هدى عبدالحميد
"يجد الآباء أنفسهم مع أبنائهم في معادلة صعبة: بين قضاء أبنائهم وقتاً طويلاً على شاشات الأجهزة الذكية وبين حرمانهم من الإنترنت وهذا يشكل تحدياً كبيراً في الوقت الذي يقضيه الأبناء في المنزل في ظل هذه الجائحة والتي لا يستطيع أحد التكهن بوقت انتهائها، مما يشكل لدى الآباء مخاوف على صحة أبنائهم النفسية والصحية".. هذا ما أشارت إليه أ.عصمت حماد المتدربة والعضوة في برنامج "كن حراً" التابع لجمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية نتيجة تواصل الآباء مع المركز.
وقالت يجب أن ننبه أبناءنا بأن هناك لصوصاً يسرقون المعلومات، وهؤلاء من أخطر أنواع اللصوص وأشد أنواع السرقات ضرراً، لأن امتلاكهم لهذه المعلومات قد يجعلهم يستخدمونها في إيذاء الآخر وقد تؤدي إلى الضغط على من يمتلكون معلوماته وابتزازه لعمل أمورٍ غير جيدة ومؤذيه لنفسه وللآخرين، وأن يقوم بأمورٍ تخالف مبادئه وأخلاقه وقيمه، والتي تجعله يشعر بالخجل مدى حياته ولا يستطيع التخلص من تبعاتها بسهولة جاء ذلك في حوار هذا نصه:
س: ما هي الآثار المترتبة على تواجد الأبناء لفترات طويلة على الأجهزة الذكية؟
هناك آثار كثيرة ومن أهمها:
• يتعرض الأبناء للعزلة والانطواء جراء جلوسهم لفترات طويلة أمام شاشات الأجهزة الذكية أو كثرة تصفحهم للهاتف المحمول تجعلهم أشخاصا غير اجتماعيين يميلون للعزلة حتى في وقت تواجد أفراد معهم، ويعيشون أجواء الوحدة والانطواء، كما قد يتم تعرضهم للابتزاز والمضايقة، عبر المحتويات العدوانية والمزعجة التي يتم إرسالها إليهم عبر غرف الدردشة، وعبر الرسائل الخاصة التي تصلهم على حساباتهم الخاصة وتجعلهم يشعرون بالخوف.
• فقدان الثقة بالنفس واحدة من أهم الآثار المترتبة على إدمان الأبناء على الإنترنت وإضعاف شخصيتهم، كما قد يعرضهم للتعرف على الكثير من الأفكار المغلوطة والثقافات التي لا تتوافق مع قيم ومبادئ مجتمعاتنا المحافظة.
• تغيير السلوك: يؤثر الإنترنت على سلوك الأبناء تأثيراً سلبياً لأسباب مختلفة، وخاصة عند ممارسته للألعاب التي تتسم بطابع العنف، كما قد يتعرضون لمشاهدة بعض المواد الإباحية مما سيؤثر سلباً على شخصيتهم وطريقة تفكيرهم.
س: إذا كان لوجود الأبناء على شبكات التواصل الاجتماعي أضراراً كبيرة، فما هي المهارات التي يجب أن يكتسبها الأبناء لحماية أنفسهم أثناء تجوالهم على فضاء الإنترنت؟
يمتلك بعض الأطفال والمراهقين أجهزةً ذكية كالهواتف وأجهزة الآيباد وغيرها. ومع أن هذه الأجهزة تسهل بعض الأمور وتساعد في التواصل مع الآخرين وتربطنا بالعالم وتفتح لنا آفاقاً واسعة، إلا أنها في ذات الوقت تحتاج لمهارات يستطيع الأبناء امتلاكها، وكل ما يحتاجونه منا كآباء هو أن نركز على قدرتهم في التعامل مع هذه الأجهزة ونعلمهم مهارات تستدعي ذكاءهم وأن القرار بيدهم فيما ما يقومون به حين يتعاملون مع الأجهزة الذكية، لكي يبقوا آمنين ولا يتم ابتزازهم أو إيذاؤهم بأي شكل من الأشكال، فكما أن هذه الأجهزة لها جوانب إيجابية، فإن لها مخاطر عديدة يمكن تجنب أكثرها بالتعامل الذكي معها. فمن اهم المهارات التي يجب أن يتعرف عليها الأبناء هي:
من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار عندما كآباء أن أبناءنا أن لوضع صورهم الشخصية معايير عليهم أن يلتزموا بها فالصور من أكثر الأمور التي من الممكن أن يتضرر منها الأطفال والمراهقون وفي نفس الوقت من أكثر الأمور التي يتساهلون فيها لاعتقادهم بأنها لن تصل ليد من لا يريدون أن تصل إليه، وهذا اعتقاد غير صحيح، فقد يرسل طفل أو مراهق صورته بلباس غير لائق أو غير مناسب وهو لا ينوي نشر الصورة ولكن فقط إرسالها لقريب أو صديق، وما إن يتم إرسال الصورة على الإنترنت حتى تكون خارج السيطرة ومن الممكن الحصول عليها من أطراف أخرى، فمن الذكاء أن تفترض أن ما ترسله ليس بمأمن من الوصول لأيدي أشخاص يستخدمونها للإضرار بك.
الاحتفاظ بمعلوماته الشخصية:
• علينا كآباء أن نقوم بتعليم أبنائنا الأطفال والمراهقين الاحتفاظ بمعلوماتهم الشخصية فالمعلومات على الإنترنت تكون متاحة للجميع، والبعض يستطيع الوصول إليها دون بذل أي جهد، لذا علينا أن نعلمهم التعامل مع معلوماتهم الشخصية بشكل يعكس ذكائهم وقدرتهم على تقدير الأمور بشكل لا يسمح لأحد باستخدام معلوماتهم لأغراض تؤذيهم. ومن الأمثلة على ذلك، الرمز السري لحساباتهم الشخصية كحساب "الفيس بوك" أو "التوتر" أو "الإنستغرام و"السناب شات" أو أي حساب آخر خاص بهم وحدهم ويجب عليهم ألا يتداولنه حتى بين أقربائهم وأصدقائهم المقربين منهم، فالأصدقاء أحياناً يمزحون مع بعضهم العض بشكل غير مناسب مما يترتب عليه إرسال صور أو كتابة تعليق على صوره معينة تتسبب في إيذائهم.
وأيضاً نعلمهم كآباء أن لا يقوموا بإعطاء أحد عنوان سكنهم وأرقام هواتفهم ومعلومات أخرى عن العائلة لمن لا يعرفونهم. ونذكرهم مثلما هناك لصوص وسرقات في الحياة يسرقون الأموال والمجوهرات والحاجيات، ومثلما هناك لصوص يسرقون الأفكار والاختراعات، هناك أيضاً لصوص يسرقون المعلومات، وهؤلاء من أخطر أنواع اللصوص وأشد أنواع السرقات ضرراً، لأن امتلاكهم لهذه المعلومات قد تجعلهم يستخدمونها في أمور كثيرة أساسها إيذاء الآخر والتي قد تؤدي أحياناً إلى الضغط على من يمتلكون معلوماته وابتزازه لعمل أمورٍ غير جيدة ومؤذيه لنفسه وللآخرين، وأن يقوم بأمورٍ تخالف مبادئه وأخلاقه وقيمه، والتي تجعله يشعر بالخجل مدى حياته ولا يستطيع التخلص من تبعاتها بسهولة. فكن ذكياً ولا تجعل لأي أحد مدخلاً لمعلوماتك.
فيمكننا أن نمنحهم الثقة بأن نقول لهم: (لأنكم أذكياء.... عليكم إخبارنا في حال......
• إذا شعرتم بأنكم متورطون في مشكلة.
• إذا كان أحد يحاول استفزازكم.
• إذا كنتم تشعرون بالخوف أو الإرباك.
• إذا كان هناك من يحاول ابتزازكم والضغط عليكم لفعل شيء ما.
• إذا تمت سرقة معلومات منكم.
• إذا حاول صديق لك أو زميل أو من لا تعرفونه التشهير بكم وإرسال شائعات عنكم وتشويه سمعتكم.
• إذا كنتم في حيرة ولست متأكدين ما هو التصرف الأفضل.
فنحن هنا وجدنا لحمايتكم ومساندتكم، فعلينا أن نكون السند لأبنائنا ونعزز ثقتهم بنا فنحن بجانبهم دائما وسنبذل ما بوسعنا لحمايتهم من أي أذى يتعرضون له وسنساندهم في اتخاذ قرارات حكيمة للتخلص من أي تحد أو مشكلة قد يتعرضون لها على الإنترنت.
س: ما هو البديل لإشغال وقت فراغ أبنائنا على شبكات التواصل الاجتماعي في هذه الظروف الراهنة وماهو واجبنا اتجاههم؟
أصبحت الأجهزة الذكية واقعا نتعايش معه وخصوصاً بعد جائحة كورونا وبات التواصل الاجتماعي غير محبذ وأصبح فضاء الإنترنت هو المنصة الجيدة للتواصل الاجتماعي، بل هو الوسيلة الوحيدة الدارجة في هذا الوقت الراهن وصار التعليم عن بعد هو الحل الأسلم للحفاظ على صحة الأبناء. لذا من الأفضل أن نجد بدائل جيدة تساهم في تقليل وقت تواجدهم على منصات التواصل الاجتماعي وخلق علاقة وطيدة بيننا وبينهم كأبناء، فيمكننا تخصيص أوقات للقيام بأعمال متنوعة كالفن وقراءة القصص الممتعة والمفيدة وأيضا القيام بممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة المناسبة لسنهم وقدرتهم، وأيضاً مشاركتهم في الألعاب الفكرية المناسبة لمرحلتهم العمرية، كما يمكننا الاستفادة من تجارب الآخرين والاطلاع عليها لنزيد من رصيدنا التربوي ونبدأ من حيث انتهى الآخرون. ويمكننا أيضاً إعطاءهم مهام يكونون قادرين على إنجازها كتشجعهم على ترتيب غرفتهم أو وضع ألعابهم بعد الانتهاء منها في مكانها الصحيح، وأخذ رأيهم في بعض الأمور الخاصة بأفراد الأسرة مثلاً كاختيار وجبة العشاء وغيرها من الأمور البسيطة التي تشعرهم بأهميتهم كأفراد في الأسرة وأيضاً تشغل وقت فراغهم مما يقلل من رغبتهم وتواجدهم على الأجهزة الذكية.
س: كيف يمكن الحد من مشكلة الإدمان على الإنترنت؟
مما يساهم ويساعدنا كآباء للحد من هذه المشكلة وضع قوانين تلتزم الأسرة في تطبيقها في كافة مجالاتها، فالقوانين تساعد في ضبط الأمور وتعديلها ووضعها في نصابها الصحيح، فقد يفتقد الكثير من الأبناء لمعرفة الحدود السليمة لسلوكياتهم وتصرفاتهم اليومية ويقد يقومون أحياناً بتصرفات غير مناسبة بقصد المرح والمتعة أو بسبب عدم تقيمهم لتبعات هذه السلوكيات مما يدفعهم ذلك لتقليد أقرناهم وأصدقائهم في كل ما يقومون به من تصرفات إيجابية كانت أم سلبية، فدور القوانين هو أن يعرف الأبناء ما هو مسموح وما هو ممنوع من السلوكيات والممارسات التي تقومهم تجعل منهم أشخاص ملتزمين ومدركين لتبعات الأمور التي يقومون بها وتساعدهم أيضاً في التفكير بشكل صحيح مما يجعلهم يتخذون قرارات صحيحة.
وعلينا كآباء إشراكهم في بعض القوانين التي من الممكن أن تحد من التصادم بيننا وبينهم فحينما نريد وضع قانون لجلوس الأبناء على "الأجهزة الذكية"علينا أولاً وضع تصور معين ومن ثم عرضة على الأبناء لأخذ رأيهم حتى لا يكون هذا القانون فرض عليهم بل وضع بالتعاون معهم. فيمكننا أخذ رأيهم مثلاً ما هو الوقت الذي تفضلونه لاستخدام الأجهزة الذكية في يوم الإجازة الرسمية؟ فهذا سيسهل من عملية إشراكهم في وضع القانون والالتزام به ويقلل من حدة التوتر فيما بيننا وبينهم. ويساهم أيضاً في وصولهم لخيار مناسب للطرفين. والتزامهم بالقانون يساهم أيضا في تقليل خطر الذي يريد الآباء حمايتهم منه.
س: لو كان أبناؤنا ضحية التنمر الإلكتروني ماذا نفعل لمساعدتهم؟
من الجيد أن نراعي كآباء بعض النقاط المهمة لحماية أبنائنا من التنمر الإلكتروني بأن نعزز فيهم النقاط التالية: نذكرهم بعدم وضع نقاط ضعفهم على الملأ. مثلا يخبرون أحداً بمخاوفهم أوما يقلقهم، أو التصريح بخصوصياتهم لاحد يمكن استغلالهم وابتزازهم.
ونؤكد عليهم بأن يأخذوا الحيطة والحذر وتفعيل الجوانب الأمنية في تطبيقاتهم بشكل كامل في حساباتهم الشخصية وأن لا يجعلونها متاحة للجميع. فجميع شبكات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وغيرها تتمتع بخاصية تعزز من الخصوصية وتمنحهم حماية أكبر من أن يخترق الآخرون حساباتهم أو يستغلون معلوماتهم الشخصية بشكل يضر بهم.
كما يجب علينا أخبارهم بأن احترام خصوصياتهم من الأولويات التي يجب عليهم مراعاتها على الأجهزة الذكية فلا يقومون بمشاركة تفاصيل حياتهم وتحركاتهم مع الآخرين، فقد تبدوا لهم هذه الأمور تافهة وبسيطة ولا أحد يهتم بها، ولكنها في الحقيقة تعطي للمتنمرين إلكترونياً فرصة لإيذائهم، فهي بالنسبة لهم معلومات مهمة عن نمط حياتهم، ويستطيعون من خلالها اكتشاف مواقع ضعفهم واستخدامها في الوقت المناسب ضدهم.
{{ article.visit_count }}
"يجد الآباء أنفسهم مع أبنائهم في معادلة صعبة: بين قضاء أبنائهم وقتاً طويلاً على شاشات الأجهزة الذكية وبين حرمانهم من الإنترنت وهذا يشكل تحدياً كبيراً في الوقت الذي يقضيه الأبناء في المنزل في ظل هذه الجائحة والتي لا يستطيع أحد التكهن بوقت انتهائها، مما يشكل لدى الآباء مخاوف على صحة أبنائهم النفسية والصحية".. هذا ما أشارت إليه أ.عصمت حماد المتدربة والعضوة في برنامج "كن حراً" التابع لجمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية نتيجة تواصل الآباء مع المركز.
وقالت يجب أن ننبه أبناءنا بأن هناك لصوصاً يسرقون المعلومات، وهؤلاء من أخطر أنواع اللصوص وأشد أنواع السرقات ضرراً، لأن امتلاكهم لهذه المعلومات قد يجعلهم يستخدمونها في إيذاء الآخر وقد تؤدي إلى الضغط على من يمتلكون معلوماته وابتزازه لعمل أمورٍ غير جيدة ومؤذيه لنفسه وللآخرين، وأن يقوم بأمورٍ تخالف مبادئه وأخلاقه وقيمه، والتي تجعله يشعر بالخجل مدى حياته ولا يستطيع التخلص من تبعاتها بسهولة جاء ذلك في حوار هذا نصه:
س: ما هي الآثار المترتبة على تواجد الأبناء لفترات طويلة على الأجهزة الذكية؟
هناك آثار كثيرة ومن أهمها:
• يتعرض الأبناء للعزلة والانطواء جراء جلوسهم لفترات طويلة أمام شاشات الأجهزة الذكية أو كثرة تصفحهم للهاتف المحمول تجعلهم أشخاصا غير اجتماعيين يميلون للعزلة حتى في وقت تواجد أفراد معهم، ويعيشون أجواء الوحدة والانطواء، كما قد يتم تعرضهم للابتزاز والمضايقة، عبر المحتويات العدوانية والمزعجة التي يتم إرسالها إليهم عبر غرف الدردشة، وعبر الرسائل الخاصة التي تصلهم على حساباتهم الخاصة وتجعلهم يشعرون بالخوف.
• فقدان الثقة بالنفس واحدة من أهم الآثار المترتبة على إدمان الأبناء على الإنترنت وإضعاف شخصيتهم، كما قد يعرضهم للتعرف على الكثير من الأفكار المغلوطة والثقافات التي لا تتوافق مع قيم ومبادئ مجتمعاتنا المحافظة.
• تغيير السلوك: يؤثر الإنترنت على سلوك الأبناء تأثيراً سلبياً لأسباب مختلفة، وخاصة عند ممارسته للألعاب التي تتسم بطابع العنف، كما قد يتعرضون لمشاهدة بعض المواد الإباحية مما سيؤثر سلباً على شخصيتهم وطريقة تفكيرهم.
س: إذا كان لوجود الأبناء على شبكات التواصل الاجتماعي أضراراً كبيرة، فما هي المهارات التي يجب أن يكتسبها الأبناء لحماية أنفسهم أثناء تجوالهم على فضاء الإنترنت؟
يمتلك بعض الأطفال والمراهقين أجهزةً ذكية كالهواتف وأجهزة الآيباد وغيرها. ومع أن هذه الأجهزة تسهل بعض الأمور وتساعد في التواصل مع الآخرين وتربطنا بالعالم وتفتح لنا آفاقاً واسعة، إلا أنها في ذات الوقت تحتاج لمهارات يستطيع الأبناء امتلاكها، وكل ما يحتاجونه منا كآباء هو أن نركز على قدرتهم في التعامل مع هذه الأجهزة ونعلمهم مهارات تستدعي ذكاءهم وأن القرار بيدهم فيما ما يقومون به حين يتعاملون مع الأجهزة الذكية، لكي يبقوا آمنين ولا يتم ابتزازهم أو إيذاؤهم بأي شكل من الأشكال، فكما أن هذه الأجهزة لها جوانب إيجابية، فإن لها مخاطر عديدة يمكن تجنب أكثرها بالتعامل الذكي معها. فمن اهم المهارات التي يجب أن يتعرف عليها الأبناء هي:
من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار عندما كآباء أن أبناءنا أن لوضع صورهم الشخصية معايير عليهم أن يلتزموا بها فالصور من أكثر الأمور التي من الممكن أن يتضرر منها الأطفال والمراهقون وفي نفس الوقت من أكثر الأمور التي يتساهلون فيها لاعتقادهم بأنها لن تصل ليد من لا يريدون أن تصل إليه، وهذا اعتقاد غير صحيح، فقد يرسل طفل أو مراهق صورته بلباس غير لائق أو غير مناسب وهو لا ينوي نشر الصورة ولكن فقط إرسالها لقريب أو صديق، وما إن يتم إرسال الصورة على الإنترنت حتى تكون خارج السيطرة ومن الممكن الحصول عليها من أطراف أخرى، فمن الذكاء أن تفترض أن ما ترسله ليس بمأمن من الوصول لأيدي أشخاص يستخدمونها للإضرار بك.
الاحتفاظ بمعلوماته الشخصية:
• علينا كآباء أن نقوم بتعليم أبنائنا الأطفال والمراهقين الاحتفاظ بمعلوماتهم الشخصية فالمعلومات على الإنترنت تكون متاحة للجميع، والبعض يستطيع الوصول إليها دون بذل أي جهد، لذا علينا أن نعلمهم التعامل مع معلوماتهم الشخصية بشكل يعكس ذكائهم وقدرتهم على تقدير الأمور بشكل لا يسمح لأحد باستخدام معلوماتهم لأغراض تؤذيهم. ومن الأمثلة على ذلك، الرمز السري لحساباتهم الشخصية كحساب "الفيس بوك" أو "التوتر" أو "الإنستغرام و"السناب شات" أو أي حساب آخر خاص بهم وحدهم ويجب عليهم ألا يتداولنه حتى بين أقربائهم وأصدقائهم المقربين منهم، فالأصدقاء أحياناً يمزحون مع بعضهم العض بشكل غير مناسب مما يترتب عليه إرسال صور أو كتابة تعليق على صوره معينة تتسبب في إيذائهم.
وأيضاً نعلمهم كآباء أن لا يقوموا بإعطاء أحد عنوان سكنهم وأرقام هواتفهم ومعلومات أخرى عن العائلة لمن لا يعرفونهم. ونذكرهم مثلما هناك لصوص وسرقات في الحياة يسرقون الأموال والمجوهرات والحاجيات، ومثلما هناك لصوص يسرقون الأفكار والاختراعات، هناك أيضاً لصوص يسرقون المعلومات، وهؤلاء من أخطر أنواع اللصوص وأشد أنواع السرقات ضرراً، لأن امتلاكهم لهذه المعلومات قد تجعلهم يستخدمونها في أمور كثيرة أساسها إيذاء الآخر والتي قد تؤدي أحياناً إلى الضغط على من يمتلكون معلوماته وابتزازه لعمل أمورٍ غير جيدة ومؤذيه لنفسه وللآخرين، وأن يقوم بأمورٍ تخالف مبادئه وأخلاقه وقيمه، والتي تجعله يشعر بالخجل مدى حياته ولا يستطيع التخلص من تبعاتها بسهولة. فكن ذكياً ولا تجعل لأي أحد مدخلاً لمعلوماتك.
فيمكننا أن نمنحهم الثقة بأن نقول لهم: (لأنكم أذكياء.... عليكم إخبارنا في حال......
• إذا شعرتم بأنكم متورطون في مشكلة.
• إذا كان أحد يحاول استفزازكم.
• إذا كنتم تشعرون بالخوف أو الإرباك.
• إذا كان هناك من يحاول ابتزازكم والضغط عليكم لفعل شيء ما.
• إذا تمت سرقة معلومات منكم.
• إذا حاول صديق لك أو زميل أو من لا تعرفونه التشهير بكم وإرسال شائعات عنكم وتشويه سمعتكم.
• إذا كنتم في حيرة ولست متأكدين ما هو التصرف الأفضل.
فنحن هنا وجدنا لحمايتكم ومساندتكم، فعلينا أن نكون السند لأبنائنا ونعزز ثقتهم بنا فنحن بجانبهم دائما وسنبذل ما بوسعنا لحمايتهم من أي أذى يتعرضون له وسنساندهم في اتخاذ قرارات حكيمة للتخلص من أي تحد أو مشكلة قد يتعرضون لها على الإنترنت.
س: ما هو البديل لإشغال وقت فراغ أبنائنا على شبكات التواصل الاجتماعي في هذه الظروف الراهنة وماهو واجبنا اتجاههم؟
أصبحت الأجهزة الذكية واقعا نتعايش معه وخصوصاً بعد جائحة كورونا وبات التواصل الاجتماعي غير محبذ وأصبح فضاء الإنترنت هو المنصة الجيدة للتواصل الاجتماعي، بل هو الوسيلة الوحيدة الدارجة في هذا الوقت الراهن وصار التعليم عن بعد هو الحل الأسلم للحفاظ على صحة الأبناء. لذا من الأفضل أن نجد بدائل جيدة تساهم في تقليل وقت تواجدهم على منصات التواصل الاجتماعي وخلق علاقة وطيدة بيننا وبينهم كأبناء، فيمكننا تخصيص أوقات للقيام بأعمال متنوعة كالفن وقراءة القصص الممتعة والمفيدة وأيضا القيام بممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة المناسبة لسنهم وقدرتهم، وأيضاً مشاركتهم في الألعاب الفكرية المناسبة لمرحلتهم العمرية، كما يمكننا الاستفادة من تجارب الآخرين والاطلاع عليها لنزيد من رصيدنا التربوي ونبدأ من حيث انتهى الآخرون. ويمكننا أيضاً إعطاءهم مهام يكونون قادرين على إنجازها كتشجعهم على ترتيب غرفتهم أو وضع ألعابهم بعد الانتهاء منها في مكانها الصحيح، وأخذ رأيهم في بعض الأمور الخاصة بأفراد الأسرة مثلاً كاختيار وجبة العشاء وغيرها من الأمور البسيطة التي تشعرهم بأهميتهم كأفراد في الأسرة وأيضاً تشغل وقت فراغهم مما يقلل من رغبتهم وتواجدهم على الأجهزة الذكية.
س: كيف يمكن الحد من مشكلة الإدمان على الإنترنت؟
مما يساهم ويساعدنا كآباء للحد من هذه المشكلة وضع قوانين تلتزم الأسرة في تطبيقها في كافة مجالاتها، فالقوانين تساعد في ضبط الأمور وتعديلها ووضعها في نصابها الصحيح، فقد يفتقد الكثير من الأبناء لمعرفة الحدود السليمة لسلوكياتهم وتصرفاتهم اليومية ويقد يقومون أحياناً بتصرفات غير مناسبة بقصد المرح والمتعة أو بسبب عدم تقيمهم لتبعات هذه السلوكيات مما يدفعهم ذلك لتقليد أقرناهم وأصدقائهم في كل ما يقومون به من تصرفات إيجابية كانت أم سلبية، فدور القوانين هو أن يعرف الأبناء ما هو مسموح وما هو ممنوع من السلوكيات والممارسات التي تقومهم تجعل منهم أشخاص ملتزمين ومدركين لتبعات الأمور التي يقومون بها وتساعدهم أيضاً في التفكير بشكل صحيح مما يجعلهم يتخذون قرارات صحيحة.
وعلينا كآباء إشراكهم في بعض القوانين التي من الممكن أن تحد من التصادم بيننا وبينهم فحينما نريد وضع قانون لجلوس الأبناء على "الأجهزة الذكية"علينا أولاً وضع تصور معين ومن ثم عرضة على الأبناء لأخذ رأيهم حتى لا يكون هذا القانون فرض عليهم بل وضع بالتعاون معهم. فيمكننا أخذ رأيهم مثلاً ما هو الوقت الذي تفضلونه لاستخدام الأجهزة الذكية في يوم الإجازة الرسمية؟ فهذا سيسهل من عملية إشراكهم في وضع القانون والالتزام به ويقلل من حدة التوتر فيما بيننا وبينهم. ويساهم أيضاً في وصولهم لخيار مناسب للطرفين. والتزامهم بالقانون يساهم أيضا في تقليل خطر الذي يريد الآباء حمايتهم منه.
س: لو كان أبناؤنا ضحية التنمر الإلكتروني ماذا نفعل لمساعدتهم؟
من الجيد أن نراعي كآباء بعض النقاط المهمة لحماية أبنائنا من التنمر الإلكتروني بأن نعزز فيهم النقاط التالية: نذكرهم بعدم وضع نقاط ضعفهم على الملأ. مثلا يخبرون أحداً بمخاوفهم أوما يقلقهم، أو التصريح بخصوصياتهم لاحد يمكن استغلالهم وابتزازهم.
ونؤكد عليهم بأن يأخذوا الحيطة والحذر وتفعيل الجوانب الأمنية في تطبيقاتهم بشكل كامل في حساباتهم الشخصية وأن لا يجعلونها متاحة للجميع. فجميع شبكات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وغيرها تتمتع بخاصية تعزز من الخصوصية وتمنحهم حماية أكبر من أن يخترق الآخرون حساباتهم أو يستغلون معلوماتهم الشخصية بشكل يضر بهم.
كما يجب علينا أخبارهم بأن احترام خصوصياتهم من الأولويات التي يجب عليهم مراعاتها على الأجهزة الذكية فلا يقومون بمشاركة تفاصيل حياتهم وتحركاتهم مع الآخرين، فقد تبدوا لهم هذه الأمور تافهة وبسيطة ولا أحد يهتم بها، ولكنها في الحقيقة تعطي للمتنمرين إلكترونياً فرصة لإيذائهم، فهي بالنسبة لهم معلومات مهمة عن نمط حياتهم، ويستطيعون من خلالها اكتشاف مواقع ضعفهم واستخدامها في الوقت المناسب ضدهم.