أول من وضع البريد في الإسلام هو معاوية بن أبي سفيان، حيث وضع البريد لتسرع إليه أخبار البلاد من جميع أطرافها، فأمر بإحضار رجال من دهاقين الفرس وأهل أعمال الروم، وعرفهم بما يريد، فوضعوا له البريد، واتخذوا بغالاً كان عليها سفر البريد.
وتم إنشاء أول نظام للبريد في الإسلام، مع توسع الدولة الإسلامية في عهد الدولة الأموية، واتساع رقعة أراضيها، حيث ظهرت الحاجة إلى إنشاء نظام إداري جديد يمكن من خلاله ضمان وصول الرسائل بين مناطق الإمبراطورية الإسلامية المترامية، وذلك من أجل تحقيق سيادة الدولة وتطبيق قراراتها على كافة المناطق المختلفة، لذلك طورت الدولة الأموية أول نظام بريد في الإسلام.
وتم ضم السعاة إلى البريد، فهم رجال اعتادوا المشي الطويل والركض لأوقاتٍ طويلة من أجل إيصال تلك الرسائل، وتم ضم الأنعام في حركة تنقل السعاة كالإبل والخيل وغيرها، وذلك لضمان توصيل بريد الدولة الإسلامية إلى وجهتها بأقل جهد ممكن، كما تم إدخال الحمام الزاجل إلى نظام المراسلة عبر البريد في الدولة الإسلامية، وكان يشرف عليه متخصصون في تربية الحمام الزاجل والتعامل معه، حيث كان يتم توصيل رسائل متبادلة بين الخليفة وعماله في المناطق المختلفة.