الجميع يعرف أن عضلات جسم الإنسان تبدأ بالضعف كلما تقدّم في العمر، أو عندما يهمل الإنسان جسده ولا يهتم بتقوية عضلاته كممارسة التمارين الرياضية بمختلف أنواعها والخ .ولكن ماذا عن مشاعرنا ؟ فهل المشاعر أيضاً تحتاج لأن نُقوّيها؟ وهل المشاعر كالعضلات ؟ وكيف يتم تقويتها ؟طبعاً هناك اختلاف كبير ما بين العضلات الجسديّة وما بين العضلات المشاعريّة، فعندما نعمل على تقوية عضلاتنا الجسدية فسوف نرى التغيير الذي سيطرأ على أجسادنا وبالتالي نشعر بتحسن في الصحّة العامّة، ولكن العضلات المشاعريّة لن تقوى بالتمارين الرياضية بالتّأكيد بل بالتمارين الفكريّة، وسوف نرى أثر التمارين الفكرية متخلّلة في كل خطواتنا وقراراتنا وحياتنا بأكملها ، وعندما نقول العقل السليم في الجسم السليم، كذلك الفكر القويّ في المشاعر القويّة ، ومن ثمّ حياة سليمة وطيّبة .فكيف نستطيع تقوية عضلات المشاعر ؟إنّ من طبيعة البشر وفطرتهم في الحياة أن تكون مشاعرهم متقلّبة في اليوم ألف مرة ، فمن الممكن أن يصبح الشخص إيجابي وسعيد ويمسي باكياً وينام متفائلاً وقد يكون عكس ذلك ، وتتقلّب مشاعره ما بين الحزن والخوف والإطمئنان والراحة والسعادة والخ من أنواع المشاعر المتعددة والطبيعية لجميع البشر .ولكن رغم أنها تقلبات طبيعية إلا أنه يجب على الإنسان العمل على تطوير حياته بقدر المستطاع حتى يستطيع الحدّ من عمليّة انهيار مشاعرهُ على الأقل .فمثلاً عندما يمر أي شخص بموقف معين وقد سبب له شعور سلبيّ ، فعليه أن لا يستسلم لمشاعره ويُرخي لها الحبال لتجر من خلفها الأفكار التي تتبع تلك المشاعر، وفي الغالب هي نابعة من مخاوف وأوهام، ولكن في حال أنّهُ استطاع تدريب نفسه على أن يكون هو المتحكّم بأفكاره ، فسوف تتحكم الأفكار بالمشاعر بدلاً من تحكّم المشاعر بالأفكار .ثُمّ يبدأ بتحليل الموقف والعمل على اكتشاف جذر الشعور السلبي والذي هو في الغالب وهمْ وغير حقيقي ، وبعد ذلك يخلق لنفسه أفكار إيجابية ، وبهذه الطريقة ومع التكرار سيلاحظ أنّ مشاعره أصبحت قوية جداً ولم تتأثّر بتلك الأمور التي كانت تسبّب لها الإنهيار سابقاً ، فالخلاصة أنّ أفكارك هي عضلات مشاعرك، فاعمل على تقويتها .