علي حسين

أثرت جائحة كورونا (كوفيد19) في عاداتنا وسلوكياتنا اليومية، ولكن اتفق البعض بأن أكثر الأمور التي تغيرت في حياتنا في هذه الفترة كانت إيجابية إذ قال البعض إن الجلوس في المنزل جعلنا نتقرب إلى الله تعالى وإلى قراءة القرآن، إضافة إلى التفرغ للمهارات وصقلها، وبين البعض بأن التأثير انعكس ذلك على المجتمع أجمع وساهم في ارتفاع حس المسؤولية.

أكدت الشابة فاطمة علي بأن تأثير كورونا (كوفيد19) كان إيجابياً بفضل توطيد العلاقات داخل الأسرة الواحدة وقالت: أثر فيروس كورونا (كوفيد19) على الأفراد والمجتمعات لا يقتصر فقط على الصعيد الصحي أو الاقتصادي أو غيرهما؛ بل شمل أيضاً المجتمع والأفراد من خلال التأثير على عاداتهم وأطباعهم. فقد أثر فيروس كورونا (كوفيد19) على الأفراد إيجاباً وسلباً مما انعكس ذلك على المجتمع أجمع. ومن التأثير الإيجابي له أنه وطد العلاقات أكثر بين بعض الأفراد وزاد من التقارب الأسري نظراً لمجالستهم مع بعضهم لفترات أطول من المعتاد. كما قرب القلوب من الله وكثر من التفكر فيه جل وعلا. وأيضاً صقل الكثير من المهارات وغرس أخرى جديدة من خلال الممارسة والاكتشاف وخوض تجارب وتحديات جديدة.

وتضيف فاطمة: أما التأثير السلبي لفيروس كورونا (كوفيد19) فيتمثل في "الحجر والتباعد الاجتماعي" حيث خلق الله الإنسان كائناً اجتماعياً بفطرته إذ أن بقاءه وحده بعيداً عن الآخرين يسبب أضراراً نفسية وصحية وغيرها. ومبالغة البعض في خوفهم من الفيروس تتسبب في مشكلات على الصعيدين الشخصي والاجتماعي وقد يفكك العلاقات. كما يتأثر الأفراد جميعاً بالمشكلات الاقتصادية على وجه الخصوص والتي تحد من الدخل المعيشي المعتاد وينعكس ذلك على سلوكياتهم وأطباعهم. بالإضافة إلى أنه لم تعد هناك تجمعات للأهل والأصحاب والأحبة وهذا صعب جداً خصوصاً للأسر البحرينية المتآلفة قلوبها دائماً ولا غنى لها عن هذا الاجتماع بملء الحب!

ومن جهتها بينت الشابة زينب جميل بان التقرب إلى الله تعالى وقراءة القرآن من إيجابيات الجلوس في المنزل بسبب كورونا إذ قالت: أدى انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) والحجر الصحي إلى تغيير وتيرة العادات اليومية والمعيشية والسلوكيات، ومنها سلوكيات إيجابية وجديدة لم نتطرق لها في حياتنا من ذي قبل حيث تعتبر هذه الفترة كاستراحة محارب للجميع، أصبح لدى الجميع وقتاً أكثر لقضائه مع الأسرة وممارسة الهوايات المدفونة والمركونة لسنين طوال بسبب الانخراط في مشاغل الحياة، فأنا شخصياً لم يكن لدي الوقت الكافي للاستمتاع وممارسة هواياتي حيث أغلب الوقت قبل هذه الجائحة يقضى في الدراسة الجامعية ومتطلباتها، ولكن بعد قرار الدراسة عن بعد أصبح لدي الوقت الكافي لممارسة الرياضة اليومية وتحسين نمط حياتي إلى حياة صحية والطبخ مع والدتي حيث أصبح هذا الطقس ممتعاً حيث نتشارك لطبخ أكلة شهية جديدة ولذيذة ونتطلع يومياً إلى وصفة جديدة معاً.

وتبين زينب: كما إن التقرب إلى الله تعالى وقراءة القرآن بشكل منتظم ويومي والجلوس مع الأسرة والتواصل معهم أكثر مما مضى من السلوكيات الإيجابية الأساسية التي أدت إليها هذه الجائحة، وأصبحت الضغوط النفسية واليومية أقل، والاستكنان بالنفس والذات والنوم بشكل أطول وأفضل حيث أصبح الهدوء يعم أرجاء البيوت، ومعظم الناس تحاول استغلال هذه الفترة في تطوير نفسها والنهوض بذاتها حيث تحاول تعلم أشياء جديدة وتغير حياتها للأفضل حتى يعود ذلك عليها بنتائج إيجابية بعد انقضاء هذه الجائحة إن شاء الله فهذه الفترة بمثابة صحوة للنفس، كما أيضاً ارتفع حس المسؤولية والاعتماد على النفس عند جميع أفراد المجتمع وأصبح كل فرد منا يأخذ بعين الاعتبار نظافته الشخصية وغسل الأيدي بشكل مستمر حفاظاً على نفسه وأهله من أي أضرار. ورغم التباعد الاجتماعي الذي فرضته هذه الجائحة وافتقادنا للأهل والأصدقاء، مازال التواصل مستمر عن طريق مكالمة الفيديو التي تعوض فقدانهم وتواجدهم حتى ولو بالقليل حيث نستعيد ذكريات تلك الأيام الجميلة ونتبادل أطراف الحديث عن مواضيع شتى وكيف يقضي كل منا وقته.

ومن جانبها وضحت شيماء شاكر بأن هناك العديد من الإيجابيات ولكن السلبيات قد تؤثر مستقبلاً إذ قالت: كورونا غيرت فينا الكثير من الأشياء منها الأمور السلبية وبعض الأمور الإيجابية، ومن الإيجابيات التي طغت على السلبيات وهي الاهتمام أكثر بمواهبنا وطاقاتنا المدفونة ومثال على ذالك وكوني أحب الرسم ولدي الموهبة الكافية، أصبحت أتفنن فيها وأمارسها وأنميها يومياً، على خلاف السابق وبسبب ضغوطات الحياة والدراسة التي شغلتنا عن مواهبنا. وأضافت: بالإضافة إلى أني أصبحت مهتمة أكثر بالقراءة فهي من هواياتي المفضلة ولدي شغف كبير للقراءة وإضافةً على ذلك الاهتمام بالجانب الصحي أكثر وأكثر من خلال ممارسة الرياضة، وفي نظري استفاد العديد من الناس من جلوسهم في المنزل وذلك بفتح مشاريعهم المنزلي الخاصة والتسوق لها على برامج التواصل الاجتماعي، ومن جانب ‏الأمور السلبية أرى أن الأطفال أصبحوا منشغلين أكثر الوقت بهواتفهم ولعب ألعاب الفيديو مما قد يسبب في تراجع مستوى الاهتمام بالجانب التعليمي.