أكد الباحث التربوي الدكتور شمسان المناعي أن العولمة أوجدت تحديات كثيرة أمام التعليم حيث تضاعفت المعرفة البشرية في حوالي 15 عاما في بدايات القرن الماضي، ثم انخفضت هذه المدة إلى 5 سنوات في الألفية الجديدة، وقال إنه لن يكون هناك مستقبل بدون جودة في التعليم والتربية، ولا تعليم وتربية بدون النظر في كل من حاجات المتعلمين ومتطلبات المجتمع المستقبلية.

وأشار المناعي إلى أن أزمة وباء كورونا (كوفيد 19) كشفت للعالم أن تعليم المستقبل لن يصبح كما كان سابقاً يكتفي بوضع سياساته واستراتيجيته من خلال النخبوية كما كان لأنه عملية شراكة مجتمعية تتعلق بمستقبل الوطن إنما لا بد من انتهاج ما أكدته الحملة العربية للتعليم للجميع -أن فلسفة التعليم والتربية في العالم يجب أن تغادر مربع النخبوية وتنتقل إلى نهج تشاركي- شعبي يعكس ما تريده الشعوب من التربية والتعليم كأداة لنشر الازدهار وتعزيز السلام وتحقيق التنمية.

وأوضح الدكتور المناعي أن مبادرة اليونسكو للدول العربية بعنوان «مستقبل التعليم في الوطن العربي» والتي عقدت في بيروت تسعى لنقل القيادة الفكرية العالمية إلى مرحلة الاستماع لصوت الأطفال والشباب وإشراكهم على أكمل وجه في عملية صنع القرار، مشيراً إلى أن السياسات والإستراتيجيات التي يجب أن توضع لأجيالنا القادمة عبر 5 مرتكزات أساسية وهي المعلم والمتعلم والمنهج الدراسي والإدارة المدرسية والتربوية والبيئة الحاضنة للتعليم في المدرسة.

وقال إن أول وأهم مرتكز للخطط الاستراتيجية هو المعلم المبدع الذي يجب أن يكون قدوة ونموذج معلم في نظر الطالب وأن تكون لديه خطة دراسية يمكن إثرائها بالمعلومات والمهارات الذهنية والاتجاهات والخصائص النفسية والاجتماعية، فيما تتمثل الركيزة الثانية في المناهج الدراسية وما تواجهه من سرعة معلوماتية في عالم اليوم لن تمكن مناهج المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها من مواكبتها، ودعا لانتهاج سياسة تعليم الطالب كيف يفكر لا كيف يكتسب المعلومات، حيث تحتاج الثورة التكنولوجية والرقمية والصناعية والتقنية الرابعة لتعلم التفكير الإبداعي والنقدي والاستنباطي، وأضاف: أفكار وجهود المبتكرين والمبدعين وإنتاجهم الإبداعي هو الذي قاد العالم ويقوده إلى اليوم.

وأشار الباحث إلى ما أكدته منظمة اليونسكو بأن تعليم المستقبل ركيزته التفكير النقدي الإبداعي وأنه لا تميز في التعليم بدونه، وقال إن التعلم الإبداعي يتطلب وجود البيئة التربوية المدرسية الحاضنة للإبداع بأركانها المتعددة سواء المعلم المتميز أو المنهج الدراسي أو المبنى المدرسي والإدارة المدرسية الحرفية، لينمو التفكير الإبداعي في بيئة تعليمية يسودها مرونة في التعامل والتواصل بين كل أطراف العملية التعليمية.

وشدد المناعي على أهمية دمج التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم للوصول إلى تعليم يتجاوز المكان والزمان دون الالتزام بوقت أو مكان محدد، وقال إن سوق العمل تحتاج اليوم لمن لديهم مهارات رقمية متنوعة ومن متعددي التخصصات.