أميرة البيطار
كيف أحمي تلك الأنامل البريئة من الاستغلالات المعرضة له؟ جاءت الكلمة على مسمعي ولكنها انقسمت نصفين، فهل استغلاله بالجانب السلبي أم الجانب الإيجابي؟ نعم فلهذه الكلمة شقان يستخدمه العاقل البالغ الواعي ضد أو مع هذا الملاك الصغير الذي لا يدرك أين تكمن مصلحته في كثير من الأحيان؟ ولكني للأسف اكتشفت أنه حتى لو كان للمنفعة فهو أيضاً بهدف آخر سام، فيكمن هذا الاستغلال مثلاً في أي شكل من أشكال العمل أي استغلال الأطفال لزيادة الدخل المادي ما يؤثر في حقهم أحياناً في التعليم، وأنتقل إلى جانب آخر هو استغلال الطفل للشهرة والربح على السوشال ميديا أيضاً؛ للتربح ويجعله غير قادر على استقبال المعلومة في أكثر من ثلاثين ثانية وأن يصبح بعد ذلك غير قادر على الجلوس أمام معلميه أو من يدرسه لانتظار الشرح لأنه اعتاد العرض لمعرفته بالمعلومة بسرعة البرق.
كما أيضاً يوجد على الصعيد العالمي من يستغل الطفولة في التسول، هو أيضاً ما أعتبره تجارة لربح المال، ومن يتاجر بأعضائهم البريئة، ولكني أيضاً اكتشفت نوعاً جديداً وخطيراً بل ساماً في استغلال الطفل ألا وهو الكذب وقول الزور نعم: اندهشوا فهي التجارة الجديدة المختفية التي لا ولن تظهر عواقبها سوى في الغد أو كما نقول في المستقبل القريب، دائماً نقول مما تربينا وترعرنا عليه من آبائنا وأجدادنا الطفل لا يعرف طريق الكذب فهو طفل بريء لا يدرك إلا ما يحمله قلبه الأبيض الصغير، ولكن يوجد من يستغل هذا القلب الأبيض، ويقول له قل هكذا ولا تقل ذلك، وتدمير وتلاعب بحق الطفل في التعبير عن رأيه وبناء شخصيته، وسحب الثقة بالنفس منه والأمن النفسي، هذا هو النوع الجديد من الاستغلال فرأفةً بتلك القلوب النقية الصغيرة، ويكمن ذلك في الطفل ويعتاد عليه إذا ما ارتبط هذا الاستغلال بنوع من التعزيز أو نوع من التهديد إذا فعلت ما أطلبه منك فسأعطيك الحلوى أو إذا لم تقل ما أخبرتك به فلن اصطحبك إلى النادي أو بيت الجدة وذلك لاستدراج عواطفهم وخضوعهم لما يريدون أن يقوله الطفل أو يشهد به، وهناك الخطر الأكبر وهو التعرض للأذى عبر الإنترنت والذي التصق به جميع الأطفال منذ الجائحة وملازمتهم المنازل والأجهزة، احذروا ذلك الاستغلال الذي يمر على عيونهم وأسماعهم من صور غير لائقة تصبح فيما بعد معتادة من ألوان ورموز لا تحمل عقيدة ولا أساس لها يتخذونها قيماً وشعار وأمثلة عليا وقدوة لهم يقلدونها غير مدركين.
أولئك الأطفال أمانة لديكم فلا تخونوا الأمانة وحافظوا عليها، انتبهوا لهم وتقربوا منهم وحافظوا عليهم بشتى الطرق، احرصوا على حماية أطفالكم من الاستغلال بأنواعه، ليس من أجلهم فقط، وإنما من أجل مجتمع كامل ومصلحة وطن هم فيه أطفال اليوم ومستقبل ورجال ونساء الغد.