ملحق «الأسرة» - سماهر سيف اليزل
اللغة العربية اللبنة الأساس لتشكيل هوية الطفل..
أكد تربويون ومعلمون بمركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني أن تعلم الأطفال للغات أجنبية أمر ضروري لمواكبة التطور والانفتاح، مع المحافظة على اللغة الأم، مشيرين إلى أن تعلم اللغات الأجنبية يعود بالنفع على المجتمع، ويخدم العملية التنموية ولا يعتبر تهديداً للهوية.
وبينوا أن ذلك يجب أن يكون مع المحافظة على الهوية الأصلية المتمثلة في اللغة الأم «العربية»، والتي تشكل اللبنة الأساسية لتكوين شخصيات الأطفال، وتثبت الهوية والانتماء.
وقالت التربوية ديما محمد: «مما لا شك فيه أن اللغة العربية تعتبر اللبنة الأساس في تكوين شخصية الطفل لما لها من أثر كبير في تحديد هويته وثقافته وانتمائه لما تحتويه من مفردات ومعانٍ ومحتوى يشكل مخزوناً رئيساً في تشكيل هوية الطفل وثقافته وتواصله مع الغير».
وأضافت: «لكن في وقتنا الحاضر حيث أصبح العالم أشبه بقرية كونية في ظل ما أفرزه التطور التكنولوجي خاصة في مجال الاتصال من أثر على مختلف جوانب الحياة، أصبح من المستحيل العيش في عزلة عن الثقافات الأخرى وأصبح من الضروري تعلم لغة أجنبية بهدف تنمية المهارات التربوية من قراءة وكتابة واستماع وتحدث وبهدف التعرف والتواصل مع الثقافات الأخرى، فضلاً عن المنفعة الاقتصادية المتمثلة بالقدرة على التبادل التجاري وإثبات القدرة على التنافس في سوق العمل».
من جهته، قال سعد زغلول: «لا يخفى على أحد أهمية مواكبة العصر فيما يتعلق بالتعليم، خاصة وأن التعليم بات هو قاطرة التنمية، كونه هو المنتج الأول للعقول البشرية، مما يستدعي مواكبة كل ما هو جديد في تعلم اللغات الحية خاصة اللغة الإنجليزية التي تعد بلاشك لغة العلم الأولى في العالم، ولكن مع الحذر من ضياع الهوية الوطنية والتي تعد اللغة العربية أحد أهم مفرداتها، لذا فقد قامت وزارة التربية والتعليم مشكورة بإلزام جميع مدارس اللغات في البحرين بتعليم مواد اللغة العربية والتربية والإسلامية والتربية للمواطنة وحقوق الإنسان مع ضرورة متابعة هذا الأمر بما يضمن الحفاظ على الهوية ومواكبة العصر».
من جهته، قال جهاد يوسف: «تعلم الطفل للغات الأجنبية أمر ضروري مطلوب يخدم العملية التنموية للطفل ويعود بالنفع على المجتمع شريطة ألا يتخلى عن لغته العربية فالاعتزاز بالعربية يعزز الهوية، بحيث يكون استخدام اللغات الأجنبية في حالات الطلب لها واللزوم لها ولا تتحول إلى لغة التخاطب المجتمعية».
ورأى يوسف أحمد أن تعلم الطفل للغة واحدة أو عدة لغات أجنبية لا يهدد هويته بل هو ازدياد لثقافته حيث يمنحه القابلية للتواصل مع مجموعة أكبر من الناس والمجتمعات مما يعادل زيادة المعرفة والانفتاح للهوية.
وقال: «برأيي اللغة الأجنبية تهدد الهوية فقط إذا استخدمت بكثرة لتزيح لغة الأم مما يؤدي إلى عدم المقدرة على مواكبة التحدث باللغة الأم بسبب الاعتماد الكلي على اللغة الأجنبية في المنزل، في المجالس، في المساجد، في الاحتفالات الرسمية».
من جهتها، قالت التربوية افتاب حسين: «لا ينبغي أن يكون الانفتاح مقابل الهوية. يجب أن نتمسك بهويتنا ونعمل من أجلها. إذا كان تعلم لغة أو معرفة جديدة يساعد في تحسين أموالي أو مجتمعي وتحقيق الرخاء، فيجب علينا السعي لتحقيق ذلك. فالصين والهند وفرنسا وألمانيا والعديد من البلدان من بين الدول الأولى في السباق التي تحافظ على لغتها وثقافتها ومعتقداتها وتجعل شعوبها قادرة على تعلم اللغة والمعرفة الأجنبية ليظلوا مؤهلين».