عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش - أخصائي سعادة ومرشد أسري
«عمرك ما راح تتعلم من أخطائك»، عبارة يسمعها الابن من والديه فيشعر أنه مفقود الأمل فيه على الرغم من أنهما على حق، فالابن يكرر أخطاءه دون عمد منه ويحاول دائماً تفادي الوقوع في الخطأ.
وبدلاً من أن يساعده والداه يحرجانه بنقده أمام الأقارب مما يشكل ضغطاً نفسياً عليه فبدل من أن يصلح نفسه يتحول لشخص يحقر من ذاته ويصر على الخطأ من باب العناد.
قبل أن ننتقد الابن بطريقة سلبية بالإشارة إلى سلوكه والتركيز على عيوبه وأخطائه لابد أن نحدد هدفنا من هذا الكلام، هل هو بهدف الانتقاد فقط أم بهدف التوجيه والتصحيح، فإذا أردنا التصحيح لابد من تعديل الأسلوب ومراعاة المشاعر وتوظيف العقل والمنطق.
من المؤسف أن نرى في مجتمعنا الكثير من الأبناء الذين فقدوا الثقة بأنفسهم بسبب كثرة الانتقاد فيشعرون بالخجل ومع مرور الوقت يشعرون وكأنهم أشخاص فاشلون مرفوضين في المجتمع، فالابن عندما توجه له رسالة على نحو خاطئ يترجمها بمعنى الكره والرفض له ولشخصه وكلما كبر ينسحب عن المجتمع فيخاف حتى من التعبير عن عواطفه فيقوم بالعناد ويتصرف التصرفات السيئة.
من أفضل التقنيات التربوية المستخدمة في نقد الآخرين وطلب تغيير السلوك هي تقنية الشطيرة، فلنتخيل أننا نعد شطيرة برجر لأبنائنا حيث تتكون من أربعة أجزاء «قطعتين للخبز وشريحة الجبن وقطعة البرجر» فتكون قطع الخبز كمقدمة ونهاية للحديث معه فنبدأ كلامنا معه من خلال التأكيد له بأننا نحبه ونتقبله ونختم حديثنا بذلك أيضاً. أما شريحة الجبن فهي تلك السلوكيات السيئة التي تحتاج إلى تعديل وقطعة البرجر هي الحلول المقترحة لتعديل السلوك، وبهذا الأسلوب وجهنا الابن دون أن نشعره بالنقص أو التقليل من شأنه.
فعلى سبيل المثال، إذا كان الابن يعاني ضعفاً في اللغة العربية عوضاً عن القول له: «أنت لا فائدة منك، نخبره بأننا نتقبل مستواه ودرجاته لكننا نستطيع مساعدته من خلال معرفة ما يضعف مستواه ودعمه بدروس إضافية، واحرص دائماً على البحث عن إيجابيات ابنك فكلما ركزت عليها كبرت وتحسنت».
همسة أس
افصل السلوك السيئ عن شخصية ابنك واحرص على توضيح السلوك البديل الذي ترغب أن يقوم به ابنك من خلال التقبل وفتح باب الحوار والنقاش.