قالت استشارية الصحة العامة د. كوثر العيد إن التعامل مع كل احتياجات الصحة النفسية في المدارس أمر هام، حيث إنه يوجد واحد من كل خمسة أطفال وشباب يمتلك اضطراباً سلوكياً أو عاطفياً، ويوجد واحد من كل عشر شباب يمتلك مشاكل في الصحة العقلية التي تؤثر على عمله في المنزل والمدرسة حسب الدراسات العلمية، مبينة أنه في بعض الأحيان تتطور هذه المشاكل في مرحلة الطفولة والمراهقة ولكن يمكن علاجها إذا اكتشف الأمر مبكراً.وأضافت العيد: يوجد بعض من الأسباب التي تعمل على تدهور الحالة النفسية لدى الطلاب، ومن هذه الأسباب افتقاد شخص ما أو الانفصال عنه مثل موت أحد المقربين أو طلاق الوالدين، أو فقد الصداقات، أو المشاكل العائلية. وجود الكثير من التغيرات في الحياة اليومية للطالب، مثل ولادة أخ جديد له، أو الانتقال من مدرسة إلى مدرسة أخرى. التعرض لبعض الأحداث الصادمة التي لا يستوعبها عقل الطالب وتشمل الحوادث، الإساءة، والعنف في المنزل.وأردفت: "يوجد أكثر من طريقة لتحسين الصحة النفسية للطلاب أثناء الدراسة وخصوصاً قبل الامتحانات، ومن هذه الطرق الترويح عن النفس وبالأخص قبل الامتحانات من أهم طرق تحسين الصحة النفسية للطلاب. المذاكرة والإنجاز يوم بيومه وقبل تراكم مذاكرة المواد عليه واقتراب الامتحانات فذلك سيهدئه وسيخفف عنه التوتر ويقلل من تأثير ضغوط الامتحانات. إذا حدث أي ضغط على الطالب في الامتحانات وعدم إنجاز مذاكرته فعليه أن يهدأ وأن يقوم بممارسة بعض من التمارين الرياضية التي ستساعده على استجماع نفسه، والقيام ببدء مذاكرة الأجزاء السهلة ثم الصعبة.وقالت العيد: "تؤثر الصحة النفسية على الصحة البدنية للجسم، حيث إنه إذا كانت الحالة النفسية للطالب سيئة سوف يشعر بعض منهم بالخمول والكسل وعدم القدرة على النشاط، والبعض الآخر سوف يقوم بإيذاء نفسه كاللجوء إلى التدخين أو الإدمان أو لوم نفسه بشكل مبالغ فيه، وإذا كانت الحالة النفسية للطالب جيدة فيستطيع إنجاز الكثير من المهام والمذاكرة في أقل وقت، والنجاح في كل الامتحانات بسهولة، مع تطور علاقته بأصدقائه إلى الأفضل، وممارسة الكثير من الرياضة بحماس، وفي بعض الأحيان يصل تدهور الصحة النفسية إلى تدهور الصحة العقلية مع الشعور الدائم بالشك والريبة دون الإحساس بالاستقرار والأمان النفسي، وتقل ثقته بنفسه وبأقاربه، لذلك يجب العلم أن السلامة النفسية شيء مهم في حياة الأطفال".وبينت أن دور ولي أمر الطالب جداً مهم لتوفير بيئة مناسبة لأبنائهم الطلاب من توفير المكان المناسب للمذاكرة والحرص على تشجيعهم على تناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة والنوم الكافي لتخفيف الضغوط التي تنتج عن ضغوطات الدراسة، ولا ننسى التوجيه المستمر من قبل أولياء الأمور لأبنائهم الطلبة ومتابعتهم لتذليل الصعاب والوصول إلى تمام الصحة وجودة الحياة.