زهراء حماد
معرفة الإنجليزية لا تأتي على حسابها
دفعت الحاجة لاكتساب اللغة الإنجليزية في جميع تعاملات الحياة من دراسة وعمل وغيرها، بعض الآباء إلى التركيز على اكتساب أبنائهم اللغة الإنجليزية كلغة أولى منذ الطفولة، الأمر الذي يصعب عليه تعلم اللغة العربية لاحقاً.
ويؤكد مختصون أن هذا الأمر بات أشبه بالظاهرة، وأوضحوا أن هذا الأمر غير مقبول البتة، وبينوا أن الحكمة من نزول القرآن الكريم باللغة العربية لا يعلمها إلا الله عز وجل، ولكن كل ما نعرفه والواضح والمعلوم أن اللغة العربية ثرية جداً ولها إمكانات هائلة، وخصوصاً بمعانيها ومصطلحاتها، إنها تحمل من المعاني ما لا يتخيل حصره.
وقالوا: أصبحت اللغة العربية عند البعض مندثرة بل وصل الأمر بهم إلى تأصيل اللغة الإنجليزية في تربية أطفالهم مند نعومة أظفارهم دون زرع اللغة الأم فيهم، فالطفل قد يصبح جاهلاً بلغته الأم واللغة القرآن الكريم الذي قد ينعكس على وازعه الديني عند البعض، ويفترض التأكيد على تأصليها وغرسها في نفوس أطفالنا.
وتابعوا: الواجب على كل إنسان عربي أن يحافظ على لغته العربية الأصيلة ويحرص على تربية أبنائه على التحدث باللغة العربية وتربية وتنشئة الأبناء على التحدث في اللغة العربية يساهم في المحافظة عليها، من خلال تشجيعهم على قراءة القصص المكتوبة باللغة العربية الفصحى، وتعليمهم أسلوب الحوار الدائم، والكتابة باللغة العربية في جميع أوقاتهم، فيساعد ذلك على جعلهم يقدرون قيمة لغتهم، وأهميتها وهو ما ينعكس تلقائياً على زرع القيم الدينية في نفوس الأبناء والمحافظة على قراءة القرآن وحفظه والمواظبة على التعاليم الإسلامية.
من هذا المنطلق يرى مدرس اللغة الإنجليزية أحمد السلامي أن اللغة الإنجليزية لها دور مهم في الحياة التعليمية وخصوصا في وقتنا الحالي فهي اللغة الأكثر استخداما للتواصل دوليا في مجال التعليم إلا أن هذا لا يعني أن اللغة الإنجليزية تضاهي اللغة العربية بل هي اللغة الأولى والأصيلة في مجتمعنا العربي المحافظ بعاداته وتقاليده التى لابد أن يحرص الآباء والأمهات على تأكيد أهميتها عند أبنائهم، واللغة الإنجليزية يمكن اكتسابها كلغة ثانية بصورة أسهل بكثير من اكتساب اللغة العربية لغةً ثانية.
وحيث ترى أمينة حبيب أم لطفلين في مدرسة خاصة، أنه من الضرورة غرس اللغة العربية لدى الأبناء كلغة أساسية لديهم، فإن اللغة العربية هي لغة القرآن التي اختارها الله عز وجل لما تملك من قوة بلاغية تعكس ذلك على اللسان المتحدث بها لما بها من إعجاز انهزم الغرب أمامها حتى يومنا هذا.
وقالت: لذا أدعو كل أم وأب إلى الحرص على التحدث مع أبنائهم باللغة العربية كلغة أساسية واعتبار اللغة الإنجليزية لغة ثانوية للتحصيل العلمي فقط دون إدخالها في الروتين اليومي.