قالت باحث اجتماعي أول بمركز حماية الطفل في وزارة التنمية الاجتماعية شيخة محمد أحمد العبد أن هناك مبادئ وأساليب للتربية الصحيحة في التعامل الإيجابي مع الأبناء من شأنها أن تبني علاقة متينة بين الأبناء والوالدين، وأشارت إلى ضرورة اتباع الوالدين لهذه المبادئ والأساليب وتتضمن:

• الاحترام والتقدير من قبل الوالدين للأبناء حيث يجب عليهم احتواؤهم عاطفياً، والتقرب منهم، والاستماع إليهم، ويعزز هذا الاحترام والتقدير للأبناء مبادرة الأبناء لمصارحة والديهم عندما يتعرضون للقلق والخوف في حال تعرضهم لأي مشكلة، أو مساعدتهم على ما يحدث لهم في حياتهم اليومية، كما يعلم الأبناء كيفية التعامل مع الآخرين.

• توفير بيئة آمنة للأبناء خالية من المشاحنات بين أفراد الأسرة.

• التعامل مع المشكلات، ووضع الحلول المناسبة لها، وتجنب تطورها، لكيلا تؤثر في الأبناء.

• تجنب التدليل الزائد، أو استخدام الشدة في التعامل مع الأبناء، حيث يؤثر ذلك على بناء شخصية الطفل، وتصرفاته، وسلوكاته، في محيط الأسرة وخارجها.

• استخدام أسلوب العقاب والثواب مع الأبناء، كاستخدام أسلوب العقاب المعتدل مع الأبناء لتعديل سلوكهم، مثال: عندما يقوم الأبناء بتوسيخ المكان، يتم معاقبتهم بتنظيفه، وفي حالة استخدام أسلوب الثواب، يتم مكافأة الأبناء بهدايا رمزية، أو كلمات تشجيعية.

• إبعاد الأبناء عن المشاكل والخلافات الواقعة في محيط الأسرة، وتجنب إقحامهم فيها، وتقديم الرعاية والاهتمام الكافي لهم.

وأشارت إلى أن هناك بعض الأخطاء التي يرتكبها الوالدان في التعامل مع الأبناء، والتي تؤثر في الحالة النفسية للأبناء، لذا يجب على الوالدين مراعاة القرارات التي يتخذونها وتتعلق بتربية الأبناء وذلك من خلال:

• عدم محاولة إصلاح المشاكل: اعتقاد الوالدين أن وجود بعض المشكلات بينهم وبين أبنائهم ولا يُمكن حلها، حيث يتحملون فترة طويلة من الإحباط نتيجة التعايش مع تلك المشاكل، إلا أن معظم المشكلات التي تواجه الوالدين يمكن حلها وتغييرها أو إصلاحها، من خلال التعلم من الكتب والمواقع الإلكترونية، واللجوء إلى مكاتب الإرشاد الأسري، أو اللجوء إلى بعض الأشخاص لطلب المساعدة بحل تلك المشاكل.

• عدم التغيير في أساليب التربية: إنّ عدم تغيير بعض أساليب التربوية القديمة يمثل مشكلة كبيرة، حيث يعتقد بعض الآباء أن الضرب شكل فعال من أشكال التأديب، لكن استخدامه لا يكون حلا للمشكلات.

• عدم الاستماع للأبناء: يحتاج الأبناء للتعبير عن مشاعرهم وعواطفهم، إلا أن بعض الوالدين لا يدركان، ولا يتحملان تلك المسؤولية، حيث لا يهتمان، ويُعد هذا من الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها الوالدان في تربية الأبناء، إذ يُعد الاستماع جزءاً أساسياً من جعل الأطفال يشعرون بالتقدير والاهتمام بهم من قبل الوالدين.

• مقارنة الأبناء بالأشخاص الآخرين: على المدى الطويل تؤثر المقارنة على الأبناء، ومثال على ذلك عندما يبدأ الطفل حياته المدرسية مثلًا، وتُقارَن درجاته مع درجات زملائه بالصف، حيث إن ملاحظة ومقارنة درجاته مع زملائه لن يُغير في الواقع، بل على العكس سيؤثر في ثقته بنفسه وعلى أدائه، ومن المُستحسن الجلوس مع الأبناء ومعرفة سبب عدم مقدرتهم على الأداء الجيد في المدرسة.

• العلاقة بين الوالدين والأبناء: إن عدم اتباع الأساليب الإيجابية على نحو جيد في تربية الأبناء كالانضباط والقيم الأخلاقية يعتبر من الأخطاء، حيث إن العلاقة بين الوالدين والأبناء هي علاقة شراكة، وأي إهمال من قبل الوالدين يؤثر في سلوكيات وتصرفات الأبناء.

وحول الآثار النفسية، والاجتماعية على الأبناء بسبب الأخطاء التربوية التي يرتكبها الوالدان، بينت أنها تشمل:

• انعدام الاستقرار النفسي للطفل، حيث يجب تجنب استخدام الترهيب والتخويف والتهديد في تربية الأبناء، وتوفير بيئة آمنة لهم، خالية من المشاكل والخلافات.

• انعدام الاعتمادية والمسؤولية لدى الطفل بسبب الدلال الزائد من الوالدين أو الإهمال المتواصل للطفل الذي يجعله غير قادرا على تحمل المسؤولية ومواجهة ضغوطات الحياة.

• انعدام الثقة بالنفس، بسبب عدم التركيز من قبل الوالدين على تعزيز ثقة الأبناء من خلال تشجيع الطفل بالابتعاد عن التصرفات غير اللائقة، والتركيز على إيجابيات السلوك الجيد الذي يساعد على بناء شخصية الأبناء.

• عدم السيطرة على سلوك الطفل.

• عدم القدرة على مواجهة المواقف التي يواجهها الطفل في أمور حياته اليومية.

• عدم القدرة على اتخاذ القرار.

وبينت أن هناك قواعد يجب أن يتبعها الوالدان في التعامل مع الأبناء تشمل:

• إظهار الحب للأبناء: الاهتمام والاحتواء العاطفي من قبل الوالدين.

• الاستماع للأبناء عندما يتحدثون: فهذا يشعرهم بالاهتمام والإصغاء من قبل والديهم في أمر متعلق بهم.

• توفير النظام في حياة الأبناء: وذلك من خلال المحافظة على جدول منتظم للوجبات، وأوقات النوم، وكافة الأنشطة اليومية، وإذا كان لا بد من تغيير ذلك، فيجب إخبار الأبناء بالتغييرات.

• مدح الأبناء: يجب على الوالدين استخدام أسلوب المدح للأبناء عندما يقومون بعمل يعود عليهم بالمنفعة، ويصب في مصلحتهم، ويساعدهم على بناء مستقبلهم.

• انتقاد السلوك وليس الأبناء: عندما يخطئ الطفل مثلاً لا تقل له لقد كنت سيئاً، عوضا عن ذلك، اشرح له الخطأ الذي فعله، على سبيل المثال، قل له الجري في الشارع دون النظر إلى الجانبين ليس آمناً، ثم قل للطفل ما يجب عليه فعله؛ عوضا عن ذلك انظر أولاً في كلا الاتجاهين للسيارات قبل قطع الشارع.

• المرونة في التعامل مع الأبناء: يجب على الوالدين اتباع الأسلوب نفسه في التربية حتى لا يتم تشتيت الطفل.

• قضاء بعض الوقت مع الأبناء: عن طريق مشاركة الأبناء بعض الأنشطة مثل القراءة، والمشي، واللعب، حيث إن أكثر ما يحتاجه الأبناء هو الانتباه، بل إن كثيراً من سلوك الأبناء السيء هو طريقة لجذب الانتباه إليهم.