رائد البصري


تعتبر التكنولوجيا وتطورها سلاحاً ذا حدين، حيث أصبح الإنترنت من أهم الوسائل المؤثرة في البشرية التي لا غنى عنها، ولكن كل شيء له سلبياته وإيجابياته.

ومن سلبيات الإنترنت استخدام قوى الشر له في تنفيذ أفكارها الهدامة والترويج للمخدرات بكل أنواعها، ويتم البيع والتوزيع عبر الإنترنت في سرية تامة وأصبح نوع من المخدرات يختلف عن تلك التقليدية التي تعتمد على الشم والتدخين والحقن الجسدي، حيث يقوم تاجر المخدرات الرقمية باستقبال طلبات شراء المواد المخدرة عبر المواقع الإلكترونية ويقوم المتلقي أو المتعاطي ليس بشرائه إنما بتحميله على جهاز الحاسب أو الموبايل في شكل خطير يؤثر على الدماغ، ويسيطر على الحواس مما يعرف بالإدمان الرقمي مما يدمر حياة الفرد والأسرة على حد سواء.

والسؤال الأهم، ما هي المخدرات الرقمية بالضبط؟

ينقسم الإدمان الرقمي إلى أنواع مختلفة منها نوعية معينة من الألعاب مثل لعبة الحوت الأزرق حيث، يفوق اللعب فيها ساعات طولية دون إدراك الضحية ما يجري من حوله مهدراً وقته، مستهدفة بعض الأعمار المعينة وغيرها من ألعاب خطيرة.

النوع الثاني عبارة عن مقطع نغمات يتم سماعها في غرف مظلمة عبر سماعات الأذن بشكل غير متناسق حيث يزيد صوت النغمة من السماعة اليمنى عن اليسرى، فيحاول الدماغ جاهداً أن يوحد الترددين.

النوع الثالث، إدمان المواقع الإباحية، الذي يعتبر من إحدى المخدرات الرقمية بخصوص فئة الشباب واليافعين، وتجعل الضحية من الجنسين منعزلاً وخاملاً ومشتت الحواس نتيجة للإثارة المتكررة للجهاز العصبي وجعل الضحية بعيداً عن محيطه الأسري والاجتماعي.

ويقول خبراء الأمن المعلوماتي والسيبراني إن هناك مواقع تروج للمخدرات الرقمية تعطي معلومات معينة، لدراسة الحالة المزاجية والنفسية للمتلقي لذلك يتحول إلى مدمن لنوعية المادة المقدمة له ويصبح أسيراً لها، وخاصة فئة الشباب والناشئة الذين تتراوح أعمارهم من 12 إلى 22 سنة هم المحرك الكبير للمخدرات الرقمية.

* نصائح من عيادة الإدمان الرقمي: الوقاية خير من علاج، على الأهالي أن يهتموا بالأولاد والبنات وبحالتهم النفسية وأن يصبحوا قريبين منهم. وأن يكون هناك وقت مقدس ومخصص لتجمع العائلة ونقاشهم سوياً ويتم توجيههم لما هو مفيد لمستقبلهم.

فالوعي أهم من العلاج، فلا يمكن أن تمنع الإنترنت، ولكن يمكن الحد من الاستخدام عن طريق زيادة الأنشطة المختلفة على سبيل المثال، ومنها ممارسة الرياضة بانتظام والسعي وراء كل مفيد، ومنها تعلم القرآن واتباع سيرة الأولياء الصالحين وكل ما هو مفيد، ولا نتركهم ضحية للجهاز الذي إذا استعمل على نحو خاطئ قد يقضي عليهم.