سماهر سيف اليزل
الخمول وآلام الجسم أعراض لكبت المشاعر.. أكدت اختصاصية العلاج النفسي في مركز حماية الطفل رجاء العجمي، أنه، تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية للفرد والاهتمام بها حتى وصوله للشعور بالراحة والرضا والأمان النفسي في الحياة، لا بد من تدعيم الرعاية النفسية الذاتية من خلال دفع كُل ما من شأنه أن يتسبب في الأذى النفسي الجسدي والوقاية من المسببات المتعددة للاعتلال النفسي وهي كثيرة ومن بينها مشكلة الكبت النفسي.وأضافت أن كبت المشاعر طريق يؤدي إلى المشاكل النفسية، حيث إن جميع الناس قد يتعرضون للضغط والألم النفسي من فترة لأخرى بسبب الظروف المحيطة بجميع أنواعها الاجتماعية والعاطفية والأسرية وخبرات الطفولة المؤلمة مثل الاعتداءات والفقد.ودعت إلى معرفة كيفية التعامل مع هذه الضغوط لتجنب الإصابة بالمشاكل النفسية ومن أهمها الكبت النفسي بأنواعه، حيث يبدأ من كتمان مشاعر مؤلمة في وقتها بعدم التعبير المناسب عنها، ما يؤدي إلى تراكمها إلى أن يتفاقم الأمر لأعلى مستوياته إذا لم يُعالج بالفترة نفسها.وبينت أنه، لمقاومة الكبت ودفعه، يجب مراقبة الأفكار وعنونتها لمعرفة سببها والتعامل معها تعاملا صحيحا، والتعبير بشكل واضح عن المشاعر فإذا كان الشعور مثلا بالحزن فإن التعامل السليم معه يكون بالبكاء أو التعبير اللفظي أو الكتابي أو التفريغ النفسي لشخص قريب وموثوق «المشاعر السلبية»، وإذا كان الشعور بالإنجاز والنجاح وتحقيق هدف ما فالتعامل يكون بالفرح والسعادة ومشاركتها مع المقربين «المشاعر الإيجابية».ولمقاومة الكبت يجب إدراك المشاعر الداخلية مثل الغضب والإحباط وعدم الرضا وتفريغها بشكل سليم لعدم كبتها وتوجيهها نحو من هم الأقرب بطريقة مؤذية، وهنا السؤال لماذا الأقرب؟ لأن طبيعة الناس أن يشعروا بالأريحية النفسية للمقربين جدا كالعائلة والأصدقاء الملازمين لهم معظم الوقت فيكون المجال مفتوحا للتفريغ وتفجير مشاعر الكبت مما يؤدي إلى المشاحنات النفسية، إلى جانب السعي بالتعاون الاجتماعي، فهذا من شأنه التخفيف عن مشاعر الكبت بأنواعه، فالتعبير عن النفس وعن المشاعر والتدريب عليها ذاتيا يزيد الوعي العاطفي.وحول أعراض كبت المشاعر أشارت إلى أنها تشمل تبلد المشاعر وعدم التعاطي مع المواقف الكبيرة بينما يكون أحياناً انفجاراً نفسياً في أمور صغيرة جداً، وكذلك المزاجية والحساسية المزعجة التي تنفر المحيطين بالشخص، والإنكار التام للمشاعر وعدم الإفصاح عنها، والاحتقان النفسي الداخلي وعدم البوح، والنوم الزائد أو الإفراط في مشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو لقمع المشاعر داخلياً، وإسقاط المشاعر الدفينة على الآخرين وهو ما يسمى بالإسقاط النفسي، وأعراض جسدية كالخمول وآلام في الجسم وفقدان الشهية أو الشراهة في الأكل.وفي ما يتعلق بكيفية التعامل مع المشاعر السلبية بينت أنه يجب عدم الهروب من مواجهة المشاعر والتعامل معها بشكل صحيح، وإدارة المشاعر والتسليم بأن المشاعر أياً كان نوعها عابرة وليست ثابتة، والتخلص من الأفكار السلبية بتدريب النفس، والسيطرة على المشاعر بعدم إصدار أحكام مسبقة لمعرفة حقيقة الموقف أولا، والابتعاد عن جلد الذات ولوم النفس، والفضفضة الذاتية مع النفس.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90