد ترامب لم تعانِ من سلوكات «مشبوهة» للسفير الأمريكي حينها، بل كان دبلوماسياً محترماً عمل على تعزيز العلاقات الثنائية.
اليوم نحن أمام سفير جديد يمثل إدارة بايدن الذي يقف خلفه كظله باراك أوباما «حبيب النظام الإيراني ومحرر ملياراته والقابل بامتلاكه السلاح النووي»، مع وجود تأثير لهيلاري بالضرورة. السفير قام بمنح نفسه صلاحية الالتقاء بمواطنين بحرينيين في بيته الخاص وليس السفارة، ونحن نعرف بحسب شواهد التاريخ أهداف مثل هذه اللقاءات.
سعادة السفير إن كنت تريد معلومات فأنت تعرف تماماً مع من تتحدث، ومن هي الجهات الرسمية. ودورك الدبلوماسي يفترض بأنه تعزيز علاقات بلدك مع البحرين، لا لتتحول إلى داعم لمن يستهدف بلادنا.
الرد مختصر وواضح في جملة معالي وزير الداخلية: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، ولن تلدغ البحرين مجدداً.
وللحديث بقية.
أكثر من 20 مقالاً كتبناه وقتها عن ممارسات السفير «لا تمت لمهمته الدبلوماسية بصلة»، بل كانت تصب في اتجاه يوحي بأنه إما «جاسوس» يحاول استقاء معلومات، أو صاحب توجه بـ«تجنيد» أو «تقوية» شوكة عناصر وفئات راديكالية سعت للانقلاب في 2011.
تقرير الخارجية تضمن 57 توصية للعمل المفترض أن يقوم به سفيرهم، ووضع التقرير فريق تدقيق قام بجزء منه في واشنطن «من 2 إلى 23 سبتمبر 2013»، والجزء الأهم في السفارة بالمنامة «من 25 سبتمبر إلى 19 أكتوبر 2013»، وركز على أداء السفير.
سأورد بعض ملاحظات من التقرير هنا، أولها: «السفير فشل في التخطيط ووضع استراتيجيات واضحة أدت لوجود خلل في التركيز على الأداء لدى بعض موظفي السفارة، وتسبب ذلك في وضع أهم الأهداف الأمريكية والمعنية بالاقتصاد والفعاليات الدعائية الاقتصادية على غير هامش الأولوية».
ثانياً: «تقصير السفير في التواصل مع عناصر مهمة في الحكومة، إضافة إلى الصورة الإعلامية الفقيرة مع التقصير في وضع إستراتيجية مؤثرة تسببت في اختلافات ولغط لدى المسؤولين في واشنطن».
ثالثاً: «السفير قصر في مهمته في الجانب الاقتصادي ولم يحاول أن ينشط في الأمور الاقتصادية، ولم يحاول تحقيق استفادة أكبر من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع البحرين».
رابعاً: «السفير عانى من الانتقادات الإعلامية منذ وصوله إلى البحرين، ومحاولته الوصول إلى الإعلام والصحافة لم تنجح، والانتقادات تواصلت بقوة ما دفعه للتقليل من ظهوره الإعلامي».
طبعاً ناهيكم عن علاقاته المشبوهة مع عناصر الوفاق و«تغبقه» معهم في رمضان، وزياراتهم المتبادلة، بما يؤكد أنه كان منفذاً لمخطط كونداليزا رايس «الشرق الأوسط الجديد»، وتابعاً مخلصاً لأجندة هيلاري كلينتون لاستغلال «الربيع العربي».
التذكير بكراجيسكي مهم لتوثيق التاريخ السيئ لبعض الإدارات الأمريكية وأسلوب تعاطيها مع البحرين. وثانياً لبيان أن البحرين خلال رئاسة دونالد ترامب لم تعانِ من سلوكات «مشبوهة» للسفير الأمريكي حينها، بل كان دبلوماسياً محترماً عمل على تعزيز العلاقات الثنائية.
اليوم نحن أمام سفير جديد يمثل إدارة بايدن الذي يقف خلفه كظله باراك أوباما «حبيب النظام الإيراني ومحرر ملياراته والقابل بامتلاكه السلاح النووي»، مع وجود تأثير لهيلاري بالضرورة. السفير قام بمنح نفسه صلاحية الالتقاء بمواطنين بحرينيين في بيته الخاص وليس السفارة، ونحن نعرف بحسب شواهد التاريخ أهداف مثل هذه اللقاءات.
سعادة السفير إن كنت تريد معلومات فأنت تعرف تماماً مع من تتحدث، ومن هي الجهات الرسمية. ودورك الدبلوماسي يفترض بأنه تعزيز علاقات بلدك مع البحرين، لا لتتحول إلى داعم لمن يستهدف بلادنا.
الرد مختصر وواضح في جملة معالي وزير الداخلية: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، ولن تلدغ البحرين مجدداً.
وللحديث بقية.