سؤال يتكرر بين الحين والآخر وقضية تعدد طرحها إعلامياً، ومع ذلك لم يتغير شيء من المشهد الذي يبرز مدرجات ملاعبنا الكروية وهي خاوية على عروشها تبحث عمن ينعشها ويحركها ويعيد ذكرياتها كما كان حالها قبل أكثر من ثلاثة عقود..!!

عندما نشاهد دوريات كرة القدم في دول الجوار الشقيقة وما تشهده من حضور جماهيري كبير يفوق في بعض المناسبات سعة استيعاب مدرجات الملاعب هناك نصاب بالحسرة على حالنا وما وصلنا إليه من عزوف جماهيري كروي لا يتفق تماماً مع الجهود المبذولة لتطوير اللعبة بشكل عام والمسابقات المحلية بشكل خاص ولا يتفق أيضاً مع الدعوات والطموحات الرامية إلى الانتقال من عالم الهواية إلى عالم الاحتراف!

ليست هذه المرة الأولى التي نطرح فيها هذا الموضوع المهم جداً؛ فقد أشبع هذا الموضوع طرحاً إعلامياً ونقاشاً شعبياً، ولكن من دون الوصول إلى الحلول الكفيلة بإعادة الحياة إلى مدرجاتنا الكروية عندما كان حالها مثالياً في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي..!

البعض كان يبرر هذا العزوف بتدني المستويات الفنية للفرق المحلية ومؤثراتها على تدني مستوى المسابقات، والبعض الآخر يبررها بتعدد البدائل التي لم تكن متوافرة في الماضي، مثل النقل المباشر للدوريات الأوروبية والعالمية التي تستهوي الجيل الحالي، وهناك من يلقي باللائمة على اتحاد كرة القدم وعدم استقرار نظام مسابقاته وجداولها الزمنية كثيرة التعديل...!

هكذا تتعدد المبررات وتواصل المدرجات صمتها وسكونها في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى الارتقاء بالكرة البحرينية للحاق بركب الدول المتقدمة كروياً وبلوغ أهدافنا المستقبلية على المستويين القاري والعالمي، وهنا تكمن حاجتنا للدعم الجماهيري المكمل للدعم المادي والمعنوي واللوجستي على اعتبار أن الجماهير تشكل ركناً أساسياً من أركان النجاح والإثارة للمسابقات الرياضية عامة وكرة القدم خاصة.

شخصياً غير مقتنع بتلك المبررات؛ فالبدائل التي يتحدثون عنها متوافرة في جميع دول الجوار ومع ذلك لم تمنع جماهير الأندية هناك من حضور المباريات ومؤازرة فرقها، أما بخصوص تدني المستوى فهذا أيضاً لا يعفي الجماهير من الوقوف وراء فرقها إذا كانت فعلاً تتمتع بصدق الولاء والانتماء علماً أن الغياب الجماهيري يعد سبباً من أسباب تدني المستوى وهذا لا يعني أننا لا نعاني من تدني المستوى العام وهو موضوع آخر له العديد من المسبباب التي طرحنا بعضها في مقالات سابقة، كما أنني لا أرى في عدم استقرار نظام المسابقات أو تعدد تعديلات الجداول علاقة كافية لهذا العزوف الذي تكمن أسبابه الرئيسية في الجماهير نفسها وهو ما يدعونا إلى البحث عن وسائل الجذب الجماهيري المقنع.

نأمل أن تتكاتف وتتضافر الجهود للبحث عن مخرج يعيد إلى مدرجاتنا الكروية الحياة والحيوية والحماسة والإثارة التي تشعرنا بأن لدينا مسابقات نبني عليها مستقبل طموحاتنا الكروية.