في الحقيقة لا نستطيع أن نجيب بنعم، لعدم إجراء دراسات على الحمل لدى الإنسان، بسبب القوانين الإنسانية التي تحرم إجراء الدراسات على الإنسان وأن المعلومات المتوفرة حول استخدام الدواء أثناء الحمل عند الإنسان جاءت من تقارير من هنا وهناك من العالم عند استخدام الحامل للأدوية لحالات مرضية استدعت الضرورة لاستخدامها، أو بناء على السجل الطبي للحامل، لأن الدراسات المحكمة والمضبوطة لا يمكن إجراءها على الحامل لنرى ما إذا كان الدواء يؤذي الجنين أم لا، إن المعلومات التي نحصل عليها فيما يتعلق بتسبب الأدوية بالتشوهات الجنينينة أو الحاق أذى بالجنين أو في مراحل الطفولة، جاءت من الدراسات التي تجرى على حيوانات التجارب.
هناك اتفاق بين الباحثين بأن نتائج التجارب على الحيوانات لا يمكن الاعتماد عليها وتطبيقها في اختيار الأدوية أثناء الحمل لدى الإنسان، للأسباب التالية:
1 – الاختلاف في النواحي التشريحية: فأنثى الإنسان لديها مشيمة واحدة، بينما الأرانب والجرذان لهما مشيمتان.
2 – الاختلافات الإيضية بين الصغار والكبار في مختلف أجناس الحيوانات: لا يوجد نوع من الحيوانات يشابه الإنسان في التعامل مع الدواء والمواد الكيميائية من حيث امتصاصها وتوزيعها واستقلابها وطرحها، كما يوجد اختلاف بين آليات نقل المواد الكيميائية عبر المشيمة من جنس إلى آخر فقد وجد بأن هناك أدوية يكون تركيزها عالٍ جداً في أجنية بعض أنواع من الحيوانات، مقارنة لنفس الدواء في حيوانات أخرى.
3-هناك اختلاف واضح بين استجابة أجسام الأجناس المختلفة لإحداث تشوهات جنينية، فقد تم ملاحظة أدوية لا تسبب تشوهات في حيوانات التجارب، لكنها أحدثت مآسي إنسانية عند الإنسان، وخير مثال هو دواء ثاليدومايد.
اختيار الدواء الأنسب أثناء الحمل وطرق تقليل خطورته على الجنين: هناك مواصفات محددة لأي دواء يعطى للام الحامل اعتماداً على خصائص الدواء الفيزوكيميائية وعوامل تتعلق بفسولوجيا الأم والتغيرات التي تحصل لها أثناء فترة الحمل، وعوامل أخرى متعددة، ونذكر مواصفات بالغة الأهمية يجب أخذها بعين الاعتبار:
1 - يجب أن يكون الدواء غير مشمول بالأدوية ضمن قائمة الأدوية الممنوعة class X.
2 – يجب الابتعاد عن الأدوية حديثة العهد، لعدم توفر معلومات كافية مقارنة بتلك الأدوية المستخدمة منذ زمن طويل.
3 - يجب أن يكون ارتباطه ببروتينات دم الأم عالياً حتى نضمن أن الجزء الحر من الدواء أقل ما يمكن وهذا الجزء هو الذي يصل إلى الجنين.
4 - اختر الدواء الأفل ذوباناً في الدهون، كي لا يصل إلى الجنين بتراكيز عالية.
5 - يجب أن يكون الدواء حامضياً، لأن الأدوية الحامضية تكون متأينة في وسط دم الأم القاعدي ومن المعروف بأن الأدوية المتأينة تكون قليلة الذوبان في الدهون وبالتالي لا تعبر بسهولة حواجز المشيمة إلى الجنين.
6 - بالنسبة للأدوية الذوابة في الماء يجب أن يكون أوزانها أكبر من 600 لصعوبة مرورها خلال الثقوب الموجدة بين الحواجز البيولوجية للمشيمة.
7 - يجب على الدواء أن لا يكون قابضاً للعضلات الملساء أو لشرايين الدم حتى لا يصاب الجنين بأعراض نقص الأكسحين أو قلة التغذية، ولذلك لا ينصح بإعطاء الأم الحامل أدوية الزكام على سبيل المثال.
* عضو جمعية
أصدقاء الصحة
د. عمر سليمان
{{ article.visit_count }}
هناك اتفاق بين الباحثين بأن نتائج التجارب على الحيوانات لا يمكن الاعتماد عليها وتطبيقها في اختيار الأدوية أثناء الحمل لدى الإنسان، للأسباب التالية:
1 – الاختلاف في النواحي التشريحية: فأنثى الإنسان لديها مشيمة واحدة، بينما الأرانب والجرذان لهما مشيمتان.
2 – الاختلافات الإيضية بين الصغار والكبار في مختلف أجناس الحيوانات: لا يوجد نوع من الحيوانات يشابه الإنسان في التعامل مع الدواء والمواد الكيميائية من حيث امتصاصها وتوزيعها واستقلابها وطرحها، كما يوجد اختلاف بين آليات نقل المواد الكيميائية عبر المشيمة من جنس إلى آخر فقد وجد بأن هناك أدوية يكون تركيزها عالٍ جداً في أجنية بعض أنواع من الحيوانات، مقارنة لنفس الدواء في حيوانات أخرى.
3-هناك اختلاف واضح بين استجابة أجسام الأجناس المختلفة لإحداث تشوهات جنينية، فقد تم ملاحظة أدوية لا تسبب تشوهات في حيوانات التجارب، لكنها أحدثت مآسي إنسانية عند الإنسان، وخير مثال هو دواء ثاليدومايد.
اختيار الدواء الأنسب أثناء الحمل وطرق تقليل خطورته على الجنين: هناك مواصفات محددة لأي دواء يعطى للام الحامل اعتماداً على خصائص الدواء الفيزوكيميائية وعوامل تتعلق بفسولوجيا الأم والتغيرات التي تحصل لها أثناء فترة الحمل، وعوامل أخرى متعددة، ونذكر مواصفات بالغة الأهمية يجب أخذها بعين الاعتبار:
1 - يجب أن يكون الدواء غير مشمول بالأدوية ضمن قائمة الأدوية الممنوعة class X.
2 – يجب الابتعاد عن الأدوية حديثة العهد، لعدم توفر معلومات كافية مقارنة بتلك الأدوية المستخدمة منذ زمن طويل.
3 - يجب أن يكون ارتباطه ببروتينات دم الأم عالياً حتى نضمن أن الجزء الحر من الدواء أقل ما يمكن وهذا الجزء هو الذي يصل إلى الجنين.
4 - اختر الدواء الأفل ذوباناً في الدهون، كي لا يصل إلى الجنين بتراكيز عالية.
5 - يجب أن يكون الدواء حامضياً، لأن الأدوية الحامضية تكون متأينة في وسط دم الأم القاعدي ومن المعروف بأن الأدوية المتأينة تكون قليلة الذوبان في الدهون وبالتالي لا تعبر بسهولة حواجز المشيمة إلى الجنين.
6 - بالنسبة للأدوية الذوابة في الماء يجب أن يكون أوزانها أكبر من 600 لصعوبة مرورها خلال الثقوب الموجدة بين الحواجز البيولوجية للمشيمة.
7 - يجب على الدواء أن لا يكون قابضاً للعضلات الملساء أو لشرايين الدم حتى لا يصاب الجنين بأعراض نقص الأكسحين أو قلة التغذية، ولذلك لا ينصح بإعطاء الأم الحامل أدوية الزكام على سبيل المثال.
* عضو جمعية
أصدقاء الصحة
د. عمر سليمان