زهراء حبيب
تحتفل المرأة البحرينية بعيدها في مطلع ديسمبر من كل عام مواصلة تحقيق قصص نجاح لا حصر لها في مختلف ميادين الإبداع والإنتاجية، فمملكة البحرين تزخر اليوم بكفاءات نسائية قل نظيرها على مستوى المنطقة، بفضل ما حباها الله من دعم قيادات الدولة ورعاية استثنائية للنساء مع وجود المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.
بالتزامن مع احتفال المملكة بإنجازات المرأة الدبلوماسية، تحاور "الوطن" د. وجدان فهد كاتبة وصحفية ومستشارة دبلوماسية، جمعت بين العمل الدبلوماسي والخبرة الإعلامية، لتكون أول خليجية تشغل السلك الدبلوماسي في الجزائر، لكي تحذو بعدها دول مجلس التعاون الخليجي حذو البحرين في انتداب وتعيين دبلوماسيات في الجزائر وشمال إفريقيا.
وهذا نص الحوار:
- الوطن: كلمات تصف الدكتورة وجدان فهد؟
وجدان فهد: بداية أشكر صحيفة "الوطن" الغراء على هذه المقابلة الصحفية بمناسبة يوم المرأة البحرينية وأهنئ أسرة صحيفة الوطن بالذكرى الخامسة عشرة للتأسيس، متمنية أن تبقى صوت الوطن الحر والناقل لقضاياه وإنجازاته العظيمة. أما عني فأنا ابنة البحرين الأصيلة التي تنتمي لهذا الوطن بجذورها وميلادها ونشأتها وحاضرها، مخلصة لقيادتنا الحكيمة ومحبة لكل أطياف وتلاوين مجتمعنا الذي يتميز منذ الأزل بالتسامح وكرم الوفادة والانفتاح على العالم . وقد حصلت على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في جامعة القاهرة تخصص الإعلام السياسي وكان عنوان الأطروحة دور الخطاب الديني في تشكيل اتجاهات الجمهور نحو القضايا السياسية، وتجمعت لدي خبرة لا يستهان بها في مجالي الإعلام والدبلوماسية والشؤون السياسية من خلال دراستي الأكاديمية وتجاربي المهنية في عدة وزارات إلى جانب البحوث والكتب والمحاضرات التي أقدمها.
- الوطن: ما الذي أكسبتك إياه الصحافة؟ وما سر تمسك الدكتورة وجدان بالسلطة الرابعة رغم انخراطها في المجال الدبلوماسي؟
وجدان فهد: لقد أكسبتني الصحافة معنى الاعتزاز بالذات واليقين أن بلوغ الحظوة لدى السلطة وفي قلوب أبناء المجتمع والنخب الفكرية لا يكون إلا بالثبات على المبادئ الإنسانية العادلة وتقديم ما هو هادف بعيداً عن الشخصنة والتكسبات، الصحافة جعلتني أتحدى نفسي لأن يكون فكري متقدماً بمراحل عن سني، فحصدت احترام قيادتنا الكريمة وثقتهم، فلا تزال كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة محفورة في ذهني عندما أخبرتني ذات مرة وعلى مسمع من الحاضرين أن قلمي حرّ وأنها تقرأ لي، وكنت حينها في سن أصغر من ذلك وفي بداياتي الصحفية.
-الوطن: ما هي التحديات التي واجهتها في بداية عملك الإعلامي؟
وجدان فهد: يعتبر عملي في وكالة أنباء البحرين محطة الانطلاقة التي انطلقت منها إلى آفاق رحبة في العمل الإعلامي عموماً والصحفي على وجه الخصوص، حيث كنت أكتب التصريحات الرسمية للقيادات والوزراء وأحرر الأخبار والتقارير السياسية لمختلف المؤتمرات والقمم والأحداث، وقد حصدت منذ البدايات ثقة المسؤولين وتشجيعهم لي وعلى رأسهم وزير الإعلام وقتذاك ومستشار جلالة الملك للشؤون الإعلامية الأستاذ نبيل الحمر ومدير قطاع الأخبار آنذاك خالد الزياني وحتى إذاعة البحرين فتحت أبوابها أمامي وأعددت فيها أهم البرامج بتشجيع من مدير الإذاعة آنذاك حمد المناعي. لقد كان جميع المسؤولين رجال إلا أنهم وقفوا معنا وآمنوا بقدراتنا كأجيال شابة، ومع ذلك لا تزال وصاياهم حاضرة في ذهني بأن المرأة الإعلامية عليها أن تحافظ على شرفها متى ما أرادت أن تصنع لنفسها اسماً لامعاً محترماً؛ فالكلمة شرف والأخلاق شرف وصون الوطن أكبر شرف. وقد دفعتني تلك المرحلة إلى مواصلة دراستي الأكاديمية والحصول على الماجستير وتوجت بالحصول على جائزة المسابقة البحثية لمنظمة المرأة البحرينية كأول خليجية تفوز بها عن أفضل بحث إعلامي.
- الوطن: ما هو تقييمك للساحة الإعلامية حالياً؟
وجدان فهد: بفضل مناخ الانفتاح الذي هيأه لنا المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى وعلى مدى عشرين عاماً من حكم جلالته الكل يلمس مدى التطور الذي طرأ على الساحة الإعلامية البحرينية من ناحية عدد الصحف وممارسات حرية التعبير التي تبرز في طرح الملفات والقضايا المسكوت عنها والأهم من ذلك استطاعت الصحافة أن تؤسس قنوات تواصل مباشرة وناقلة لأصوات المواطنين إلى المسؤولين وبقيت برغم منافسة حسابات التواصل الاجتماعي محتفظة بمكانتها ومصداقيتها لدى الطرفين.
- الوطن: ما هو تقييمك لتجربة المرأة البحرينية في مجال الإعلام؟
وجدان فهد :إنني دائمة الاقتداء بتوجيهات سيدة البحرين الأولى صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لأنني أعرف مدى سعة اطلاع سموها وحبها للقراءة ودراسة الفن واللغات، ففي يوم المرأة البحرينية في مجال العمل الإعلامي أكدت سموها على دور المرأة في تطوير هذا المجال الحيوي بما تقدمه من مضامين هادفة، وأزيد على ذلك بما سمعته منها خلال مناسبات الاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي بضرورة إيلاء التوثيق الأهمية القصوى لإبراز تاريخنا وهويتنا ومنجزاتنا البحرينية. وعليه فإن المرأة البحرينية أمامها كافة الفرص للنهوض بالقطاع الإعلامي ولدينا حالياً امرأة بحرينية ترأس جمعية الصحفيين هي الأستاذة عهدية السيد التي تأخذ على عاتقها الاهتمام بالنساء الصحفيات وإبراز أعمالهن وإشراكهن في الفعاليات المحلية والدولية. ونتطلع أن تحقق البحرين سبقاً بتعيين امرأة في منصب رئيس تحرير لوكالة الأنباء. فالوكالات لا يستهان بها وبتأثيرها السياسي والإعلامي على مستوى العالم.
- الوطن: ما سبب انتقالك من السلطة الرابعة إلى الشأن الدبلوماسي؟
وجدان فهد: قادتني الأقدار إلى العمل الدبلوماسي بعد لقائي مع وزير الخارجية وقتذاك مستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة حيث طلب مني الالتحاق بالوزارة والقيام بأعمال إدارة الإعلام والدراسات والبحوث بالوزارة، فانتقلت من مجلس التنمية الاقتصادية حيث كنت أعمل فيه مدة سنتين إلى وزارة الخارجية، وبالفعل توليت الإدارة وبعدها تم تكليفي بالعمل في سفارتنا بالجزائر.
- الوطن: كيف كانت تجربتك بالجزائر؟
وجدان فهد: كانت تجربة ثرية بمعنى الكلمة أشكر الله سبحانه وتعالى على هذا القدر الذي أنعم علي به لأكون أول بحرينية تعمل في السفارة هناك، ففهمت وقتذاك أن مسؤوليتي ليست فقط تمثيل بلادي وإنما كل الدبلوماسيات الخليجيات هناك طالما تم منحي صفة الريادة، ولعمري أحسب نفسي قد نجحت في هذه التجربة وهيأت الطريق لمن سيخلفني من الدبلوماسيات بتقديم الصورة المشرفة عن الدبلوماسية البحرينية والمرأة الخليجية على وجه الخصوص، وذلك بفضل عوامل كثيرة ساعدتني، أولها دعم والدتي الفاضلة وأسرتي الكريمة ثم ثقة سفيري هناك السفير حامد العصفور وكذلك مساندة الدائرة الدبلوماسية الجزائرية والخليجية والعربية هناك. ولقد أضفت إلى عملي الدبلوماسي من خبراتي في المجال الإعلامي للمشاركة باسم السفارة في أكثر من حدث ثقافي مهم وهادف، وسعيت لأن يتم توثيق مساهمة أبناء البحرين لنضال أشقائهم الجزائريين في الأرشيف الوطني الجزائري كما كتبت الصحافة من خلالي عن المرأة البحرينية، وشجع هذا العمل أن تتخذ عدة دول عربية قرارها وتبعث دبلوماسيات إلى الجزائر في فترة وجودي هناك.
-الوطن: ماذا عن تعاونك مع الجهات البحثية في نشر الثقافة الدبلوماسية والإعلامية؟
وجدان فهد: لقد تشرفت بالتعاون مع معهد البحرين للتنمية السياسية في تقديم محاضرات تتعلق بالتوعية الدبلوماسية والإعلامية، كما أنني حالياً أقدم محاضرات في أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة، وأتشرف بالتعاون مع كل مؤسسة بحثية رصينة لنشر العلم والمعرفة.
- الوطن: ماذا أضافت لك الدبلوماسية وما الذي أخذته منك؟
وجدان فهد: لقد علمتني الدبلوماسية الفاعلة والمتحركة أن الإنسان يصنع نفسه واسمه في أي موقع يكون فيه أكان على رأس إدارة أو دونها، فالدبلوماسي هو من يملك أدواته بفكره وحضوره وثقافته ويصنع شخصيته واسمه، وعالم الدبلوماسية عالم متطور يستطيع الإنسان أن يتطور فيه أيضاً بمجهوده إن هو سعى وأراد. وأهم درس تعلمته أيضاً هو الفرق بين وهم الحركة وفعل الحركة، ذلك أن الدبلوماسي الناجح هو الذي يعرف ماذا تريد دولته ويسعى لتحقيقه عبر نجاحه في اختراق البوابات الحديدية والشخصيات المؤثرة في صناعة القرارات، ولكم أن تتخيلوا أن تكون المرأة في هذا الوضع العملي الاستثنائي، لأن المرأة متى ما دخلت العمل الدبلوماسي يكون عليها ما على الرجل من المسؤوليات والواجبات، بل ربما تكون عليها المسؤولية مضاعفة؛ لأن المرأة بطبيعتها أكثر ميلاً للانضباط والتنظيم، بالتالي تكون نتائج أعمالها أكثر وضوحاً ودلالة.
-الوطن: ما هي التحديات التي تواجه المرأة الدبلوماسية؟
وجدان فهد :كما وصفت أول وكيل وزارة للخارجية على مستوى الوطن العربي الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة بأن العمل الدبلوماسي رغم صعوبته فإنه ممتع ويستدعي الصبر، ولعمري ذلك صحيح لأن المرأة الدبلوماسية يجب عليها الاهتمام بالمواطنين، ومن أجل خدمتهم قد يطلب منها أن تذهب بنفسها إلى أقسام الشرطة والسجون، وتقف عند ثلاجات الموتى وتشرف على نقل الجثامين، وتتعايش مع حالات المرضى منهم شهوراً وربما سنوات! هذه المرأة أيضاً عليها أن تحمي نفسها فيما لو كانت تخدم في دول غير مستقرة أمنياً وسياسياً، أو في دول معرضة للكوارث مثل الزلازل والفيضانات. ورغم كل تلك التحديات فإن الدافع المحفز الذي يجعل من المرأة الخيار الأفضل هي الرسالة التي نرسلها إلى العالم، فوجود امرأة على رأس بعثة دبلوماسية في عواصم العالم هو في حد ذاته رسالة تمحو كثيراً من الأفكار المسبقة والصور الذهنية القاصرة عنها، والأهم أن يكون الاختيار مبنياً على كفاءة المرأة المرشحة لهذا العمل، فمن خبرتي المرأة لن تستطيع أن تعطي وتنجز في العمل الدبلوماسي دون أن ترتكن على جهودها المتصلة بشخصيتها وخبرتها العلمية والأكاديمية.
- الوطن: ما هي طموحاتك في العمل الدبلوماسي؟
وجدان فهد: كلي ثقة في رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد للحكومة، والإدارة الإستراتيجية للوزير الدكتور عبداللطيف الزياني بأن القطاع الدبلوماسي في البحرين وهو ركن أساس في السلطة التنفيذية برئاسة سموه مقبل على نقلة كبيرة، ثم إن فعالية يوم المرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي والتصريحات التي خرجت خلالها من القيادات النسائية وعلى رأسها سيدة البحرين الأولى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة وهالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة والشيخة الدكتورة رنا بنت عيسى آل خليفة وكيلة وزارة الخارجية كلها تؤكد أن المرأة مقبلة على نقلة في العمل الدبلوماسي وطموحاتي أن تتوج بالحصول على الثقة الملكية وأن أكون ضمن مجموعة النساء على رأس البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في مقبل الأيام.
تحتفل المرأة البحرينية بعيدها في مطلع ديسمبر من كل عام مواصلة تحقيق قصص نجاح لا حصر لها في مختلف ميادين الإبداع والإنتاجية، فمملكة البحرين تزخر اليوم بكفاءات نسائية قل نظيرها على مستوى المنطقة، بفضل ما حباها الله من دعم قيادات الدولة ورعاية استثنائية للنساء مع وجود المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.
بالتزامن مع احتفال المملكة بإنجازات المرأة الدبلوماسية، تحاور "الوطن" د. وجدان فهد كاتبة وصحفية ومستشارة دبلوماسية، جمعت بين العمل الدبلوماسي والخبرة الإعلامية، لتكون أول خليجية تشغل السلك الدبلوماسي في الجزائر، لكي تحذو بعدها دول مجلس التعاون الخليجي حذو البحرين في انتداب وتعيين دبلوماسيات في الجزائر وشمال إفريقيا.
وهذا نص الحوار:
- الوطن: كلمات تصف الدكتورة وجدان فهد؟
وجدان فهد: بداية أشكر صحيفة "الوطن" الغراء على هذه المقابلة الصحفية بمناسبة يوم المرأة البحرينية وأهنئ أسرة صحيفة الوطن بالذكرى الخامسة عشرة للتأسيس، متمنية أن تبقى صوت الوطن الحر والناقل لقضاياه وإنجازاته العظيمة. أما عني فأنا ابنة البحرين الأصيلة التي تنتمي لهذا الوطن بجذورها وميلادها ونشأتها وحاضرها، مخلصة لقيادتنا الحكيمة ومحبة لكل أطياف وتلاوين مجتمعنا الذي يتميز منذ الأزل بالتسامح وكرم الوفادة والانفتاح على العالم . وقد حصلت على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في جامعة القاهرة تخصص الإعلام السياسي وكان عنوان الأطروحة دور الخطاب الديني في تشكيل اتجاهات الجمهور نحو القضايا السياسية، وتجمعت لدي خبرة لا يستهان بها في مجالي الإعلام والدبلوماسية والشؤون السياسية من خلال دراستي الأكاديمية وتجاربي المهنية في عدة وزارات إلى جانب البحوث والكتب والمحاضرات التي أقدمها.
- الوطن: ما الذي أكسبتك إياه الصحافة؟ وما سر تمسك الدكتورة وجدان بالسلطة الرابعة رغم انخراطها في المجال الدبلوماسي؟
وجدان فهد: لقد أكسبتني الصحافة معنى الاعتزاز بالذات واليقين أن بلوغ الحظوة لدى السلطة وفي قلوب أبناء المجتمع والنخب الفكرية لا يكون إلا بالثبات على المبادئ الإنسانية العادلة وتقديم ما هو هادف بعيداً عن الشخصنة والتكسبات، الصحافة جعلتني أتحدى نفسي لأن يكون فكري متقدماً بمراحل عن سني، فحصدت احترام قيادتنا الكريمة وثقتهم، فلا تزال كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة محفورة في ذهني عندما أخبرتني ذات مرة وعلى مسمع من الحاضرين أن قلمي حرّ وأنها تقرأ لي، وكنت حينها في سن أصغر من ذلك وفي بداياتي الصحفية.
-الوطن: ما هي التحديات التي واجهتها في بداية عملك الإعلامي؟
وجدان فهد: يعتبر عملي في وكالة أنباء البحرين محطة الانطلاقة التي انطلقت منها إلى آفاق رحبة في العمل الإعلامي عموماً والصحفي على وجه الخصوص، حيث كنت أكتب التصريحات الرسمية للقيادات والوزراء وأحرر الأخبار والتقارير السياسية لمختلف المؤتمرات والقمم والأحداث، وقد حصدت منذ البدايات ثقة المسؤولين وتشجيعهم لي وعلى رأسهم وزير الإعلام وقتذاك ومستشار جلالة الملك للشؤون الإعلامية الأستاذ نبيل الحمر ومدير قطاع الأخبار آنذاك خالد الزياني وحتى إذاعة البحرين فتحت أبوابها أمامي وأعددت فيها أهم البرامج بتشجيع من مدير الإذاعة آنذاك حمد المناعي. لقد كان جميع المسؤولين رجال إلا أنهم وقفوا معنا وآمنوا بقدراتنا كأجيال شابة، ومع ذلك لا تزال وصاياهم حاضرة في ذهني بأن المرأة الإعلامية عليها أن تحافظ على شرفها متى ما أرادت أن تصنع لنفسها اسماً لامعاً محترماً؛ فالكلمة شرف والأخلاق شرف وصون الوطن أكبر شرف. وقد دفعتني تلك المرحلة إلى مواصلة دراستي الأكاديمية والحصول على الماجستير وتوجت بالحصول على جائزة المسابقة البحثية لمنظمة المرأة البحرينية كأول خليجية تفوز بها عن أفضل بحث إعلامي.
- الوطن: ما هو تقييمك للساحة الإعلامية حالياً؟
وجدان فهد: بفضل مناخ الانفتاح الذي هيأه لنا المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى وعلى مدى عشرين عاماً من حكم جلالته الكل يلمس مدى التطور الذي طرأ على الساحة الإعلامية البحرينية من ناحية عدد الصحف وممارسات حرية التعبير التي تبرز في طرح الملفات والقضايا المسكوت عنها والأهم من ذلك استطاعت الصحافة أن تؤسس قنوات تواصل مباشرة وناقلة لأصوات المواطنين إلى المسؤولين وبقيت برغم منافسة حسابات التواصل الاجتماعي محتفظة بمكانتها ومصداقيتها لدى الطرفين.
- الوطن: ما هو تقييمك لتجربة المرأة البحرينية في مجال الإعلام؟
وجدان فهد :إنني دائمة الاقتداء بتوجيهات سيدة البحرين الأولى صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لأنني أعرف مدى سعة اطلاع سموها وحبها للقراءة ودراسة الفن واللغات، ففي يوم المرأة البحرينية في مجال العمل الإعلامي أكدت سموها على دور المرأة في تطوير هذا المجال الحيوي بما تقدمه من مضامين هادفة، وأزيد على ذلك بما سمعته منها خلال مناسبات الاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي بضرورة إيلاء التوثيق الأهمية القصوى لإبراز تاريخنا وهويتنا ومنجزاتنا البحرينية. وعليه فإن المرأة البحرينية أمامها كافة الفرص للنهوض بالقطاع الإعلامي ولدينا حالياً امرأة بحرينية ترأس جمعية الصحفيين هي الأستاذة عهدية السيد التي تأخذ على عاتقها الاهتمام بالنساء الصحفيات وإبراز أعمالهن وإشراكهن في الفعاليات المحلية والدولية. ونتطلع أن تحقق البحرين سبقاً بتعيين امرأة في منصب رئيس تحرير لوكالة الأنباء. فالوكالات لا يستهان بها وبتأثيرها السياسي والإعلامي على مستوى العالم.
- الوطن: ما سبب انتقالك من السلطة الرابعة إلى الشأن الدبلوماسي؟
وجدان فهد: قادتني الأقدار إلى العمل الدبلوماسي بعد لقائي مع وزير الخارجية وقتذاك مستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة حيث طلب مني الالتحاق بالوزارة والقيام بأعمال إدارة الإعلام والدراسات والبحوث بالوزارة، فانتقلت من مجلس التنمية الاقتصادية حيث كنت أعمل فيه مدة سنتين إلى وزارة الخارجية، وبالفعل توليت الإدارة وبعدها تم تكليفي بالعمل في سفارتنا بالجزائر.
- الوطن: كيف كانت تجربتك بالجزائر؟
وجدان فهد: كانت تجربة ثرية بمعنى الكلمة أشكر الله سبحانه وتعالى على هذا القدر الذي أنعم علي به لأكون أول بحرينية تعمل في السفارة هناك، ففهمت وقتذاك أن مسؤوليتي ليست فقط تمثيل بلادي وإنما كل الدبلوماسيات الخليجيات هناك طالما تم منحي صفة الريادة، ولعمري أحسب نفسي قد نجحت في هذه التجربة وهيأت الطريق لمن سيخلفني من الدبلوماسيات بتقديم الصورة المشرفة عن الدبلوماسية البحرينية والمرأة الخليجية على وجه الخصوص، وذلك بفضل عوامل كثيرة ساعدتني، أولها دعم والدتي الفاضلة وأسرتي الكريمة ثم ثقة سفيري هناك السفير حامد العصفور وكذلك مساندة الدائرة الدبلوماسية الجزائرية والخليجية والعربية هناك. ولقد أضفت إلى عملي الدبلوماسي من خبراتي في المجال الإعلامي للمشاركة باسم السفارة في أكثر من حدث ثقافي مهم وهادف، وسعيت لأن يتم توثيق مساهمة أبناء البحرين لنضال أشقائهم الجزائريين في الأرشيف الوطني الجزائري كما كتبت الصحافة من خلالي عن المرأة البحرينية، وشجع هذا العمل أن تتخذ عدة دول عربية قرارها وتبعث دبلوماسيات إلى الجزائر في فترة وجودي هناك.
-الوطن: ماذا عن تعاونك مع الجهات البحثية في نشر الثقافة الدبلوماسية والإعلامية؟
وجدان فهد: لقد تشرفت بالتعاون مع معهد البحرين للتنمية السياسية في تقديم محاضرات تتعلق بالتوعية الدبلوماسية والإعلامية، كما أنني حالياً أقدم محاضرات في أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة، وأتشرف بالتعاون مع كل مؤسسة بحثية رصينة لنشر العلم والمعرفة.
- الوطن: ماذا أضافت لك الدبلوماسية وما الذي أخذته منك؟
وجدان فهد: لقد علمتني الدبلوماسية الفاعلة والمتحركة أن الإنسان يصنع نفسه واسمه في أي موقع يكون فيه أكان على رأس إدارة أو دونها، فالدبلوماسي هو من يملك أدواته بفكره وحضوره وثقافته ويصنع شخصيته واسمه، وعالم الدبلوماسية عالم متطور يستطيع الإنسان أن يتطور فيه أيضاً بمجهوده إن هو سعى وأراد. وأهم درس تعلمته أيضاً هو الفرق بين وهم الحركة وفعل الحركة، ذلك أن الدبلوماسي الناجح هو الذي يعرف ماذا تريد دولته ويسعى لتحقيقه عبر نجاحه في اختراق البوابات الحديدية والشخصيات المؤثرة في صناعة القرارات، ولكم أن تتخيلوا أن تكون المرأة في هذا الوضع العملي الاستثنائي، لأن المرأة متى ما دخلت العمل الدبلوماسي يكون عليها ما على الرجل من المسؤوليات والواجبات، بل ربما تكون عليها المسؤولية مضاعفة؛ لأن المرأة بطبيعتها أكثر ميلاً للانضباط والتنظيم، بالتالي تكون نتائج أعمالها أكثر وضوحاً ودلالة.
-الوطن: ما هي التحديات التي تواجه المرأة الدبلوماسية؟
وجدان فهد :كما وصفت أول وكيل وزارة للخارجية على مستوى الوطن العربي الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة بأن العمل الدبلوماسي رغم صعوبته فإنه ممتع ويستدعي الصبر، ولعمري ذلك صحيح لأن المرأة الدبلوماسية يجب عليها الاهتمام بالمواطنين، ومن أجل خدمتهم قد يطلب منها أن تذهب بنفسها إلى أقسام الشرطة والسجون، وتقف عند ثلاجات الموتى وتشرف على نقل الجثامين، وتتعايش مع حالات المرضى منهم شهوراً وربما سنوات! هذه المرأة أيضاً عليها أن تحمي نفسها فيما لو كانت تخدم في دول غير مستقرة أمنياً وسياسياً، أو في دول معرضة للكوارث مثل الزلازل والفيضانات. ورغم كل تلك التحديات فإن الدافع المحفز الذي يجعل من المرأة الخيار الأفضل هي الرسالة التي نرسلها إلى العالم، فوجود امرأة على رأس بعثة دبلوماسية في عواصم العالم هو في حد ذاته رسالة تمحو كثيراً من الأفكار المسبقة والصور الذهنية القاصرة عنها، والأهم أن يكون الاختيار مبنياً على كفاءة المرأة المرشحة لهذا العمل، فمن خبرتي المرأة لن تستطيع أن تعطي وتنجز في العمل الدبلوماسي دون أن ترتكن على جهودها المتصلة بشخصيتها وخبرتها العلمية والأكاديمية.
- الوطن: ما هي طموحاتك في العمل الدبلوماسي؟
وجدان فهد: كلي ثقة في رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد للحكومة، والإدارة الإستراتيجية للوزير الدكتور عبداللطيف الزياني بأن القطاع الدبلوماسي في البحرين وهو ركن أساس في السلطة التنفيذية برئاسة سموه مقبل على نقلة كبيرة، ثم إن فعالية يوم المرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي والتصريحات التي خرجت خلالها من القيادات النسائية وعلى رأسها سيدة البحرين الأولى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة وهالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة والشيخة الدكتورة رنا بنت عيسى آل خليفة وكيلة وزارة الخارجية كلها تؤكد أن المرأة مقبلة على نقلة في العمل الدبلوماسي وطموحاتي أن تتوج بالحصول على الثقة الملكية وأن أكون ضمن مجموعة النساء على رأس البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في مقبل الأيام.