بسمة عبدالله


لا أقصد هنا الكتابة الإبداعية التي تقودنا إلى تأليف الكتب والروايات أو كتابة الشعر والخواطر التي بالتأكيد تحتاج إلى موهبة ودراسة، ولكني أقصد نوعاً آخر من الكتابة أتمنى أن نلتفت إليه ونمارسه في حياتنا اليومية إنها الكتابة العلاجية الاستشفائية.

نبقى بشراً نشعر أحياناً بالحزن والكآبة وتنتابنا مشاعر اليأس والإحباط التي تُخيم على نفوسنا وتأبى أن تفارقنا، ولا نرى في مقدورنا الكلام أو التعامل مع الآخرين أو التصريح بما في القلب من همّ وضيق حفاظا على جانب الخصوصية في حياتنا. فما هو الحل؟؟

لا أرى سوى شيء واحد متاح ومتوافر للجميع، ولا يكلفنا الأموال وفي الوقت نفسه ينتشلنا من براثن الألم والكسل، ويخلصنا من الضيق وينقلنا إلى الراحة النفسية والحيوية، إنها (الكتابة ) ولا شيء غير الكتابة.

الكتابة الحرة السهلة التي لا تخضع لقيود أو قواعد نحوية، يحكمها شيء واحد فقط، إنه الصدق مع النفس والبعد عن الزيف والمكاشفة الصادقة بتفريغ كل ما ينتابها من مشاعر عميقة وأحاسيس سلبية على الورق دون خجل أو مقاومة، لذلك أدعو كل من لم يجرب الكتابة أن يجربها في حياته حتى تصبح وسيلة علاجية واستشفائية إذا مارسها كل يوم وباستمرار وإليكم بعض النصائح:

- اختر مكاناً مناسباً وهادئاً للكتابة اليومية واحرص أن يكون بعيدا عن مصادر الضوضاء أو مشتتات التركيز؛ فالبيئة والمكان شيئان مهمان للكتابة.

- اختر موضوعاً واحداً «مشكلة» للكتابة وركز عليه.

- التركيز على تفريغ المشاعر والأحاسيس من ألم، وحزن، وغضب وإحباط وعدم تقيٍدها أو منعها من الانسيابية على الورق اكتب ما لا تستطيع البوح به أمام نفسك أو أمام الآخرين، وبكل حرية وعمق وليس فقط سرداً لأحداث مع الأخذ بالاعتبار أن ما ستكتبه لن يراه أحد سواك؛ فالكتابة وسيلة علاجية أنت الوحيد المعني بها وليس الآخرون، ولك مطلق الحرية في تمزيق الورقة بعد الانتهاء من الكتابة.

- اكتب بشكل طبيعي دون التقيد بالقواعد الإملائية أو الأساليب التعبيرية بأسلوبك البسيط حتى وإن امتلأ بالأخطاء فلن يراه أحد غيرك.

- اكتب ما يقارب 15 دقيقة كل يوم على الأقل واستمر دون انقطاع.

- علينا أن نتخذ من الكتابة طريقاً إلى المعالجة الذاتية، وأدعو المهتمين والمربين إلى اتخاذ الكتابة طريقة علاجية لحل الكثير من المشاكل التربوية لما لها من نتائج إيجابية.