رائد البصري
أساس الأخلاق ينابيعها الصبر والاستغفار، نعم في بعض التجمعات العائلية يوجه كلام جارح في بعض الأحيان، فكيف تحمي نفسك من أثر الكلمة الجارحة؟
* يقول صاحب الخاطرة: عند سماعك قولاً مؤذياً أو جارحاً من زوج أو زوجة أو أخ أو أخت أو أب أو أم أو قريب أو بعيد يقع بالقلب ألم ويحدث فيه خدوش!! فإذا سكت عنها وتجاوزت سمي هذا الحلم والعفو. ولكن!
- كيف أتجنب هذا الألم؟ والأهم كيف أحافظ على القلب من أذى تلك الكلمات الجارحة؛ لكي لا تصيبك أمراض مثل: الكراهية، الغل، الحسد أو مرض جسدي؟
يشير القرآن العظيم في ثلاثة مواضع إلى هذه الوقاية التي نبحث عنها:
* قال الله عز وجل في نهاية سورة الحجر «ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين».
* وفي أواخر سورة طه «فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى».
وفي أواخر سورة ق: «فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب». فلك أن تلاحظ الأمر، التسبيح بعد كلمة «يقولـون» فـــوراً.. أي عند سماع الكلام المؤذي.. فسلامة القلب أمر مهم، وكأن التسبيح يقي القلب من أي أذى يسببه الكلام الجارح وليس وقاية فحسب، بل يورثك رضا تشعر يستقر في قلبك به.
إن تطبيق مثل هذه الآيات في حياتنا اليومية يقي قلوبنا ويشفي صدورنا، بل وأثره أسرع مما نظن. جعلنا الله وإياكم من المسبحين آناء الليل وأطراف النهار.
أما الذين يتباهون بطول ألسنتهم وقدرتهم على انتقاد الناس وتجريحهم والرد عليهم وأنه لا أحد يستطيع مجابهتهم أو القدرة عليهم، فإليكم قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن شر الناس منزلة يوم القيامة من يتقيه الناس مخافة فحشه»، أي بذاءة لسانه .