إن كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يظن أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقف في ظهره لتسانده طول الطريق، فهو مخطئ تماماً.
ففي الوقت الذي يتحمس فيه زيلينسكي لما تقوم به أوروبا «بتحريض» من البيت الأبيض، ويدعو هو لمزيد من هذا «الخنق» ومقاطعة روسيا في جميع الاتجاهات، جاءت «لحظة الحقيقة» بالنسبة للأمريكان، وهي حينما تتقاطع الأمور مع مصالحها، إذ «النقطة الفاصلة» لدى البيت الأبيض تفيد بألا مصلحة فوق المصلحة الأمريكية.
التعويل الأمريكي على «استنهاض» العالم بأسره ضد الروس «لم يضبط» بشكل كامل، والمفاجأة بالنسبة للرئيس بايدن وإدارته تمثلت في الدول العربية وتحديداً القوة الإقليمية في منطقتنا، وهي المملكة العربية السعودية أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم.
«الفلسفة» التي مارسها بايدن ظناً منه أنها «سياسة المحنكين» أوقعته في ورطة هو واقتصاده؛ إذ حينما تظن أنك قادر على تحدي السعودية وفرض ما تراه عليها وعلى الدول الأخرى فإنك مخطئ تماماً.
بايدن قدم لنا «شيزوفرينيا» رئاسة نادرة أجبرت الكثيرين على المقارنة بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترامب؛ فالأخير رجل أعمال وخبير في عالم المال والاقتصاد، ورغم ما يؤخذ عليه من أساليب وإستراتيجيات غريبة، فإنه في النهاية عمل بأسلوب «المال والأعمال» وكان يهمه الداخل الأمريكي اقتصادياً وتحقيق مكاسب لدولته ومواطنيه، وكان ضد إهدار التريليونات الأمريكية في الخارج على حروب وتدخل في شؤون الدول، بل اعتبر أن هذه الأموال أولى بها الداخل الأمريكي، بل حاول جلب العديد من الاستثمارات والمكاسب للداخل بغض النظر عن أساليبه. وفي النهاية يُحسب له ذكاؤه -أي ترامب- في التعامل مع الملف الروسي، إذ من الغباء اليوم مصارعة قطب عالمي قوي بأسلوب «الكاوبوي» الذي اتبعه بايدن، وكأنه يرى أمامه بلداً يمكن قصفه بالقنابل الذرية مثلما فعلت أمريكا باليابان، أو احتلاله مثلما فعلت في فيتنام والعراق وأفغانستان.
ولماذا هي «شيزوفرينيا» تلك التي تعصف ببايدن؟! لأنه ببساطة وبأسلوب الحزب الديمقراطي المعتاد الذي يكيد ويتآمر ضد أنظمتنا العربية، حاول الاستعلاء على السعودية، وحاول «إضعاف» روسيا من خلال «حرب بالوكالة» يتكبد تداعياتها الأوروبيون بدلاً منه، لكن في المقابل استوعب متأخراً أن التداعيات تعني تضرر أمريكا اقتصادياً وتحديداً من خلال النفط.
مستشارو بايدن ألم يفهموه أن السعودية هي أكبر لاعب قوي في مجال النفط، وأنه ليس بموقع يفتعل فيها «حرباً اقتصادية عالمية» ضد روسيا ويقحم فيها العالم، ثم يطلب عدم رفع سعر النفط، بل «يتوسل» زيادة الإنتاج حتى لا يتضرر الاقتصاد الأمريكي وحتى لا يدفع من خزينته أضعافاً من الأموال، وتحديداً للسعودية؟!
بايدن بسياسته «المتهورة» جعل أوروبا تدخل في دوامة قلق، فحين يدعو إلى مقاطعة الإنتاج الروسي من الغاز والنفط، فإن المتضرر الأكبر هم الأوربيون؛ إذ أمريكا استفادتها من الواردات الروسية الغازية والنفطية ضئيلة، وخاصة أن الروس اتجاههم بصادراتهم للشرق بدل الغرب، ما يعني الصين والهند وغيرهما، وبالتالي على أوروبا البحث عن بدائل، أي أنهم «أكلوها» بسبب بايدن.
بايدن نفسه يواجه خطراً آخر؛ فروسيا أعلنت أن «الجنون الأمريكي» الساعي لفرض مقاطعة على نفطها سيوصل سعر البرميل الواحد إلى أرقام قياسية ستتراوح بين 300 و500 دولار، أي أن الروس في الفائدة، وأكبر منها السعودية والبلدان الخليجية المصدرة.
أما بخصوص ما أعلنته السعودية بشأن الإنتاج النفطي وهي «ضربة معلم»، فله حديث آخر.
{{ article.visit_count }}
ففي الوقت الذي يتحمس فيه زيلينسكي لما تقوم به أوروبا «بتحريض» من البيت الأبيض، ويدعو هو لمزيد من هذا «الخنق» ومقاطعة روسيا في جميع الاتجاهات، جاءت «لحظة الحقيقة» بالنسبة للأمريكان، وهي حينما تتقاطع الأمور مع مصالحها، إذ «النقطة الفاصلة» لدى البيت الأبيض تفيد بألا مصلحة فوق المصلحة الأمريكية.
التعويل الأمريكي على «استنهاض» العالم بأسره ضد الروس «لم يضبط» بشكل كامل، والمفاجأة بالنسبة للرئيس بايدن وإدارته تمثلت في الدول العربية وتحديداً القوة الإقليمية في منطقتنا، وهي المملكة العربية السعودية أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم.
«الفلسفة» التي مارسها بايدن ظناً منه أنها «سياسة المحنكين» أوقعته في ورطة هو واقتصاده؛ إذ حينما تظن أنك قادر على تحدي السعودية وفرض ما تراه عليها وعلى الدول الأخرى فإنك مخطئ تماماً.
بايدن قدم لنا «شيزوفرينيا» رئاسة نادرة أجبرت الكثيرين على المقارنة بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترامب؛ فالأخير رجل أعمال وخبير في عالم المال والاقتصاد، ورغم ما يؤخذ عليه من أساليب وإستراتيجيات غريبة، فإنه في النهاية عمل بأسلوب «المال والأعمال» وكان يهمه الداخل الأمريكي اقتصادياً وتحقيق مكاسب لدولته ومواطنيه، وكان ضد إهدار التريليونات الأمريكية في الخارج على حروب وتدخل في شؤون الدول، بل اعتبر أن هذه الأموال أولى بها الداخل الأمريكي، بل حاول جلب العديد من الاستثمارات والمكاسب للداخل بغض النظر عن أساليبه. وفي النهاية يُحسب له ذكاؤه -أي ترامب- في التعامل مع الملف الروسي، إذ من الغباء اليوم مصارعة قطب عالمي قوي بأسلوب «الكاوبوي» الذي اتبعه بايدن، وكأنه يرى أمامه بلداً يمكن قصفه بالقنابل الذرية مثلما فعلت أمريكا باليابان، أو احتلاله مثلما فعلت في فيتنام والعراق وأفغانستان.
ولماذا هي «شيزوفرينيا» تلك التي تعصف ببايدن؟! لأنه ببساطة وبأسلوب الحزب الديمقراطي المعتاد الذي يكيد ويتآمر ضد أنظمتنا العربية، حاول الاستعلاء على السعودية، وحاول «إضعاف» روسيا من خلال «حرب بالوكالة» يتكبد تداعياتها الأوروبيون بدلاً منه، لكن في المقابل استوعب متأخراً أن التداعيات تعني تضرر أمريكا اقتصادياً وتحديداً من خلال النفط.
مستشارو بايدن ألم يفهموه أن السعودية هي أكبر لاعب قوي في مجال النفط، وأنه ليس بموقع يفتعل فيها «حرباً اقتصادية عالمية» ضد روسيا ويقحم فيها العالم، ثم يطلب عدم رفع سعر النفط، بل «يتوسل» زيادة الإنتاج حتى لا يتضرر الاقتصاد الأمريكي وحتى لا يدفع من خزينته أضعافاً من الأموال، وتحديداً للسعودية؟!
بايدن بسياسته «المتهورة» جعل أوروبا تدخل في دوامة قلق، فحين يدعو إلى مقاطعة الإنتاج الروسي من الغاز والنفط، فإن المتضرر الأكبر هم الأوربيون؛ إذ أمريكا استفادتها من الواردات الروسية الغازية والنفطية ضئيلة، وخاصة أن الروس اتجاههم بصادراتهم للشرق بدل الغرب، ما يعني الصين والهند وغيرهما، وبالتالي على أوروبا البحث عن بدائل، أي أنهم «أكلوها» بسبب بايدن.
بايدن نفسه يواجه خطراً آخر؛ فروسيا أعلنت أن «الجنون الأمريكي» الساعي لفرض مقاطعة على نفطها سيوصل سعر البرميل الواحد إلى أرقام قياسية ستتراوح بين 300 و500 دولار، أي أن الروس في الفائدة، وأكبر منها السعودية والبلدان الخليجية المصدرة.
أما بخصوص ما أعلنته السعودية بشأن الإنتاج النفطي وهي «ضربة معلم»، فله حديث آخر.