«من الطبيعي أن تكره الشعوب العربية إسرائيل، وغالباً ما يكون مصدر الكره هو الخوف، إذ ليس مقبولاً أن نخسر معركة الحرب ومعركة السلام، فالمطلوب أن يقابل كل مصنع في إسرائيل بناء مصنع في مصر، وكذلك بالنسبة إلى المدرسة والمكتبة والمسرح، معركة الثقافة لا تقل ضراوة عن معركة الحرب إن لم تكن أشد تعقيدا وعمقا وأثرا في الحاضر والمستقبل..». الأديب والكاتب المسرحي المصري علي سالم. كان علي سالم يرى أنه من المعيب ترديد مقولة «الاكتساح الثقافي» للمصريين من قبل إسرائيل، ففي ذلك انتقاص من العقل المصري وقدرته على إنتاج الفكر والعلوم والحفاظ على هوية المسلمين أجمع، والشاهد الدور الذي لعبه علماء مصر بعد الغزو المغولي لبغداد 1258م، في إعادة تدوين أمهات كتب المسلمين لتحافظ على الموروث الإسلامي بشكله الذي نعرفه اليوم.
منذ إعلان الأمم المتحدة الاعتراف بدولة إسرائيل في 1948، بدأ يتشكل ما سمي «بأدب المقاومة الفلسطينية»، ذلك المصطلح وضعه الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، وشارك كوكبة من الأدباء والمثقفين الفلسطينيين والعرب غسان كنفاني، في كتابة القصة القصيرة والرواية والشعر والمسرح الذي يتناول القضية الفلسطينية، يلاحظ القارئ أن مقولات غسان كنفاني استمرت على مر السنين بشكل أكبر وأكثر وضوحاً من تاريخ المعارك المسلحة التي خاضها الفلسطينيون، ذلك لأن الثقافة أعمق تأثيرا في ذاكرة الشعوب.
يتنوع الأدب الفلسطيني بين التعبوي والحماسي والثقافي والتاريخي، مثال على قصيدة كتبها الشاعر الفلسطيني محمود درويش في آخر أيامه، يقول:
هُوَ هادِئٌ، وأنا كذلكَ
يَحْتَسي شاياً بليمونٍ،
وأَشربُ قهوةً،
هذا هُوَ الشيءُ المغايرُ بَيْنَنَا.
هُوَ يرتدي، مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً
وأنا أطالعُ، مثلَهُ، صُحُفَ المساءْ.
هو لا يراني حين أنظرُ خِلْسَةً،
أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً،
هو هادئٌ، وأنا كذِلكَ.
يسألُ الجرسونَ شيئاً،
أسألُ الجرسونَ شيئاً...
قطَّةٌ سوداءُ تعبُرُ بَيْنَنَا،
فأجسّ فروةَ ليلها
ويجسُّ فَرْوَةَ ليلها...
أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ
وأكثرُ زرقةً.
هو لا يقول لي: السماءُ اليومَ صافيةٌ.
هو المرئيُّ والرائي
أنا المرئيُّ والرائي.
أحرِّكُ رِجْليَ اليُسْرى
يحرك رجلَهُ اليُمْنَى.
أدندنُ لحن أغنيةٍ،
يدندن لحنَ أُغنية مُشَابهةٍ.
أفكِّرُ: هل هو المرآةُ أبصر فيه نفسي؟
ثم أَنظر نحو عينيه،
ولكن لا أراهُ...
فأتركُ المقهى على عَجَلٍ.
أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ، أو رُبّما
هو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ
هو خائِفٌ، وأنا كذلكْ!
* مستشار قانوني
منذ إعلان الأمم المتحدة الاعتراف بدولة إسرائيل في 1948، بدأ يتشكل ما سمي «بأدب المقاومة الفلسطينية»، ذلك المصطلح وضعه الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، وشارك كوكبة من الأدباء والمثقفين الفلسطينيين والعرب غسان كنفاني، في كتابة القصة القصيرة والرواية والشعر والمسرح الذي يتناول القضية الفلسطينية، يلاحظ القارئ أن مقولات غسان كنفاني استمرت على مر السنين بشكل أكبر وأكثر وضوحاً من تاريخ المعارك المسلحة التي خاضها الفلسطينيون، ذلك لأن الثقافة أعمق تأثيرا في ذاكرة الشعوب.
يتنوع الأدب الفلسطيني بين التعبوي والحماسي والثقافي والتاريخي، مثال على قصيدة كتبها الشاعر الفلسطيني محمود درويش في آخر أيامه، يقول:
هُوَ هادِئٌ، وأنا كذلكَ
يَحْتَسي شاياً بليمونٍ،
وأَشربُ قهوةً،
هذا هُوَ الشيءُ المغايرُ بَيْنَنَا.
هُوَ يرتدي، مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً
وأنا أطالعُ، مثلَهُ، صُحُفَ المساءْ.
هو لا يراني حين أنظرُ خِلْسَةً،
أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً،
هو هادئٌ، وأنا كذِلكَ.
يسألُ الجرسونَ شيئاً،
أسألُ الجرسونَ شيئاً...
قطَّةٌ سوداءُ تعبُرُ بَيْنَنَا،
فأجسّ فروةَ ليلها
ويجسُّ فَرْوَةَ ليلها...
أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ
وأكثرُ زرقةً.
هو لا يقول لي: السماءُ اليومَ صافيةٌ.
هو المرئيُّ والرائي
أنا المرئيُّ والرائي.
أحرِّكُ رِجْليَ اليُسْرى
يحرك رجلَهُ اليُمْنَى.
أدندنُ لحن أغنيةٍ،
يدندن لحنَ أُغنية مُشَابهةٍ.
أفكِّرُ: هل هو المرآةُ أبصر فيه نفسي؟
ثم أَنظر نحو عينيه،
ولكن لا أراهُ...
فأتركُ المقهى على عَجَلٍ.
أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ، أو رُبّما
هو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ
هو خائِفٌ، وأنا كذلكْ!
* مستشار قانوني