زينب العلوي
أبرز الأعراض تتمثل في نوبات غضب وانعزال وسمنة وتراجع بالمهارات

الألعاب الإلكترونية باتت الخيار المفضل لدى المراهقين من أجل تقضية أوقات فراغهم خصوصاً بعد انتشار النسخ المطورة منها وأجهزة الألعاب المنزلية المتقدمة، ما يجذب المراهقين بشكل أسرع، وهو ما بات يصنف ببعض الأحيان كحالات إدمان مرضية تتطلب التدخل، وفقاً لخبراء يقدمون نصائح حول طرق يمكن أن ننقذ أطفالنا من هذا الإدمان.

ورغم أن الألعاب الإلكترونية تم تصميمها للترفيه ولكن إلى جانب فوائدها الترفيهية تخفي هذه الألعاب مخاطر كبيرة وهنالك الكثير من الأهالي من تضرر أولادهم المراهقون من الألعاب الإلكترونية بشكل كبير.

وصنفت منظمة الصحة العالمية عام 2019 إدمان الألعاب الإلكترونية والفيديو مرضاً خطيراً ينبغي العلاج منه وذلك مع تعرض المزيد من الأطفال والمراهقين بشكل خاص وفي مختلف أرجاء العالم لهذا الخطر يومياً.

حيث يندمج الأطفال والمراهقون مع ألعاب الفيديو وتندمج كل حواسهم بالتالي مع هذا العالم الافتراضي ما يجعل إدراكهم بالوسط المحيط الفعلي أقل، ولهذا الاندماج تبعات خطيرة بحسب خبراء الصحة والصحة النفسية لما له من آثار إدمان، فهناك ما بين 3 إلى 4% من هؤلاء اللاعبين مدمنون تماماً على هذه الألعاب.

وفي مراجعة منهجية، تبين أن معدل الانتشار العالمي لاضطراب الألعاب يبلغ 3% وهذا يعني أنه يوجد نحو 60 مليون شخص أو أكثر يعانون من الاضطراب أو الإدمان المرتبط بالألعاب الإلكترونية.

كما أنه في عصرنا الرقمي يتم تصميم الألعاب كي تكون جذابة لجمهور كبير وواسع متعدد الاهتمامات، بحيث تعمل بشكل مشابه للمخدرات التي تسبب الإدمان، إذ تسبب ألعاب الفيديو إفراز الدوبامين وهو الهرمون الذي يسبب المتعة على قدم المساواة مع «الأمفيتامين»، وهي مخدرات تستخدم عادة تحت الإشراف الطبي إذ لها تداعيات خطيرة على الصحة كفقدان القدرة المعرفية والحرمان من النوم والإدمان.

والشبه هنا هو أن هذه الأعراض المذكورة جميعاً تعد أعراض ممارسة ألعاب الفيديو لفترات طويلة من الوقت، لذا يؤكد الكاتب وجود حالات أكثر تطرفاً بعد حين يتم تحفيز هؤلاء الأطفال والمراهقين ودفعهم بسبب التوتر والغضب وفقدان الروابط الاجتماعية لمهاجمة الآخرين.

تقول فاتنة رضا إن الألعاب الإلكترونية كانت تؤثر سلباً على ابنتها بحيث إنها انعزلت عن العائلة وأصبح أكثر وقتها على الألعاب الإلكترونية، ولفترة طويلة أهملت ابنتها دراستها وهواياتها التي كانت تقوم بها قبل أن تدخل عالم الألعاب الإلكترونية.

من جهتها، توضح زينب الشيخ أنها واجهت الكثير من الصعوبات مع أولادها المراهقين وذلك بسبب وصولهم لمرحلة الإدمان لهذه الألعاب حيث إنهم يقضون ساعات طويلة جداً على هذه الألعاب دون الإحساس بالوقت، إضافة لنوبات من العصبية إثر لعبهم ألعاب محتواها عنيف وغير مناسب لعمرهم.

أما سارة إبراهيم فتقول إنها بعد مراقبة سلوك ابنتها قبل وبعد الألعاب الإلكترونية استطاعت أن ترى تغيراً جذرياً لتصرفاتها حيث إنها قبل الألعاب كانت أكثر نشاطاً وحركة ولكن بعد الألعاب كانت أكثر كسلاً وأقل تركيزاً وأيضاً كانت أقل تواصلاً مع الناس وذلك بسبب قلة تواصلها مع الأشخاص واندماجها بشكل كامل مع الألعاب الإلكترونية التي تعطيها كل وقتها.

حمد الخان الاستشاري الأسري تحدث أيضاً حول الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية المتعلقة بكثرة استخدام هذه الألعاب ويكمن السبب الرئيس وراء هذه المخاطر الإدمان لهذه الألعاب والتي تجعل المراهق يبتعد عن الجميع، إضافة إلى كثرة الجلوس أمام الأجهزة مما يسبب سمنة مفرطة، فالآثار السلبية كثيرة إذا تم الوصول إلى مرحلة الإدمان ويجب تجنب هذه المرحلة.

وتقدم الخان بنصائح إلى الأهالي لتجنب هذه المخاطر عبر التركيز على ملء فراغ أولادهم بالأنشطة المفيدة والألعاب المفيدة فهذا يجعل المراهق يتعود على ذلك ويفضل هذه الأنشطة أكثر من لعب الألعاب الإلكترونية ولحل مشكلة المراهقين المحبين لهذه الألعاب يجب بجانب ملء فراغهم تحديد أوقات لاستخدامهم للأجهزة واللعب.