منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، أو بالأحرى، التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، كثرت التحليلات والتقارير الإخبارية حول نهاية الحرب، ومصير أوكرانيا، لكن ما يشغل الرأي العام الدولي، هو حقيقة تخلّي واشنطن عن كييف، وتوريطها بشكل مباشر في مواجهة موسكو، لاسيما وأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلنت أنها لا تنوي إرسال قوات أمريكية للقتال في أوكرانيا، في محاولة للتخفيف من وطأة الهجوم الروسي على الجارة العنيدة.
وربما يجد مؤيدو الروس سبيلاً في الدفاع عن موقف موسكو من ناحية أن روسيا تتخوّف من تمدّد حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أوروبا ومحاولة ضم أوكرانيا إلى الحلف، وهو ما تعتبره موسكو تهديداً مباشراً لأمنها وحدودها.
وربما يتوقف المحلّلون والمراقبون أمام الموقف الأمريكي الذي اختار موقف تأجيج الصراع وليس إنهاءه وهو ما تحدثنا عنه في مقال الأسبوع الماضي، حيث تتحدث واشنطن بازدواجية أنها لن تترك أوكرانيا، وفي الوقت ذاته، لن تواجه روسيا، وهذا المبدأ الحاصل هو ما يؤكد أن أوكرانيا ربما تورّطت في تلك الحرب بسبب الثقة المبالغ فيها في أمريكا!!
لكن ما يحسب لروسيا ولا يحسب لأمريكا، أن ما هدّد به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فعله، في حين أن تقارير الاستخبارات الأمريكية الصادرة يومياً كانت تتحدث عن غزو روسي مؤكد لأوكرانيا، ورغم ذلك، لم تتخذ واشنطن ومن ورائها حلف «الناتو» أية إجراءات عسكرية لحماية الحليف الأوكراني، بل أقصى ما أقدمت عليه هي فرض عقوبات على موسكو، وربما كانت تنتظر الأخيرة موقفاً أكثر جدية وحزماً وقسوة من هذا القرار، وكأن موسكو تضحك سرّاً من الإجراء الأمريكي الأوروبي حيال الغزو الروسي.
لاشك في أن الحرب الروسية الأوكرانية سوف تترك آثاراً سياسية قد تغيّر من الحسابات الدولية، لكن الدور الأمريكي سوف يبقى مغلّباً مصالحه الشخصية وبراغماتيته على حسابات ومصالح الدول الأخرى، وربما يفسّره محللون وسياسيون على أنه تراجع لدور واشنطن عالمياً لكنه في الحقيقة هي خدمة للمصالح الأمريكية قبل أيّ شيء آخر، وهذا ما يفسّر انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وقبلها من العراق، ورفض إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما التدخل في سوريا للإطاحة بنظام بشار الأسد.
من هذا المنطلق نجد أن واشنطن تحصل على ما تريد بأكبر المكاسب، وبأقل الخسائر، إن لم يكن بانعدامها تماماً، في حين يتحدّث ساذجون عن تراجع الدور الأمريكي الذي يتعامل ببراغماتية منقطعة النظير مع المصالح الخارجية، وتأتي الحرب الروسية الأوكرانية لتؤكد حقيقة أن واشنطن رائدة في إدارة الصراعات وليس إنهاءها، كما أنها الصديق الذي دائماً ما يخون، لذلك ينطبق عليها الحكمة القائلة «احذر من عدوك مرّة، واحذر من صديقك ألف مرة»!!
وربما يجد مؤيدو الروس سبيلاً في الدفاع عن موقف موسكو من ناحية أن روسيا تتخوّف من تمدّد حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أوروبا ومحاولة ضم أوكرانيا إلى الحلف، وهو ما تعتبره موسكو تهديداً مباشراً لأمنها وحدودها.
وربما يتوقف المحلّلون والمراقبون أمام الموقف الأمريكي الذي اختار موقف تأجيج الصراع وليس إنهاءه وهو ما تحدثنا عنه في مقال الأسبوع الماضي، حيث تتحدث واشنطن بازدواجية أنها لن تترك أوكرانيا، وفي الوقت ذاته، لن تواجه روسيا، وهذا المبدأ الحاصل هو ما يؤكد أن أوكرانيا ربما تورّطت في تلك الحرب بسبب الثقة المبالغ فيها في أمريكا!!
لكن ما يحسب لروسيا ولا يحسب لأمريكا، أن ما هدّد به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فعله، في حين أن تقارير الاستخبارات الأمريكية الصادرة يومياً كانت تتحدث عن غزو روسي مؤكد لأوكرانيا، ورغم ذلك، لم تتخذ واشنطن ومن ورائها حلف «الناتو» أية إجراءات عسكرية لحماية الحليف الأوكراني، بل أقصى ما أقدمت عليه هي فرض عقوبات على موسكو، وربما كانت تنتظر الأخيرة موقفاً أكثر جدية وحزماً وقسوة من هذا القرار، وكأن موسكو تضحك سرّاً من الإجراء الأمريكي الأوروبي حيال الغزو الروسي.
لاشك في أن الحرب الروسية الأوكرانية سوف تترك آثاراً سياسية قد تغيّر من الحسابات الدولية، لكن الدور الأمريكي سوف يبقى مغلّباً مصالحه الشخصية وبراغماتيته على حسابات ومصالح الدول الأخرى، وربما يفسّره محللون وسياسيون على أنه تراجع لدور واشنطن عالمياً لكنه في الحقيقة هي خدمة للمصالح الأمريكية قبل أيّ شيء آخر، وهذا ما يفسّر انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وقبلها من العراق، ورفض إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما التدخل في سوريا للإطاحة بنظام بشار الأسد.
من هذا المنطلق نجد أن واشنطن تحصل على ما تريد بأكبر المكاسب، وبأقل الخسائر، إن لم يكن بانعدامها تماماً، في حين يتحدّث ساذجون عن تراجع الدور الأمريكي الذي يتعامل ببراغماتية منقطعة النظير مع المصالح الخارجية، وتأتي الحرب الروسية الأوكرانية لتؤكد حقيقة أن واشنطن رائدة في إدارة الصراعات وليس إنهاءها، كما أنها الصديق الذي دائماً ما يخون، لذلك ينطبق عليها الحكمة القائلة «احذر من عدوك مرّة، واحذر من صديقك ألف مرة»!!