على الرغم من أن إعلان حكومة البحرين تدشين الإقامة الذهبية لم يكن مترافقاً مع أحداث حرب روسيا وأوكرانيا، إلا أن ما يجري في العالم اليوم يمكن أن يمنحنا فرصة ذهبية لتعظيم الاستفادة من الإقامة الذهبية في المملكة.

فبينما يشدد الاتحاد الأوروبي إجراءات الحصول على الإقامة في دوله، وما يحدث مع رجال أعمال روس كبار في بريطانيا مؤخراً وما يحدث لآخرين منهم في دول أوروبية وفي أمريكا، نجد أن منطقة الخليج أصبحت أكثر أمناً واستقراراً لهؤلاء المستثمرين، حيث يعتبرها البعض منطقة تحقق أماناً أكثر، بعد الانقلاب الذي حدث في معايير الغرب منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.

أبعاد ما يحدث اليوم من مصادرة لمليارات المستثمرين في أوروبا وأمريكا، تدق ناقوس الخطر فوق رؤوس عشرات الآلاف من المستثمرين الذين كانوا يعتبرون هذه الدول واحات الأمان والاستقرار والعدالة، ولا يقتصر هذا الأمر على أثرياء روسيا فقط، بل كل مستثمر لديه طموح للبحث عن بلد مستقر وسيبدأ في التراجع عن اتخاذ قرار تسليم أمواله لخزانات الغرب بعدما رأى الاستيلاء غير القانوني على أموال آخرين بذريعة تأييدهم للحرب أو حتى بقائهم محايدين.

واليوم تبرز البحرين باعتبارها دولة مستقرة تؤطر سياسات التسامح والتعايش مع الآخر دون النظر لأفكاره ومعتقداته، لكي تحتل مرتبة أعلى في الدول الجاذبة للاستثمارات، وهذه السياسات تؤكد الرؤية الثاقبة لجلالة الملك حين أرسى تلك السياسة منذ زمن بعيد، وها نحن اليوم نرى العائد المرجو منها.

هذه الرؤية السامية ربما لم تكن أسبابها ونتائجها معروفة للبعض في زمن مضى، لكنها اليوم تظهر بوضوح الفكر الاستراتيجي لجلالته في أن تكون البحرين واحة تعايش لأي إنسان، وأكاد أجزم بأن الإقامة الذهبية ستشهد نمواً كبيراً في الطلب عليها خلال الأيام القادمة.

وعلى الجانب الموازي لرؤية جلالة الملك، نشهد جهوداً حكومية بارزة يقودها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في تعزيز الشفافية والعمل المؤسسي والتطور التكنولوجي المحفز على الاستثمار في البحرين، ففي مرحلة قريبة سنشهد منصة رقمية رسمية متكاملة تتيح للمستثمرين الأجانب شراء عقارات وإتمام جميع الإجراءات دون الحاجة للحضور الشخصي أو التواجد داخل المملكة وقت الشراء.

العالم اليوم بدأ يتغير ومع التغيير لابد أن تكون هناك مكاسب وخسائر، والرابح هو من يستطيع انتهاز الفرص.