بسمة ألبي
مستقبل وطن، ومصير شعب، نتصوره من خلال صور المترشحين الذين سوف يمثلون المجلس النيابي والبلدي للفصل التشريعي القادم بإذن الله تعالى.
أعداد كبيرة من رجالٍ ونساءً رشحوا أنفسهم لعضوية المجلس النيابي أو المجلس البلدي في سابقة لم تحدث من قبل في مملكة البحرين! إعلانات تحمل شعارات رنانة تغزو مختلف أنحاء المملكة في شوارعها وطرقاتها وبالقرب من الأحياء السكنية للفوز في الانتخابات النيابية، والبلدية للوصول إلى قبة البرلمان وعضوية المجلس البلدي.
ولنا في هذا الشأن كلمة:
أيها المواطن الكريم، أيتها المواطنة الكريمة، يقول الله في كتابة الكريم (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً) الأحزاب/72
يُعظم الله تعالى شأن الأمانة، التي ائتمن اللّه عليها المكلفين، وأنه تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة السماوات، والأرض، والجبال عرض تخيير لا تحتيم، فرفضوا أن يحملوها لعظمها، وحملها الإنسان وكان ظلوماً جهولاً.
وهكذا هو الحال اليوم في حملك أيها المترشح لأمانة عظيمة أمانة شعب، وأمانة وطن بأكمله كونك ستكون نائباً في البرلمان في المستقبل القريب أو عضواً في المجلس البلدي، فهل أنت مستعد لحمل هذه المسؤولية؟؟ هل أنت مستعد لحمل هذه الأمانة العظيمة؟؟
لن أتكلم عن الصفات الأخلاقية كالأمانة، والصدق، والإخلاص للوطن والمواطن التي يجب أن تتوفر في النائب والعضو البلدي، فهذا أمرُ مفروغٌ منه ولا جدال فيه، ولكنني سوف أتناول الموضوع من جانب آخر... هناك مسؤولية أخرى لا تقل أهمية تتطلب منكم الكثير من الحنكة والحكمة والخبرة السياسية والاجتماعية وغيرها. حمل مثل هذه المسؤولية يتطلب منكم أيها المترشحون القدرة الفكرية والعقلية لصياغة أفكار جديدة وابتكار حلول إبداعية لمشاكل متأصلة يعاني منها الوطن والمواطن، تتطلب منك حصيلة ثقافية وعلمية، وخبرة سياسية، تتطلب منك التمتع بشخصية حضورية جاذبة وقوية تؤهلك لخوض هذا المعترك السياسي لتمثيل المواطن والدفاع عن حقوقه أمام المجتمع المدني من جانب، وإظهار الوطن بأجمل صورة أمام المجتمع الدولي من جانب آخر. فهل هيأتم أنفسكم لذلك؟
كلمة أخيرة
الوطن نعمة من نعم الله علينا وهو أساس كل النعم، ننعم فيه بالأمن والأمان، والعيش الرغيد، فلنحافظ عليه ونضعه في أعيننا وداخل قلوبنا ولا نتخذ منه وسيلة للوصول إلى أغراض ومصالح دنيوية زائلة، فمصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية.
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: وطني لو شغلت بالخلد عنه.... نازعتني إليه في الخلد نفسي