محمد إسحاق

أشعر أني سأكون مهندساً ناجحاً، وربما أصبح طبيباً متخصصاً في العظام، ولا أرى نفسي إلا في هذه الوظائف المرموقة.

وهل بحثت وسألت عنها وعن طبيعة العمل قبل الاختيار حتى تقرر ذلك!!

استمعت لعدة حوارات مشابهة مع الطلبة حول المهن والوظائف التي يرغبون بممارستها مستقبلاً، وأجد أن الكثير من تلكم الأمنيات والأحلام مبنيّة على معلومات ناقصة ونظرة مغلوطة للوظائف والتخصصات.

فبعضٌ يختار مهناً معينة بناء على ما يُثار حولها من مميزات ورواتب عالية وساعات عمل قليلة بينما الأمر في الواقع خلاف ذلك، وكذلك بالنسبة إلى منزلة التخصص لدى المجتمع؛ فطالب الهندسة والطب في الغالب يُنظر إليهما نظرة خاصة بخلاف باقي التخصصات.

والأمر كله يرجع إلى الطالب وإلى قناعاته التي يحملها عن التخصصات، ولتصحيح ذلك لا بد من التعرف على التخصص قبل التفكير به عبر السؤال والاستفسار عنه والتعرف على طبيعة المواد الدراسية والمشاريع المطلوبة. كذلك لا بد من التعرف على طبيعة المهام والوظائف المتاحة والمميزات الوظيفية المُقدمة للعاملين في هذه التخصصات.

قد يسأل بعضٌ، وكيف لنا أن نحصل على تلك المعلومات؟ والجواب يكمن في سؤال الطلبة ممن يدرس هذا التخصص أو درسه من قبل للتعرف عليه من كثب، وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة وهي سؤال طلبة السنة الثالثة والرابعة أو الخريجين فقط باعتبار أنهم اجتازوا عدداً من مواد التخصص وتجاوزوا مرحلة المواد المشتركة في التخصص بخلاف طلاب السنوات الأولى.

أما بالنسبة إلى طبيعة الوظائف وسوق العمل فيمكن التعرف على ذلك من خلال البحث في الإنترنت والقراءة عن التخصصات، أو مشاهدة الفيديوهات التي تتكلم عن تلكم التخصصات عبر اليوتيوب، ومتابعة حسابات المتخصصين عبر وسائل التواصل ممن يتكلم عن تخصصه وتجربته الشخصية في العمل الوظيفي. كذلك يمكن سؤال العاملين في المجال سواء ممن تعرف أو حتى ممن لا تعرف وأنا على يقين أن الأغلبية سيقدمون لك المعلومة إذا سألتهم بالشكل المناسب.

يبقى سؤال أخير قبل أن تختار ذلك هو التأكد من مناسبة المجال لك أنت، ووجود رغبة حقيقة ودافع لاختيار التخصص وبالتالي العمل في الوظائف المتاحة لخريجين التخصص، ويمكن عمل اختبار «هولاند» للتفضيلات المهنية كأداة مساعدة لفهم الشخصية وفهم المجالات التي تتناسب معك.

وتتوافر عدة مواقع عبر الإنترنت تقدم هذا الاختبار والأفضل أن تقوم بتقديمه برفقة شخص متخصص في الإرشاد المهني ليساعدك على تفسير النتيجة بالشكل المناسب، وهي في النهاية مؤشر سيساعدك على اختيار المهنة الأنسب لك بإذن الله.