وأخيراً وبعد طول الوقت أزيح الستار عن المقولة المزيفة والادعاء الخاطئ لكل من يشيع مقولة «الجمهور عاوز كدة» وذلك كي يتمكن أن يحمي نفسه من الانتقادات والتساؤلات لما يقدمه من فن هابط، دراما مسيئة وسينما غير نظيفة والتي تحاول أن تفرض واقعاً عجباً وتسوق لثقافات وإن كانت موجودة ولكنها مرفوضة جملة وتفصيلاً.

فالجمهور العربي وبمختلف ميوله الفنية وأذواقه الغنائية وتوجهاته الدرامية والذي لم يتم استجوابه، خرج عن صمته وأظهر بالدلالة ما هو بريء منه وما يسوق باسمه ويروّج يا زعم «بناءً لطلبه».

مواضيعٌ تفرض علينا، حقيقة يرفضها العقل ولا تنسجم مع المنطق ولا تتفق مع شرع أو دين أو أنها تتعدى حدود الأصول والمبادئ والتقاليد والأكثر من ذلك أنها تُشاهد من قبل الصغير قبل الكبير وجيل الشباب بالتحديد لتزرع الشك في الفكر وتزعزع القيم والمفاهيم. لنفهم أن كل ما يتم عرضه لنا يعكس قلم وفكر كاتب ورؤية منتج وتوجيهات مخرج ومنهج ممثل، أي أن الجمهور ليس له شأن في عمليات التحضير والتجهيز والتدريب والتقديم.

وما يؤكد على كلامي، التصريحات الصاروخية لبعض المخرجين في الآونة الأخيرة والتي تضرب كل المبادئ والقيم عرض البحر، فهم مستنكرين مستهجنين مستغربين لحالة رفض الجمهور. مشددين إن لم يعجبه ما يتم عرضه فلابد من البحث والتدقيق مرة ثانية في طبيعة تفكيره الذي تم وصفه «بالقبلي تارة والرجعي تارة أخرى والانحياز للفكر التقليدي غير المدني في كثير من المرات»!! نعم صحيح.. الفن ثقافة، الفن حضارة، الفن علم، الفن إحساس، الفن موهبة، الفن هواية، الفن حب، الفن سلام وأيضاً الفن قيم ويجب أن لا ننسى. فمن المؤلم أن يتم استخدام هذا الفن سواء اليوم أو الأمس أو غداً بأسلوب يترجم الانحطاط الأخلاقي والتدني الفكري والممارسات غير المشروعة تحت شعار «المخرج عاوز كدة».