بسمه عبدالله
سألوني ماذا أحب؟ قلتُ الجمال، الجمال بمعناه الشامل الكامل جمال الإنسان ابتداءً من جمال الروح، والعقل، والأخلاق، جمال الطبيعة وهي تحيط بنا بمساحاتها الخضراء وبمناظرها الخلابة السالبة للعقول والأنظار، ببحارها العميقة وأنهارها العذبة وجبالها الشاهقة وسمائها الزرقاء المرصعة بالنجوم المتلألئة وكأنها لوحه فنية غاية في الإتقان والإبداع الإلهي، فسبحان من خلق هذا الكون وأبدع في خلقه فجماله لا نهاية له «الذي أَحسَن كُل شيءٍ خَلقه».
لماذا يحب الإنسان الجمال؟
«إن الله جميلٌ يحب الجمال». لأن الله جميلٌ ويحب الجمال فتلك فطرة الله التي فطر الناس عليها.
كيف تصبح جميلاً؟
يخطأ البعض عندما يظن أن الجمال يقتصر على الشكل الخارجي فقط، فالجمال الخارجي يشكل نسبة بسيطة من مفهوم الجمال لأنه سيزول مع الأيام، فالجمال مفهوم أوسع وأشمل فهو يشمل الجمال الداخلي، فمن الناس من تجده جميل القلب، جميل الروح، جميل الوجه، جميل العقل، جميل الفكر، جميل الصوت، جميلٌ في هدوئه، جميل الكلام والمنطق، جميل الغضب حتى إذا ما غضب تجد اللطافة والحكمة في تصرفه وأفعاله، جميل الحب حتى إذا ما أحب تجده يُسعد من يحب، جميل الحضور، وإذا غاب جميلٌ في غيابه، جميل الوقار والاحترام، جميل الأخلاق. وكأن الجمال منه يستمد جماله، فالجمال فن لا يتقنه الجميع.
وقد أصاب الشاعر إيليا أبو ماضي عندما قال: «كن جميلاً ترى الوجود جميلاً».. يدعو الشاعر هذا الإنسان بأن يجعل الجمال عنصراً في نفسه يرى من خلاله الوجود، بل ويدعوه أن يرى في الألم والشقاء الذي يعيشه صوراً من الجمال حتى يستطيع أن يتعايش مع هذا الألم ويصبر عليه الصبر الجميل.
حب الجمال طبيعة بشرية، فالنفس السوية تعشق كل جميل وتبغض كل قبيح، تقترب من كل شيء يزيدها جمالاً وبهجة، وتبتعد عن كل ما يؤذيها ويقلل من جمالها. َونختم بمقوله شكسبير عن الجمال إذ يقول «الجمال إحساس عقلي وشعور وجداني». ومنه نفهم أن الجمال شيء نسبي تدركه العقول والقلوب.