جميعنا نؤمن بالحكمة الشهيرة "من أمن العقوبة أساء الأدب"، التي تحث على ضرورة حسن التصرف في تنفيذ الأساليب الرادعة حيال السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الأبناء والقيام بتصرفات خارجة عن حدود الآداب وكيفية تقويمها، من دون المبالغة في أساليب العقاب تجنباً لتفاقم المشكلات وما تنتج عنه من ردود أفعال عكسية تؤثر سلباً على نفسية الأبناء.
إن لجوء الوالدين إلى العنف ضد الأبناء يحطم الكرامة بداخلهم ويشعرهم بالمهانة وعدم تقدير الذات، وهو ما يؤثر في ثقة الابن بنفسه وقدرته على الإنجاز، فضلاً عن تراجعه الدائم في اتخاذ أي قرار، أو مواجهة أي موقف، تجنباً لحدوث مشكلة أو خوفاً من الإيذاء، فينشأ الفتى عاجزاً عن إدارة حياته بجميع متطلباتها، كما أن مشاعره تظل حبيسةً بداخله طيلة عمره، وليس ذلك رغبة منه بل خوفاً ممن حوله، مما يسبب العديد من الأمراض النفسية مثل العزلة والانطواء وعدم الثقة في من حوله.
و تتعدد أشكال التعنيف الأسري، فقد يكون إحداها السيطرة وفرض الرأي على الأبناء بأسلوب حاد من دون نقاش وتفاهم ودي حتى يصل إلى مرحلة الكراهية والتعصب، وربما التمييز بين الأخ والأخت، وإنشاء المقارنات بين الابن المعنّف وبين سائر إخوته، وإيقاع اللوم على كونه لا يتمتع بما يتمتعون به من سمات أو مميزات، ما يولّد ذلك العدوانية والنفور منهم والشعور بالغيرة نحوهم.
وهناك صور عديدة ومواقف حياتية تدفع الأبوين إلى المعاقبة الوخيمة للأبناء ومثال على ذلك، عندما يتعثر أحدهم دراسياً ولا يحقق نتائج مرضية فلا سبيل غير التوبيخ والازدراء والمقارنات بينه وبين من أفضل منه، ما يولد ذلك في نفسه الإحباط والخيبة والنفور الشديد من الدراسة ونبذ محاولة الاجتهاد.
وحينما يرتكب طفلاً خطأ يجهله، فلم تكن عاقبة ذلك الخطأ سوى صفعة على وجهه أم لكمة على رأسه فينهار بكاءً من هول العقاب، وهذا ما رأيته أمامي يوماً ما في أحد المجمعات التجارية بالإمارات. وكان من أكثر المواقف انتابني رعباً عندما شاهدت رجلاً يتصارع بلكماته كالمصارعين في الحلبة معجاً بصراخه "وين كنتي؟.. وين رحتي؟"، فإذا هي بطفلته التي يبدو لم تتجاوز 6 أعوام، غارقة بالبكاء وسط اللكمات والصفعات المتوالية على وجهها البريء، ولم يكن ذنبها سوى أنها أضلت طريق أهلها ربما سهوا أو ربما جذبها منظر الألعاب فأنساها الالتحاق بأهلها أو ربما... أو ربما...
فإن عاقبة النهر والزجر والضرب المبرح كالصفعات واللكمات، بغرض التهذيب والتأديب لم ينتج عنه سوى أبناء لا ثقة بأنفسهم وتغدو بهم العدوانية في التعامل مع الآخرين وحب الانتقام، فضلاً عن الفشل الدراسي الناتج عن كراهية المدرسة، وكراهية المجتمع وتظل جروح الكلمات وآلام الصفعات عالقة في الذاكرة لا تُنسى.
فما أفضل الوسطية والاعتدال في اتباع أساليب التربية القيمة، فلا يجب التراخي مع الأبناء والتغافل عن أخطائهم لكي لا تفسد أخلاقهم إلى حد الانحراف، ولم تكن الشدة القاسية في استخدام التعنيف اللفظي والجسدي هي الحل الأمثل، بل الوسطية ما بين اللين والشدة في التعامل مع الأبناء، هي من أفضل الطرق التربوية في صلاح الأبناء وتقويمهم.
إن لجوء الوالدين إلى العنف ضد الأبناء يحطم الكرامة بداخلهم ويشعرهم بالمهانة وعدم تقدير الذات، وهو ما يؤثر في ثقة الابن بنفسه وقدرته على الإنجاز، فضلاً عن تراجعه الدائم في اتخاذ أي قرار، أو مواجهة أي موقف، تجنباً لحدوث مشكلة أو خوفاً من الإيذاء، فينشأ الفتى عاجزاً عن إدارة حياته بجميع متطلباتها، كما أن مشاعره تظل حبيسةً بداخله طيلة عمره، وليس ذلك رغبة منه بل خوفاً ممن حوله، مما يسبب العديد من الأمراض النفسية مثل العزلة والانطواء وعدم الثقة في من حوله.
و تتعدد أشكال التعنيف الأسري، فقد يكون إحداها السيطرة وفرض الرأي على الأبناء بأسلوب حاد من دون نقاش وتفاهم ودي حتى يصل إلى مرحلة الكراهية والتعصب، وربما التمييز بين الأخ والأخت، وإنشاء المقارنات بين الابن المعنّف وبين سائر إخوته، وإيقاع اللوم على كونه لا يتمتع بما يتمتعون به من سمات أو مميزات، ما يولّد ذلك العدوانية والنفور منهم والشعور بالغيرة نحوهم.
وهناك صور عديدة ومواقف حياتية تدفع الأبوين إلى المعاقبة الوخيمة للأبناء ومثال على ذلك، عندما يتعثر أحدهم دراسياً ولا يحقق نتائج مرضية فلا سبيل غير التوبيخ والازدراء والمقارنات بينه وبين من أفضل منه، ما يولد ذلك في نفسه الإحباط والخيبة والنفور الشديد من الدراسة ونبذ محاولة الاجتهاد.
وحينما يرتكب طفلاً خطأ يجهله، فلم تكن عاقبة ذلك الخطأ سوى صفعة على وجهه أم لكمة على رأسه فينهار بكاءً من هول العقاب، وهذا ما رأيته أمامي يوماً ما في أحد المجمعات التجارية بالإمارات. وكان من أكثر المواقف انتابني رعباً عندما شاهدت رجلاً يتصارع بلكماته كالمصارعين في الحلبة معجاً بصراخه "وين كنتي؟.. وين رحتي؟"، فإذا هي بطفلته التي يبدو لم تتجاوز 6 أعوام، غارقة بالبكاء وسط اللكمات والصفعات المتوالية على وجهها البريء، ولم يكن ذنبها سوى أنها أضلت طريق أهلها ربما سهوا أو ربما جذبها منظر الألعاب فأنساها الالتحاق بأهلها أو ربما... أو ربما...
فإن عاقبة النهر والزجر والضرب المبرح كالصفعات واللكمات، بغرض التهذيب والتأديب لم ينتج عنه سوى أبناء لا ثقة بأنفسهم وتغدو بهم العدوانية في التعامل مع الآخرين وحب الانتقام، فضلاً عن الفشل الدراسي الناتج عن كراهية المدرسة، وكراهية المجتمع وتظل جروح الكلمات وآلام الصفعات عالقة في الذاكرة لا تُنسى.
فما أفضل الوسطية والاعتدال في اتباع أساليب التربية القيمة، فلا يجب التراخي مع الأبناء والتغافل عن أخطائهم لكي لا تفسد أخلاقهم إلى حد الانحراف، ولم تكن الشدة القاسية في استخدام التعنيف اللفظي والجسدي هي الحل الأمثل، بل الوسطية ما بين اللين والشدة في التعامل مع الأبناء، هي من أفضل الطرق التربوية في صلاح الأبناء وتقويمهم.