سنوات ونحن نسمع عن تقدم الغرب، ونرى الملايين ممن يتغنّون بتقدمه، وتميزه بحقوق الإنسان، والقوانين، ونستمع للدروس التي يعطوننا إياها حول محاربة العنصرية، والمساواة، وحقوق الحيوانات، و و و غيرها العشرات بل المئات من الموضوعات.
والآن، أحداث عسكرية حصلت في دولة ليست أوروبية تماماً، ولكنها تهمّهم، أسقطت ما تبقى من أقنعة لم تسقط خلال جائحة «كورونا»، وشاهدنا بأم أعيننا، وسمعنا بآذاننا ما كنا نتحدث عنه من ازدواجية المعايير لديهم، وكذبهم وافترائهم، ورؤيتهم حول تفوقهم العرقي.
الأمر هذه المرة لم يكن محصوراً بتصرف الحكومات فقط، بل وصل إلى البعض من هذه الشعوب، فالمراسلون والإعلاميون الذين تباكوا على ضحايا أوكرانيا، لم يستطيعوا أن يخفوا مشاعرهم بأن هذه أوكرانيا، وليست العراق، أو سوريا، أو أفغانستان، أو أي دولة «متخلفة»، بحسب وجهة نظرهم، رغم أنهم السبب في مأساة معظم هذه الشعوب.
و«الفيفا» و«الويفا»، لم تستطيعا أن تخفيا أيضاً زيف ادعاءاتهما بعدم إقحام السياسة في الرياضة، فحرمتا كافة الرياضيين فقط لأنهم «روس»، وبعد أن رفضتا رفع شعارات مؤيدة لفلسطين أو العراق، أو متضامنة مع الشعب الأفغاني، وغيرها، اكتست ملاعبهما وشعاراتهما الرسمية بألوان علم أوكرانيا!.
هذه المرة، الرياضة تم استخدامها بشكل مباشر، وعقوبات غير مسبوقة فعلاً على روسيا، ولن استغرب بكل تأكيد إذا ما فرضوا عقوبات على «الهواء» الروسي، أو حتى كل من زار هذه الدولة يوماً ما.
الأعجب هو أن القطط لم تسلم أيضاً منهم، رغم أن لا ناقة لها ولا جمل في هذه الحرب، وفرضوا عقوبات على القطط من سلالات روسية، أو من تحمل جنسية هذا البلد أيضاً!
اللاجئين الأوكرانيين مرحب بهم، لأنهم من ذوي بشرة بيضاء، وعيونهم زرقاء، أما أطفال سوريا، والصومال، وغيرها من الدول الإفريقية التي تقتحمها دول أوروبا، ودست أنفها لتسرق مقدراتها، فهم بشر من فئة C أو D، أو ربما ليسوا محسوبين على البشر أساساً بحسب موازينهم!
لا أود أن يفهم من كلامي أنني مع الحملة العسكرية الروسية، بل أنا مع السلام بكل تأكيد، ولست شامتاً والله بما يحدث مع الأصدقاء في أوكرانيا، فأنا عراقي أعرف جيداً معنى الحرب، وعدم الاستقرار، واللجوء، وفقدان الأحبة، ولكن تناقضاتهم هي من دفعتني لكتابة هذا المقال.
أتمنى فعلياً أن تضع الحرب أوزارها بأقرب وقت ممكن، وأتمنى أيضاً، أن يأخذ كل متشدق بما يقال بأنه، «الحرية الغربية»، وأن يرفع مجدداً شعاراتهم، أو يردد كلامهم كالببغاء، العبرة مما حدث، فآخر أوراق التوت قد سقطت، ورفعت الأقلام وجفت الصحف.
آخر لمحة
أطالب الغرب بضبط النفس، وعدم الإخلال بمبادئ حقوق الإنسان، وإبعاد السياسة عن الرياضة.. وحتى الحيوانات بكافة «أشكالها» و»أنواعها»، يجب إبعادها عن السياسة أيضاً.
والآن، أحداث عسكرية حصلت في دولة ليست أوروبية تماماً، ولكنها تهمّهم، أسقطت ما تبقى من أقنعة لم تسقط خلال جائحة «كورونا»، وشاهدنا بأم أعيننا، وسمعنا بآذاننا ما كنا نتحدث عنه من ازدواجية المعايير لديهم، وكذبهم وافترائهم، ورؤيتهم حول تفوقهم العرقي.
الأمر هذه المرة لم يكن محصوراً بتصرف الحكومات فقط، بل وصل إلى البعض من هذه الشعوب، فالمراسلون والإعلاميون الذين تباكوا على ضحايا أوكرانيا، لم يستطيعوا أن يخفوا مشاعرهم بأن هذه أوكرانيا، وليست العراق، أو سوريا، أو أفغانستان، أو أي دولة «متخلفة»، بحسب وجهة نظرهم، رغم أنهم السبب في مأساة معظم هذه الشعوب.
و«الفيفا» و«الويفا»، لم تستطيعا أن تخفيا أيضاً زيف ادعاءاتهما بعدم إقحام السياسة في الرياضة، فحرمتا كافة الرياضيين فقط لأنهم «روس»، وبعد أن رفضتا رفع شعارات مؤيدة لفلسطين أو العراق، أو متضامنة مع الشعب الأفغاني، وغيرها، اكتست ملاعبهما وشعاراتهما الرسمية بألوان علم أوكرانيا!.
هذه المرة، الرياضة تم استخدامها بشكل مباشر، وعقوبات غير مسبوقة فعلاً على روسيا، ولن استغرب بكل تأكيد إذا ما فرضوا عقوبات على «الهواء» الروسي، أو حتى كل من زار هذه الدولة يوماً ما.
الأعجب هو أن القطط لم تسلم أيضاً منهم، رغم أن لا ناقة لها ولا جمل في هذه الحرب، وفرضوا عقوبات على القطط من سلالات روسية، أو من تحمل جنسية هذا البلد أيضاً!
اللاجئين الأوكرانيين مرحب بهم، لأنهم من ذوي بشرة بيضاء، وعيونهم زرقاء، أما أطفال سوريا، والصومال، وغيرها من الدول الإفريقية التي تقتحمها دول أوروبا، ودست أنفها لتسرق مقدراتها، فهم بشر من فئة C أو D، أو ربما ليسوا محسوبين على البشر أساساً بحسب موازينهم!
لا أود أن يفهم من كلامي أنني مع الحملة العسكرية الروسية، بل أنا مع السلام بكل تأكيد، ولست شامتاً والله بما يحدث مع الأصدقاء في أوكرانيا، فأنا عراقي أعرف جيداً معنى الحرب، وعدم الاستقرار، واللجوء، وفقدان الأحبة، ولكن تناقضاتهم هي من دفعتني لكتابة هذا المقال.
أتمنى فعلياً أن تضع الحرب أوزارها بأقرب وقت ممكن، وأتمنى أيضاً، أن يأخذ كل متشدق بما يقال بأنه، «الحرية الغربية»، وأن يرفع مجدداً شعاراتهم، أو يردد كلامهم كالببغاء، العبرة مما حدث، فآخر أوراق التوت قد سقطت، ورفعت الأقلام وجفت الصحف.
آخر لمحة
أطالب الغرب بضبط النفس، وعدم الإخلال بمبادئ حقوق الإنسان، وإبعاد السياسة عن الرياضة.. وحتى الحيوانات بكافة «أشكالها» و»أنواعها»، يجب إبعادها عن السياسة أيضاً.