أتحدث هنا عن ما يدور في وسائل الإعلام الرياضي المختلفة -بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية- من هوة واسعة بين الأصوات والآراء الداعية إلى الإصلاح وتلك الأصوات التي لا يستهويها سوى التطبيل والتزمير وتهويل الصغائر لا لشيء إلا للمصلحة الذاتية التي غالباً ما تكون في الاتجاه المعاكس للمصلحة العامة.

لا أبالغ إن ذهبت إلى القول بأن صوت الحق أصبح مقززاً في كثير من المواقع الأمر الذي جعل حيزه في إعلامنا الرياضي ضيقاً جداً ولا يقاس بالحيز الذي يستحوذ عليه صوت المطبلين والمزمرين المتمصلحين المتقلبين والمتلونين الذين لا يبالون في تسمية الأسود بالأبيض ولا يهتمون بتزوير الحقائق ولا يبالون لمشاعر الآخرين.

آراء مصلحة من أصحاب الاختصاص الإداري والفني والميداني تحاول جاهدة تعزيز الجوانب الإيجابية وإبراز الجوانب السلبية لبعض مشاريعنا في المنظومة الرياضية المحلية سعياً للوصول إلى أفضل النتائج التي تدفع رياضتنا خطوات إلى الأمام.

هذه الأصوات المصلحة تواجه -للأسف الشديد- بأصوات «نشاز» متمصلحة تكيل بمكيالين ترد عليها بشكل غير مباشر بعبارات التهويل الإملائية المليئة بالإشادة والمبالغات المديحية لا لشيء إلا لتحقيق مصالح شخصية أو لمخالفة تلك الدعوات الإصلاحية.

هذه الفئة المتمصلحة لا تعلم بأن من يوجهون ويعملون على تفعيل تلك المشاريع يمتلكون القدرة على التفريق بين الغث والسمين ولا تنطلي عليهم ما تتضمنه تلك الطروحات المتمصلحة من مبالغات إعلامية استهلاكية لا تقدم ولا تؤخر.

دورنا الإعلامي يحتم علينا الوقوف جنباً إلى جنب مع قيادتنا الرياضية بالطرح الموضوعي المنطقي الواقعي الذي يعينهم على تنفيذ استراتيجياتهم وخططهم بالشكل المثالي، لا بالمبالغات والمجاملات ولا بتسمية الأبيض بالأسود والأسود بالأبيض وما إلى ذلك من عبارات التهويل التي لا يستوعبها العقل البشري.

نسأل الله أن يثبت المصلحين على التمسك بخطاهم الواثقة وأن يهدي المتمصلحين ويرشدهم إلى الطريق السليم لكي تتضافر جهود الجميع من أجل مستقبل أكثر إشراقاً للرياضة البحرينية ولكي يكون الإعلام الرياضي أداة إصلاح لا معول هدم.