أمل الحربي
مع تطوّر التكنولوجيا وتطوّر العلم تغيرت بعض المفاهيم، ففيما مضى كان الأبوان يسعيان لأن يتعلم ابنهما أفضل تعليم ويواصل ويحصل على أعلى الشهادات لكي يكون مفيداً لنفسه وأهله ومجتمعه ووطنه ولكي يجد عملاً مناسباً بشهاداته وعلمه، وكنا نسمع أن الشهادات سلاح لمواجهة الحياة ودرع للمتعلم لمواجهة تغيرات الحياة، وأيضاً تساعده على توفير حياة كريمة لنفسه وأسرته بإيجاد عمل يناسب شهاداته وثقافته وخبرته، فبالعلم ينهض الإنسان وتنهض الأمم وتتطور ويتطور العلم والتكنولوجيا، هذا البديهي الذي تربينا عليه وتعلمناه بالمدارس والحياة. بعد هذه المقدمة والديباجة سأتحدث عن شيء يجعل بي غصة وتحسراً، فبديهياً يقبل الشخص أو المتقدم لوظيفة تبعاً لشهاداته وخبرته ويتم اختياره وتقييم السُلَّم الوظيفي بعد قبوله للعمل أو الوظيفة تبعاً لخبرته ومؤهلاته وشهاداته وثقافته، ولكن للأسف الشديد ما لاحظته وأراه وأسمعه الآن من خلال استطلاع الآراء أن بعض الجهات التي تطلب موظفين ترى وتقيّم وتقبل الموظفين بجانب شهاداتهم وخبرتهم، وبعض الأحيان لا تنظر لشهاداتهم وخبرتهم وثقافتهم بل تنظر إلى كم متابعاً بوسائل التواصل الاجتماعي لديهم؟ وبعض الأحيان فقط هذا هو السؤال الوحيد بالمقابلة الوظيفية لبعض الجهات للتقدم للوظيفة وتفضيله عن غيره! وبعضهم يستبعد المتقدم للوظيفة لأن لديه عدداً قليلاً من المتابعين بوسائل التواصل الاجتماعي والتي هي أحد وأول المتطلبات للوظيفة في بعض الأحيان، لأن بعض الجهات ترى أن عدد المتابعين بوسائل التواصل الاجتماعي للشخص هو من تطورات الحياة، فيجب على الشركات أن يواكبوا العصر والتطور ويستفيدوا من متابعيه ومن هذه التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت موضة الآن بوسائل التواصل الاجتماعي. السؤال الأشهر وهو كم متابعاً لديك ومن أي بلد؟ سؤال غريب جداً، هل أصبح هذا السؤال من متطلبات الوظيفة؟! والبعض للأسف يُقبَل بوظيفة تبعاً لعدد متابعيه بوسائل التواصل الاجتماعي فقط، وهو المؤلم لي ولغيري بأن نصل إلى هذا التفكير وألا ينظروا لمؤهلاته وخبراته وأن يُقيّم تبعاً -لاحقاً في تطوره بعمله- لعدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل وتقييم أدائه أيضاً لاحقاً، وأصبح مقياساً للأسف وليس شهادة وخبرة وثقافة ولباقة وتطور المتقدم للوظيفة! هل هذا جزء من تطور العلم والتكنولوجيا وتغيّر "رتم" الحياة؟
أصبح البعض للأسف يشتري متابعين لوسائل التواصل الاجتماعي الخاصة فيهم، وأغلبهم غير حقيقيين، والمستغرب تصلني طلبات قبول على وسائل التواصل الاجتماعي لحسابات لا يوجد لديها منشور نهائياً ولا أقبل طلباتهم، فأنا لا يهمني العدد بقدر ما يهمني ثقافة ورقيّ الشخص واحترامه لما أقدمه بحساباتي بوسائل التواصل الاجتماعي. وأعود لحديثي وإكماله، وطبعاً أتعرف على الشخص من خلال ما يقدمه لكي تتبين ماهية الشخص أو محتواه، ولكن أجد المتابعين، بعضهم لديه متابعون بالمئات والملايين، فأتساءل لماذا وكيف وبناءً على ماذا الثلاثمائة ألف أو أكثر يتابعونه وليس لديه محتوى ولا حتى صورة في حسابه أو شيء يرشد المتابع من هو؟!
هل هذه أصبحت موضة العصر والتطوّر أن يصبح الشخص مشهوراً بدون محتوى لا يخدم المجتمع؟ وبعضهم يجعل وسائل التواصل الاجتماعي حلبة للمصارعة الحرة بينهم!
البعض -من يطلق عليهم مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي- يجعلون حياتهم الشخصية محتوى وكل يوم قصة ورواية والناس تتهافت عليهم، حتى بعض الشباب جعلهم قدوة، ماذا يحدث؟؟ لدي عدة تساؤلات؟؟ منها، ماذا تستفيد بعض جهات العمل التي تطلب موظفين لوظيفة معينة تبعاً لمتابعي المتقدم للوظيفة؟ وهل ستقيّم عمله تبعاً لزيادة ونقصان المتابعين لديه فقط وتعطيه راتباً شهرياً لذلك أو لعمله واجتهاده وابتكاره بالعمل؟
وهل أصبح تقييم الشخص من خلال عدد متابعيه موضة للتطوّر بالحياة والتكنولوجيا؟
وهل يتم اعتبار الشخص مشهوراً من خلال عدد متابعيه فقط حتى وإن كان ما يقدمه من محتوى لا يرقى لأسلوب حضاري وثقافي مفيد؟
بعض الحسابات تبث أفكاراً لا تناسب الدين الإسلامي، ولا عادات وتقاليد المجتمع العربي، وبعضها دخيل على المجتمع.
تساؤلات عدة لدي لن يسعها ويجسّدها مقال واحد، ولكن فضّلت أن أطرح بعضها لعلّي أجد الإجابة الشافية والمقنعة، ومتأكدة أن غيري كثيرون لديهم نفس التساؤلات وأكثر.
فيما مضى كان المتعلم والمثقف قدوة ومشهوراً بالمجتمع، ولكن الآن من يقدّم يوميات حياته الواقعية أصبح هو المشهور الاجتماعي والقدوة وتتهافت الناس للسلام عليه والتقاط الصور التذكارية معه، إلى أين وصلنا ووصل المجتمع؟ وأين من لديهم شهادات وثقافة وخبرة؟ هل ذهب زمانهم أم بقي القليل؟
أنا أعرف أنه من البديهي أن تتطوّر الحياة بالعلم ويتطوّر المجتمع به وبالثقافات والأفكار الهادفة التي تنمّي ثقافة المجتمع وتناسب العادات والتقاليد، لا أن يجاهر بعض من يُقال عنهم مشاهير التواصل الاجتماعي بعادات وأفكار ومعتقدات دخيلة على مجتمعنا الإسلامي والعربي بثقافات لا تناسب مجتمعنا وأيضاً بتصرفات غريبة، وأصبحت قدوة للشباب للأسف، وهذا أكثر ما يقلقني، فالشباب سلاح وقوة المجتمع وطاقة المجتمع وأمل المجتمع ومستقبل المجتمع، وعندما يتم هدم عقول الشباب يهدم المجتمع بأكمله ولا يرتقي ولا ينهض ويصبح المستقبل غامضاً.
ما أرجوه، أن يتم تقييم الشخص والمتقدم لوظيفة تبعاً لثقافته وخبراته وشهاداته، وماذا سيقدم فائدة لوظيفته؟ وماذا سيطوره فيها وينهض بعمله؟ وأن يُقيّم الموظف ويترقّى لوظيفته بمرتبة أعلى تبعاً لذلك، لا بعدد متابعيه بوسائل التواصل الاجتماعي، جداً هذه قضية مهمة، بينما يراها البعض غير مهمة وغير مؤثرة على المجتمع؛ لكنها مؤثرة على المجتمع وتُحدث تغييراً سطحياً وفجوةً تتّسع وتكبر.
مع تطوّر التكنولوجيا وتطوّر العلم تغيرت بعض المفاهيم، ففيما مضى كان الأبوان يسعيان لأن يتعلم ابنهما أفضل تعليم ويواصل ويحصل على أعلى الشهادات لكي يكون مفيداً لنفسه وأهله ومجتمعه ووطنه ولكي يجد عملاً مناسباً بشهاداته وعلمه، وكنا نسمع أن الشهادات سلاح لمواجهة الحياة ودرع للمتعلم لمواجهة تغيرات الحياة، وأيضاً تساعده على توفير حياة كريمة لنفسه وأسرته بإيجاد عمل يناسب شهاداته وثقافته وخبرته، فبالعلم ينهض الإنسان وتنهض الأمم وتتطور ويتطور العلم والتكنولوجيا، هذا البديهي الذي تربينا عليه وتعلمناه بالمدارس والحياة. بعد هذه المقدمة والديباجة سأتحدث عن شيء يجعل بي غصة وتحسراً، فبديهياً يقبل الشخص أو المتقدم لوظيفة تبعاً لشهاداته وخبرته ويتم اختياره وتقييم السُلَّم الوظيفي بعد قبوله للعمل أو الوظيفة تبعاً لخبرته ومؤهلاته وشهاداته وثقافته، ولكن للأسف الشديد ما لاحظته وأراه وأسمعه الآن من خلال استطلاع الآراء أن بعض الجهات التي تطلب موظفين ترى وتقيّم وتقبل الموظفين بجانب شهاداتهم وخبرتهم، وبعض الأحيان لا تنظر لشهاداتهم وخبرتهم وثقافتهم بل تنظر إلى كم متابعاً بوسائل التواصل الاجتماعي لديهم؟ وبعض الأحيان فقط هذا هو السؤال الوحيد بالمقابلة الوظيفية لبعض الجهات للتقدم للوظيفة وتفضيله عن غيره! وبعضهم يستبعد المتقدم للوظيفة لأن لديه عدداً قليلاً من المتابعين بوسائل التواصل الاجتماعي والتي هي أحد وأول المتطلبات للوظيفة في بعض الأحيان، لأن بعض الجهات ترى أن عدد المتابعين بوسائل التواصل الاجتماعي للشخص هو من تطورات الحياة، فيجب على الشركات أن يواكبوا العصر والتطور ويستفيدوا من متابعيه ومن هذه التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت موضة الآن بوسائل التواصل الاجتماعي. السؤال الأشهر وهو كم متابعاً لديك ومن أي بلد؟ سؤال غريب جداً، هل أصبح هذا السؤال من متطلبات الوظيفة؟! والبعض للأسف يُقبَل بوظيفة تبعاً لعدد متابعيه بوسائل التواصل الاجتماعي فقط، وهو المؤلم لي ولغيري بأن نصل إلى هذا التفكير وألا ينظروا لمؤهلاته وخبراته وأن يُقيّم تبعاً -لاحقاً في تطوره بعمله- لعدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل وتقييم أدائه أيضاً لاحقاً، وأصبح مقياساً للأسف وليس شهادة وخبرة وثقافة ولباقة وتطور المتقدم للوظيفة! هل هذا جزء من تطور العلم والتكنولوجيا وتغيّر "رتم" الحياة؟
أصبح البعض للأسف يشتري متابعين لوسائل التواصل الاجتماعي الخاصة فيهم، وأغلبهم غير حقيقيين، والمستغرب تصلني طلبات قبول على وسائل التواصل الاجتماعي لحسابات لا يوجد لديها منشور نهائياً ولا أقبل طلباتهم، فأنا لا يهمني العدد بقدر ما يهمني ثقافة ورقيّ الشخص واحترامه لما أقدمه بحساباتي بوسائل التواصل الاجتماعي. وأعود لحديثي وإكماله، وطبعاً أتعرف على الشخص من خلال ما يقدمه لكي تتبين ماهية الشخص أو محتواه، ولكن أجد المتابعين، بعضهم لديه متابعون بالمئات والملايين، فأتساءل لماذا وكيف وبناءً على ماذا الثلاثمائة ألف أو أكثر يتابعونه وليس لديه محتوى ولا حتى صورة في حسابه أو شيء يرشد المتابع من هو؟!
هل هذه أصبحت موضة العصر والتطوّر أن يصبح الشخص مشهوراً بدون محتوى لا يخدم المجتمع؟ وبعضهم يجعل وسائل التواصل الاجتماعي حلبة للمصارعة الحرة بينهم!
البعض -من يطلق عليهم مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي- يجعلون حياتهم الشخصية محتوى وكل يوم قصة ورواية والناس تتهافت عليهم، حتى بعض الشباب جعلهم قدوة، ماذا يحدث؟؟ لدي عدة تساؤلات؟؟ منها، ماذا تستفيد بعض جهات العمل التي تطلب موظفين لوظيفة معينة تبعاً لمتابعي المتقدم للوظيفة؟ وهل ستقيّم عمله تبعاً لزيادة ونقصان المتابعين لديه فقط وتعطيه راتباً شهرياً لذلك أو لعمله واجتهاده وابتكاره بالعمل؟
وهل أصبح تقييم الشخص من خلال عدد متابعيه موضة للتطوّر بالحياة والتكنولوجيا؟
وهل يتم اعتبار الشخص مشهوراً من خلال عدد متابعيه فقط حتى وإن كان ما يقدمه من محتوى لا يرقى لأسلوب حضاري وثقافي مفيد؟
بعض الحسابات تبث أفكاراً لا تناسب الدين الإسلامي، ولا عادات وتقاليد المجتمع العربي، وبعضها دخيل على المجتمع.
تساؤلات عدة لدي لن يسعها ويجسّدها مقال واحد، ولكن فضّلت أن أطرح بعضها لعلّي أجد الإجابة الشافية والمقنعة، ومتأكدة أن غيري كثيرون لديهم نفس التساؤلات وأكثر.
فيما مضى كان المتعلم والمثقف قدوة ومشهوراً بالمجتمع، ولكن الآن من يقدّم يوميات حياته الواقعية أصبح هو المشهور الاجتماعي والقدوة وتتهافت الناس للسلام عليه والتقاط الصور التذكارية معه، إلى أين وصلنا ووصل المجتمع؟ وأين من لديهم شهادات وثقافة وخبرة؟ هل ذهب زمانهم أم بقي القليل؟
أنا أعرف أنه من البديهي أن تتطوّر الحياة بالعلم ويتطوّر المجتمع به وبالثقافات والأفكار الهادفة التي تنمّي ثقافة المجتمع وتناسب العادات والتقاليد، لا أن يجاهر بعض من يُقال عنهم مشاهير التواصل الاجتماعي بعادات وأفكار ومعتقدات دخيلة على مجتمعنا الإسلامي والعربي بثقافات لا تناسب مجتمعنا وأيضاً بتصرفات غريبة، وأصبحت قدوة للشباب للأسف، وهذا أكثر ما يقلقني، فالشباب سلاح وقوة المجتمع وطاقة المجتمع وأمل المجتمع ومستقبل المجتمع، وعندما يتم هدم عقول الشباب يهدم المجتمع بأكمله ولا يرتقي ولا ينهض ويصبح المستقبل غامضاً.
ما أرجوه، أن يتم تقييم الشخص والمتقدم لوظيفة تبعاً لثقافته وخبراته وشهاداته، وماذا سيقدم فائدة لوظيفته؟ وماذا سيطوره فيها وينهض بعمله؟ وأن يُقيّم الموظف ويترقّى لوظيفته بمرتبة أعلى تبعاً لذلك، لا بعدد متابعيه بوسائل التواصل الاجتماعي، جداً هذه قضية مهمة، بينما يراها البعض غير مهمة وغير مؤثرة على المجتمع؛ لكنها مؤثرة على المجتمع وتُحدث تغييراً سطحياً وفجوةً تتّسع وتكبر.