في حوار مع عدد من الأكاديميين في الجامعات ومن تخصصات مختلفة حول مستوى طلاب الجامعة سواء المستجدين أم طلاب السنوات الأخيرة في الدراسة الجامعية، كان سؤالي هو ما هي مخرجات التعليم في ظل الجائحة؟
كان الجواب متوافقاً بين الجميع بشكل مفاجئ، فكل الأساتذة الذين تحاورت معهم قبيل كتابة هذا العمود هم من الأكاديميين المخضرمين والذين أشرفوا على تخريج دفعات كثيرة حتى هذا اليوم، وكانت الجملة التي اتفقوا عليها جميعاً هي «أسوأ دفعات خرجناها هي دفعات الجائحة، وأسوأ طلبة مستجدين هم مستجدو الكورونا»!!
المعاناة واضحة من قبل أكاديميي الجامعات والمدارس، فالدراسة عن بعد وعملية التعلم شبه الذاتي أثبتت نجاحها في عملية استمرارية التعليم، ولكنها لم تثبت نجاحها في خدمة الخريجين، حيث إن المستجدين في الجامعات والقادمين من المرحلة الثانوية مازالوا يتمتعون بعقلية المدرسة الإعدادية، ونعزو سبب ذلك إلى عملية جلوسهم في المنازل خلال الفترة المدرسية الأهم وهي المرحلة الثانوية المهيئة للحياة الجامعية.
يقول دكتور في اللغة العربية «إن الضعف الكبير لدى الطلبة المستجدين في اللغة مخيف جداً، فمازال بعضهم لا يجيد التفرقة بين الحروف، ولا يعرف أساسيات النحو ومبادئ الإعراب، وهذا يعود بكل بساطة لتخرجهم الذي أتى سهلاً في عملية الاختبار والتعلم عن بعد، وكذلك إهمالهم للحصص وتغليب النوم».
وعلى مستوى الجامعات الخاصة يخبرني عميد إحدى الكليات أنه كان متحمساً جداً لأول دفعة من خريجي كورونا بسبب درجاتهم العالية، فهو الأمر الذي لم يعتد عليه، إذ عادة يكون الرواد في مستويات متفارقة ولكن هذه الدفعة كانت متفوقة بشكل استثنائي، على الورق طبعاً!، ولكن الصدمة كانت عبارة عن طلبة اعتادوا الكسل والدلع وأبجديات التعامل مع الدكتور والأكاديمي، فمازالت عقولهم قابعة في مقاعد مدرستهم الإعدادية، وهذا ما أوجد تحدياً كبيراً للكادر الأكاديمي في كل الجامعات، وهو كيفية التعامل مع هذا النوع الجديد من الطلبة!!
إن افتقاد الطلاب لأبجديات التعليم للمستجدين وأبجديات التعامل مع سوق العمل، أوجد جيلاً هشاً يريد الحصول على النتيجة بسهولة دون أي تعب يذكر، ولذلك ينبغي على وزارة التربية والتعليم العالي عدم مصادقة شهادات الثانوية والجامعية للدارسين عن بعد إلا بعد إخضاعهم لاختبار في المواد الأساسية على الأقل لتضمن أنهم يملكون من الإدراك العلمي ولو الشيء اليسير.
{{ article.visit_count }}
كان الجواب متوافقاً بين الجميع بشكل مفاجئ، فكل الأساتذة الذين تحاورت معهم قبيل كتابة هذا العمود هم من الأكاديميين المخضرمين والذين أشرفوا على تخريج دفعات كثيرة حتى هذا اليوم، وكانت الجملة التي اتفقوا عليها جميعاً هي «أسوأ دفعات خرجناها هي دفعات الجائحة، وأسوأ طلبة مستجدين هم مستجدو الكورونا»!!
المعاناة واضحة من قبل أكاديميي الجامعات والمدارس، فالدراسة عن بعد وعملية التعلم شبه الذاتي أثبتت نجاحها في عملية استمرارية التعليم، ولكنها لم تثبت نجاحها في خدمة الخريجين، حيث إن المستجدين في الجامعات والقادمين من المرحلة الثانوية مازالوا يتمتعون بعقلية المدرسة الإعدادية، ونعزو سبب ذلك إلى عملية جلوسهم في المنازل خلال الفترة المدرسية الأهم وهي المرحلة الثانوية المهيئة للحياة الجامعية.
يقول دكتور في اللغة العربية «إن الضعف الكبير لدى الطلبة المستجدين في اللغة مخيف جداً، فمازال بعضهم لا يجيد التفرقة بين الحروف، ولا يعرف أساسيات النحو ومبادئ الإعراب، وهذا يعود بكل بساطة لتخرجهم الذي أتى سهلاً في عملية الاختبار والتعلم عن بعد، وكذلك إهمالهم للحصص وتغليب النوم».
وعلى مستوى الجامعات الخاصة يخبرني عميد إحدى الكليات أنه كان متحمساً جداً لأول دفعة من خريجي كورونا بسبب درجاتهم العالية، فهو الأمر الذي لم يعتد عليه، إذ عادة يكون الرواد في مستويات متفارقة ولكن هذه الدفعة كانت متفوقة بشكل استثنائي، على الورق طبعاً!، ولكن الصدمة كانت عبارة عن طلبة اعتادوا الكسل والدلع وأبجديات التعامل مع الدكتور والأكاديمي، فمازالت عقولهم قابعة في مقاعد مدرستهم الإعدادية، وهذا ما أوجد تحدياً كبيراً للكادر الأكاديمي في كل الجامعات، وهو كيفية التعامل مع هذا النوع الجديد من الطلبة!!
إن افتقاد الطلاب لأبجديات التعليم للمستجدين وأبجديات التعامل مع سوق العمل، أوجد جيلاً هشاً يريد الحصول على النتيجة بسهولة دون أي تعب يذكر، ولذلك ينبغي على وزارة التربية والتعليم العالي عدم مصادقة شهادات الثانوية والجامعية للدارسين عن بعد إلا بعد إخضاعهم لاختبار في المواد الأساسية على الأقل لتضمن أنهم يملكون من الإدراك العلمي ولو الشيء اليسير.