سماهر سيف اليزل
التواصل الفعّال وتعزيز الاستقلالية من حلول مواجهة المشكلة

أكد الخبير والاستشاري بالتربية الخاصة أسامة مدبولي، أن العناد يُعدّ سلوكا شائعاً لدى الأطفال، لكنّه قد يكون أكثر وضوحاً لدى بعض الأشخاص من ذوي متلازمة داون، موضحاً أن أبرز أسباب العناد لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون هي الحاجة إلى التحكم؛ حيث إن لأشخاص من ذوي متلازمة داون قد يظهرون سلوك العناد كوسيلة للحصول على السيطرة على بيئتهم والقرارات التي تؤثر عليهم.

وأضاف أنه، إضافة إلى صعوبات في التواصل، حيث يكون العناد وسيلة للتعبير عن الإحباط؛ بسبب عدم القدرة على التواصل بشكل فعّال. فقد يُواجه الأشخاص من ذوي متلازمة داون صعوبة في التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم بشكل واضح، ما قد يدفعهم إلى استخدام السلوك العنيد لجذب الانتباه أو تحقيق ما يريدون. ومن أسباب العناد أيضاً، وفقاً لمدبولي، الرغبة في الاستقلالية، قد يُظهر بعض الأشخاص من ذوي متلازمة داون عنادًا كوسيلة للتأكيد على استقلاليتهم ورغبتهم في التحكم في حياتهم، بالإضافة إلى الحالات الصحية، فقد ترتبط بعض الحالات الصحية، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، بزيادة سلوكيات العناد.

وفيما يخص أفضل الحلول للتعامل مع العناد قال مدبولي إن من أفضل الحلول التفهم والتواصل، من خلال:

- الاستماع الفعال: تفهم مشاعر الشخص ومحاولة فهم السبب وراء العناد.

- التواصل البصري: استخدام لغة الجسد والإشارات البصرية لتسهيل التواصل.

- التواصل الفعّال: استخدم لغة واضحة ومباشرة عند التواصل مع الشخص، وتأكد من أنه يفهم ما تقصده.

الأسئلة المفتوحة: طرح أسئلة تساعد على فهم ما يشعر به الشخص وماذا يحتاج.

- الروتين اليومي: الحفاظ على روتين يومي ثابت يمكن أن يساعد على تقليل الشعور بعدم الأمان.

التحضير للتغييرات: تحضير الشخص مسبقاً لأي تغييرات في الروتين بإعطائه إشعارات مسبقة.

تقديم الخيارات: منح الشخص الفرصة لاختيار بين خيارات محدودة يمكن أن يقلل من العناد.

- تعزيز الاستقلالية: تشجيع الشخص على اتخاذ القرارات الصغيرة التي تعزز الشعور بالتحكم.

- المكافآت والثناء: تقديم الثناء والمكافآت عند الامتثال للسلوك المرغوب فيه.

- التشجيع المستمر: تحفيز الشخص على التعاون من خلال التشجيع والكلمات الإيجابية.

- إدارة التوتر والإجهاد:
- الراحة والتهدئة: التأكد من أن الشخص يحصل على فترات راحة كافية لتجنب التعب والإجهاد.

- النشاط البدني: تشجيع الأنشطة البدنية التي تساعد على تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية.

- التدريب والدعم:
- التدخل السلوكي: الاستفادة من برامج التدخل السلوكي التي تساعد على تعديل السلوكيات العنيدة.

- الدعم العائلي: توفير الدعم للأسر لتعلم تقنيات التعامل مع العناد بفعالية.

كما نصح بتذكر أن العناد هو جزء من التحديات التي يواجهها الأشخاص من ذوي متلازمة داون، وأن التفهم والصبر يلعبان دورًا كبيرًا في التعامل معه.

- المرونة: كن مرناً في التعامل مع الشخص، وحاول تكييف استراتيجياتك بناءً على ما يناسبه.

المساعدة المهنية: لا تتردد في طلب المساعدة من مختصين في التربية الخاصة لتقديم النصائح والإرشادات المناسبة.

- الحفاظ على الهدوء: من المهم الحفاظ على الهدوء والصبر عند التعامل مع سلوكيات العناد.

- فهم الدافع: حاول فهم السبب وراء سلوك العناد، هل هو بسبب صعوبة التعبير أو الرغبة في الاستقلالية أو أي سبب آخر؟

- تحديد السلوكيات المقبولة: حدد بوضوح السلوكيات المقبولة وغير المقبولة واشرحها للابن باستفاضة، وكن متسقًا في تطبيق قواعدك.

- التعزيز الإيجابي: شجّع السلوكيات الجيدة بكلمات الثناء والمكافآت.

- التجاهل: تجاهل السلوكيات العنيدة التي لا تُهدد سلامتك أو سلامة الآخرين.

- الحرمان من حافز: حدد عواقب منطقية للسلوكيات العنيدة، مثل حرمان الشخص من حافز أو امتياز أو نشاط يحبه.

- تقديم الدعم: قدّم الدعم للشخص لتعلم كيفية التعبير عن احتياجاته ورغباته بطرق إيجابية.

يجب تجنب العقاب الجسدي أو الصراخ أو الإهانات عند التعامل مع سلوكيات العناد، لأنّ ذلك قد يُفاقم المشكلة.

من المهم العمل مع الشخص من ذوي متلازمة داون لبناء علاقة ثقة واحترام متبادل.

يجب مراعاة الاختلافات الفردية بين الأشخاص من ذوي متلازمة داون، فما قد ينجح مع شخص ما قد لا ينجح مع شخص آخر.

الصبر والمثابرة هما مفتاح النجاح في التعامل مع سلوكيات العناد لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون.

وخلص مدبولي إلى أنه باستخدام هذه الحلول والنصائح، يمكن تحسين التفاعل مع الأشخاص من ذوي متلازمة داون وتقليل السلوك العنيد بشكل فعّال.