رائد البصري
كثير من الناس يعتقد أن الدبلوماسية تعني السفراء ورجال السلك الدبلوماسي في الدولة، إلا أنه وحسب تعريفها تعني الشخص الذي يتصف بأسلوب حوار جميل وراقٍ يستطيع من خلاله الخروج من الأزمات والخلافات بسرعة وسهولة تامة، كما أنه يعبر دبلوماسيته بحيث يجد الحل الجذري للمشكلات التي يقع فيها.
وصفات الشخص الدبلوماسي كما حددها «هارولد نيكسون» هي المصداقية والرقة والهدوء والصبر والتواضع والأخلاق الطيبة، كذلك فإن للتعامل مع الناس يحتاج لشخصية دبلوماسية.
وإليك بعض صور الدبلوماسية مع الناس:
- تعامل مع الآخرين بدون تكلّف أو تملّق أو مجاملة، بل بكل أريحية.
- تقبّل الانتقاد من الآخرين. إن النقد شيء لابد أن تواجهه مهما كان مستواك العلمي أو الوظيفي أو الاجتماعي. لذلك يجب عليك أن تتآلف معه.
- لا تتسرع في الحكم على الآخرين وأعط مجالاً للتبرير، ومجالاً للتسامح، فكثيراً ما تكون الأمور خلاف ظواهرها.
- كن باسماً مع الآخرين واستخدم معهم الذوق في القول والفعل.
وهذا ما يؤكده خبراء علم النفس الإنسانية، أن الشخص الذي يبتسم كثيراً يكون له تأثير إيجابي في الآخرين وكسب ودهم واحترامهم، ولا تكن عبوساً دائماً، وكما ورد عن الرسول الأكرم فإن: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».
- احترم آراء الآخرين ولا تخبر إنساناً أنه مخطئ، ولكن أثبت له أنه مخطئ دون أن يشعر.
- التعلم المستمر: وفي هذا الصدد ورد أن الحسن والحسين مرّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن، فأخذا بالتنازع، يقول كل واحد منهما: أنت لا تحسن الوضوء، فقالا:
أيها الشيخ! كن حكماً بيننا يتوضأ كل واحد منا سوية، فتوضنا، ثم قالا: أيّنا يحسن؟: قال كلاكما تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن، وقد تعلم الآن منكما وأصلح أمرة على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما.. فما أروعها من دبلوماسية في فن التعليم.
- الاستماع الفعال: حاول أن تستمع للآخرين باهتمام وتركيز، فالاستماع الجيد هو بداية للتواصل الفعال والناجح مع الآخرين، وعندما تتقن هذه المهارة، ستجد حب الناس لك وأنهم مستمتعون بالجلوس معك.
- تجنّب الجدال العقيم غير المفيد مع الآخرين، ففي ذلك مضيعة للوقت، ويورث الضغينة والعداوة. «لا تجادل فيذهب بهاؤك ولا تمازح فيجترأ عليكم.. من أقول الأمام الحسن العسكري».
- بادر أولاً: «ابدأ الناس بالسلام دائماً، في وصايا لقمان أنه قال: «يا بني ابدأ الناس بالسلام والمصافحة قبل الكلام.
- كن صادق الحديث: قال النبي صلى الله عليه وآله «زينة الحديث الصدق». وتحدث مع الناس بكل لطف وتأنَّ وفكّر قبل أن تقول أي شيء قد تندم عليه فيما بعد.
- عامل الناس بأحب الأشياء التي تريد أن يعاملوك بها حتى يتأثروا بك وتكون لهم أعز الأحباب. ورد عن الإمام الحسن عليه السلام: «صاحب الناس مثل ما تحب أن يصاحبوك به».
- كن متطوعاً لتقديم المساعدة للناس دون أن تتنظر مقابلاً بهذه الكيفية، فأنت دبلوماسياً ونتيجة هذا العمل هو النجاح في الحياة، ونيل السعادة.