بعد أن قام الأمريكان والبريطانيون والفرنسيون بتقوية شوكة أوكرانيا عبر إيهامها بأنها ستحظى بدعمهم اللامحدود، وأن المطلوب منها فقط التحول من «جارة» لروسيا إلى «شوكة» في خاصرتها، ها هي أوكرانيا اليوم تكتشف حقيقة حلفائها.
في خطابه بالأمس أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تخليه عن وعوده، وكيف أنه بعد التلويح والوعيد بـ“كسر» روسيا، هاهو يدعو لاستنهاض القوى العالمية لتقوم بدوره الذي تعهد به لرئيس أوكرانيا. هذا الرئيس الذي قال: «تركنا لوحدنا»! وكيف لا تُترك لوحدك بعدما دفعوك لـ“استفزاز» الروس؟! قيلت سابقاً ومازالت تثبت صحتها: «المتغطي بالأمريكان عريان»، وفي التاريخ شواهد عديدة.
التغرير بأوكرانيا تم بنسق واضح، وظن أمريكي بأنه مشروع سيقوض من قوة روسيا الاقتصادية ووضعها في ميزان القوى العالمي. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو قام بالخطوة الأولى لإفشال «الاستغلال» الأمريكي لأوكرانيا.
وهاهو بايدن يعود في وعوده بشأن التدخل العسكري، لأنه يدرك سلفاً بأن أية مواجهة صريحة اليوم مع الروس هي إيذان ببدء حرب عالمية ثالثة. روسيا ليست أفغانستان التي ستحولها أمريكا لباحتها الخلفية وتتركها وقتما تشاء لطالبان وهو ما حصل. وروسيا ليست العراق التي «غزتها» أمريكا بحجة «الحفاظ على العراقيين» في حين الحقيقة كانت لـ«سرقة خيرات العراقيين» وحولت بلادهم لأشلاء مهداة بعدها لإيران. الروس إن كانت من مواجهة لن يكونوا وحدهم، والبيت الأبيض يدرك ذلك. بينما يتوعد بايدن روسيا بفرض عقوبات، ويتراجع عن المساعدة العسكرية الموعودة لأوكرانيا، يقوم الرئيس الأوكراني بإلغاء متابعة بايدين وباقي رؤساء العالم على «تويتر»! ويرفض عرض إجلاء له من بلاده، وتكتفي بريطانيا بالترقب بعدما كان أقصى ما فعله إعلامها هو طرح فرضيات بشأن طرد الملياردير الروسي رومان إبراهيموفتش مالك نادي تشلسي اللندني، وهو أمر لم يحصل ولن يحصل! ويظل موقف ماكرون فرنسا غير مهم في الموضوع لأن بوتين لا يلتفت له أصلاً، وعليه تبقى روسيا هي المتقدمة في المشهد كله.
الرئيس الأوكراني كان يفترض به إدراك عملية الاستغلال والتغرير به من قبل دول لها تاريخها الحافل في تدمير دول أخرى والسيطرة على مقدراتها، وحينما تواجه أول عائق أو مشكلة تترك المشهد برمته وتغادر. كان يفترض به أن يتذكر تاريخ المستعمرات العديدة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وكان يفترض به أن يتذكر بشأن الأمريكان تحديداً ما فعلوه بفيتنام واليابان وأفغانستان والعراق. والأهم كان عليه أن يدرك خطوة القبول بلعب دور مصدر القلق والتحدي لجارته روسيا، فبدلاً من التحالف معها وتعزيز علاقة الجوار وجعلها حامية وسنداً له، قبل بكل سذاجة سياسة معاداتها والتحول لأداة تنفذ ما يريده الأمريكان تحديداً.
بايدن يدرك بأنه لا يستطيع «كسر» روسيا اقتصادياً، لأن الأوربيين لن يسمحوا له أصلاً بذلك رأسهم الألمان، إذ هل سيضمن لهم عدم تضرر مصالحهم واقتصادهم في مجالات التعاون مع روسيا واستيراد غازها الطبيعي؟! هو لن يضمن ذلك والإثبات ما فعله بالرئيس الأوكراني. تخيلوا بايدن ماذا قال بالأمس، وافهموا ما هي أولوياته الحقيقية، هو يقول: «إن حزمة العقوبات على موسكو لا تشمل حظر روسيا من نظام سويفت المصرفي العالمي في الوقت الحالي». والأهم هو «دعوة بايدن شركات النفط والغاز إلى عدم استغلال الأزمة الأوكرانية لرفع الأسعار». يعني سعر البنزين أكثر ما يشغل بايدن حالياً، وهو أهم من سلامة الأوكرانيين والتزامه بوعوده لرئيسهم!
وللحديث بقية.
{{ article.visit_count }}
في خطابه بالأمس أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تخليه عن وعوده، وكيف أنه بعد التلويح والوعيد بـ“كسر» روسيا، هاهو يدعو لاستنهاض القوى العالمية لتقوم بدوره الذي تعهد به لرئيس أوكرانيا. هذا الرئيس الذي قال: «تركنا لوحدنا»! وكيف لا تُترك لوحدك بعدما دفعوك لـ“استفزاز» الروس؟! قيلت سابقاً ومازالت تثبت صحتها: «المتغطي بالأمريكان عريان»، وفي التاريخ شواهد عديدة.
التغرير بأوكرانيا تم بنسق واضح، وظن أمريكي بأنه مشروع سيقوض من قوة روسيا الاقتصادية ووضعها في ميزان القوى العالمي. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو قام بالخطوة الأولى لإفشال «الاستغلال» الأمريكي لأوكرانيا.
وهاهو بايدن يعود في وعوده بشأن التدخل العسكري، لأنه يدرك سلفاً بأن أية مواجهة صريحة اليوم مع الروس هي إيذان ببدء حرب عالمية ثالثة. روسيا ليست أفغانستان التي ستحولها أمريكا لباحتها الخلفية وتتركها وقتما تشاء لطالبان وهو ما حصل. وروسيا ليست العراق التي «غزتها» أمريكا بحجة «الحفاظ على العراقيين» في حين الحقيقة كانت لـ«سرقة خيرات العراقيين» وحولت بلادهم لأشلاء مهداة بعدها لإيران. الروس إن كانت من مواجهة لن يكونوا وحدهم، والبيت الأبيض يدرك ذلك. بينما يتوعد بايدن روسيا بفرض عقوبات، ويتراجع عن المساعدة العسكرية الموعودة لأوكرانيا، يقوم الرئيس الأوكراني بإلغاء متابعة بايدين وباقي رؤساء العالم على «تويتر»! ويرفض عرض إجلاء له من بلاده، وتكتفي بريطانيا بالترقب بعدما كان أقصى ما فعله إعلامها هو طرح فرضيات بشأن طرد الملياردير الروسي رومان إبراهيموفتش مالك نادي تشلسي اللندني، وهو أمر لم يحصل ولن يحصل! ويظل موقف ماكرون فرنسا غير مهم في الموضوع لأن بوتين لا يلتفت له أصلاً، وعليه تبقى روسيا هي المتقدمة في المشهد كله.
الرئيس الأوكراني كان يفترض به إدراك عملية الاستغلال والتغرير به من قبل دول لها تاريخها الحافل في تدمير دول أخرى والسيطرة على مقدراتها، وحينما تواجه أول عائق أو مشكلة تترك المشهد برمته وتغادر. كان يفترض به أن يتذكر تاريخ المستعمرات العديدة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وكان يفترض به أن يتذكر بشأن الأمريكان تحديداً ما فعلوه بفيتنام واليابان وأفغانستان والعراق. والأهم كان عليه أن يدرك خطوة القبول بلعب دور مصدر القلق والتحدي لجارته روسيا، فبدلاً من التحالف معها وتعزيز علاقة الجوار وجعلها حامية وسنداً له، قبل بكل سذاجة سياسة معاداتها والتحول لأداة تنفذ ما يريده الأمريكان تحديداً.
بايدن يدرك بأنه لا يستطيع «كسر» روسيا اقتصادياً، لأن الأوربيين لن يسمحوا له أصلاً بذلك رأسهم الألمان، إذ هل سيضمن لهم عدم تضرر مصالحهم واقتصادهم في مجالات التعاون مع روسيا واستيراد غازها الطبيعي؟! هو لن يضمن ذلك والإثبات ما فعله بالرئيس الأوكراني. تخيلوا بايدن ماذا قال بالأمس، وافهموا ما هي أولوياته الحقيقية، هو يقول: «إن حزمة العقوبات على موسكو لا تشمل حظر روسيا من نظام سويفت المصرفي العالمي في الوقت الحالي». والأهم هو «دعوة بايدن شركات النفط والغاز إلى عدم استغلال الأزمة الأوكرانية لرفع الأسعار». يعني سعر البنزين أكثر ما يشغل بايدن حالياً، وهو أهم من سلامة الأوكرانيين والتزامه بوعوده لرئيسهم!
وللحديث بقية.