يتألم أحد الآباء فيقول: أشعر بأن أبنائي غير راضين على الرغم من توفير جميع متطلباتهم المادية التي لم أحصل على ربعها في طفولتي، بذلت الغالي والنفيس من أجلهم لأوفر كل ما تحتاجه أسرتي. وغفل ذلك المسكين أن احتياجات أبنائه لا تقتصر على الأمور المادية مثل الطعام، السكن، المدرسة والترفيه، لا يمكن إنكار أهمية تلك الاحتياجات وبأن الحياة لا يمكن أن تستمر بدونها لكن سيظل هناك نقص كبير لابد من وجوده وهي الاحتياجات النفسية.
لدى أبنائنا العديد من الاحتياجات النفسية أهمها الحاجة إلى المحبة التي نعبر عنها له من خلال إخباره بأنه محبوب في أسرته والدعاء له وهو يسمعنا كذلك اللعب معه ومشاركته ألعابه يعد نوعًا من التعبير عن المحبة، الحاجة إلى الأمان ببناء جسر الثقة بين الابن والوالدين بأنهما بجانبه دوماً ولن يبتعد عنه مهما صار دون تهديده بأنهم سيتركونه فيما لو أخطأ أو يشترطون حبهم له بتصرف معين حتى عند الخروج من المنزل لابد من إخباره كي لا يقلق ويتكون لديه شعور الفقد لمن يحب، ولا يمكن إغفال أهمية الطمأنينة في العلاقة بين الأم والأب والرفق في التعامل معه والسماح له بالخطأ والتعلم من خطأه.
أما النقد المستمر والعبوس والتكشير في وجه الأبناء بحجة المزاج السيئ منافية تماماً لإشباع حاجة الأبناء للقبول، فمن الضروري أن نتقبلهم ونعتبر بوجودهم لتلبية حاجة الاعتبار من خلال السماح لهم بتقديم الاقتراحات والحوار والمناقشة وتقدير آرائهم ومنحهم الفرصة حتى لو كان يشوبها الخطأ فدورنا هو التوجيه وليس منع الخطأ، فكلما منحنا أبناءنا الفرصة في عمر مبكر للاختيار والقرار زادت لديهم القيمة الذاتية والثقة بالنفس. والحاجة إلى المدح من الاحتياجات الأساسية التي تنمي الجانب الإيجابي لدى أبنائنا ليتشبع لديهم شعور الاعتزاز بأنفسهم مما يشجعهم على بذل المزيد من المحاولات لإظهار أنفسهم بصورة أفضل.
إذا قصر أحد الوالدين في أحد هذه الجوانب النفسية ستظهر العديد من السلوكيات السلبية بسبب الخلل والاضطراب الداخلي الذي يجعله يقوم بسلوكيات غير مبررة مثل القلق الزائد والتبول اللاإرادي وقد يقضم أظافره، قد يلجأ الابن للعناد وضرب أخوته وكل ما سبق عبارة عن أعراض يعبر من خلالها عن وجود نقص لديه ويحتاج إلى إشباعه. وهنا لابد من وقفة مع الذات للتعامل مع تلك المشكلات والبحث عن أسبابها من ثم علاجها فالمربي الإيجابي هو الذي يتعامل مع السلوكيات الخاطئة من خلال البحث عن أسبابها والحوار والمناقشة لكل من يهمه الأمر من أفراد الأسرة.
همسة أس:
كلما أشبعت ابنك عاطفياً جعلت منه شخصاً "عينه مليانة" مستقراً نفسياً، مرتاح البال لا يفر بعينه هنا وهناك، فإذا رأى الخير والنعمة حمد وشكر... تكون عينه كالنحلة لا تقع إلا على كل شيء جميل منك وإن شعر بالنقص أعانك ووقف معك وساندك في ضعفك وتعبك، "العين المليانة" هي نعمة عظيمة تضمن لك النوم على فراشك وأنت قرير العين.
عائشة البوعينين – مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري
@AISHAALBUAINAIN
{{ article.visit_count }}
لدى أبنائنا العديد من الاحتياجات النفسية أهمها الحاجة إلى المحبة التي نعبر عنها له من خلال إخباره بأنه محبوب في أسرته والدعاء له وهو يسمعنا كذلك اللعب معه ومشاركته ألعابه يعد نوعًا من التعبير عن المحبة، الحاجة إلى الأمان ببناء جسر الثقة بين الابن والوالدين بأنهما بجانبه دوماً ولن يبتعد عنه مهما صار دون تهديده بأنهم سيتركونه فيما لو أخطأ أو يشترطون حبهم له بتصرف معين حتى عند الخروج من المنزل لابد من إخباره كي لا يقلق ويتكون لديه شعور الفقد لمن يحب، ولا يمكن إغفال أهمية الطمأنينة في العلاقة بين الأم والأب والرفق في التعامل معه والسماح له بالخطأ والتعلم من خطأه.
أما النقد المستمر والعبوس والتكشير في وجه الأبناء بحجة المزاج السيئ منافية تماماً لإشباع حاجة الأبناء للقبول، فمن الضروري أن نتقبلهم ونعتبر بوجودهم لتلبية حاجة الاعتبار من خلال السماح لهم بتقديم الاقتراحات والحوار والمناقشة وتقدير آرائهم ومنحهم الفرصة حتى لو كان يشوبها الخطأ فدورنا هو التوجيه وليس منع الخطأ، فكلما منحنا أبناءنا الفرصة في عمر مبكر للاختيار والقرار زادت لديهم القيمة الذاتية والثقة بالنفس. والحاجة إلى المدح من الاحتياجات الأساسية التي تنمي الجانب الإيجابي لدى أبنائنا ليتشبع لديهم شعور الاعتزاز بأنفسهم مما يشجعهم على بذل المزيد من المحاولات لإظهار أنفسهم بصورة أفضل.
إذا قصر أحد الوالدين في أحد هذه الجوانب النفسية ستظهر العديد من السلوكيات السلبية بسبب الخلل والاضطراب الداخلي الذي يجعله يقوم بسلوكيات غير مبررة مثل القلق الزائد والتبول اللاإرادي وقد يقضم أظافره، قد يلجأ الابن للعناد وضرب أخوته وكل ما سبق عبارة عن أعراض يعبر من خلالها عن وجود نقص لديه ويحتاج إلى إشباعه. وهنا لابد من وقفة مع الذات للتعامل مع تلك المشكلات والبحث عن أسبابها من ثم علاجها فالمربي الإيجابي هو الذي يتعامل مع السلوكيات الخاطئة من خلال البحث عن أسبابها والحوار والمناقشة لكل من يهمه الأمر من أفراد الأسرة.
همسة أس:
كلما أشبعت ابنك عاطفياً جعلت منه شخصاً "عينه مليانة" مستقراً نفسياً، مرتاح البال لا يفر بعينه هنا وهناك، فإذا رأى الخير والنعمة حمد وشكر... تكون عينه كالنحلة لا تقع إلا على كل شيء جميل منك وإن شعر بالنقص أعانك ووقف معك وساندك في ضعفك وتعبك، "العين المليانة" هي نعمة عظيمة تضمن لك النوم على فراشك وأنت قرير العين.
عائشة البوعينين – مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري
@AISHAALBUAINAIN